تنشط الدعوات إلى المظاهرات والاحتجاجات في مثل هذا اليوم من كل عام لإحياء ذكرى مقتل ستة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976.
خلفية تاريخية
أدت حرب 1948 إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين لقراهم ومدنهم، وفي 1950، أصدرت إسرائيل قانون العودة فتوافد من خلاله أعداد كبيرة من اليهود حول العالم.
لتسن إسرائيل بنفس الوقت قانونا جديدا عرف باسم قانون "أملاك الغائبين" الذي قامت بموجبه بمصادرة أراضي اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو نزحوا بسبب الحرب، وبالتالي فاليهود الجدد اشتروا تلك الأراضي المصادرة من الدولة.
فاحتج الأهالي على ذلك بالمظاهرات والإعلان عن الإضراب الشامل في تاريخ 30 مارس/آذار، ليبدأ الفلسطينيون بإحياء ذكرى هذا اليوم بالقيام بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفتها على يد إسرائيل، بالإضافة لإقامة المعارض والمهرجانات المختلفة في كل مكان يتواجدون به.
فلسطين بالأرقام في "يوم الأرض"
نشر جهاز الإحصاء الفلسطيني بمناسبة "يوم الأرض" إحصائية تظهر مساحة الأراضي التي يستغلها الفلسطينيون والأراضي المصادرة.
فتبين أن إسرائيل تستغل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية، والبالغة حوالي 27,000 كم مربع، ولم يتبق للفلسطينيين سوى نحو 15% فقط من مساحة فلسطين التاريخية، وتبلغ نسبة الفلسطينيين حاليا حوالي 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية.
تبلغ مساحة الأراضي المصنفة على أنها عالية أو متوسطة القيمة الزراعية في الضفة الغربية حوالي 2,072 ألف دونم، وتشكل حوالي 37% من مساحة الضفة الغربية، لا يستغل الفلسطينيون منها سوى 931.5 ألف دونم وتشكل حوالي 17% من مساحة الضفة الغربية، وتعتبر الإجراءات الإسرائيلية أحد أهم أسباب عدم استغلال الأراضي الزراعية في الضفة الغربية.
بلغ عدد المواقع والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2017 في الضفة الغربية 435 موقعا، منها 150 مستوطنة و116 مركزا، وشهد العام 2018 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث صادقت إسرائيل على بناء حوالي 9384 مستوطنة جديدة، بالإضافة الى إقامة 9 مراكز جديدة.
قامت إسرائيل خلال العام 2018 بهدم وتدمير 471 مبنى، منها حوالي 46% في محافظة القدس بواقع 215 عملية هدم، وتوزعت المباني المهدومة بواقع 157 مبنى سكنيا و314 منشأة.
العرب و"يوم الأرض" في هذا العام
يصل "يوم الأرض" إلى العالم العربي في الوقت الذي لا تزال معظم حكوماته غارقة بمشاكل داخلية وخارجية، حتى حادت بوصلة العرب عن قضيتهم الأولى القضية الفلسطينية.
فما بين أزمة دبلوماسية خليجية دخلت عامها الثاني بين قطر والمملكة العربية السعودية، الإمارات، البحرين ومصر وانتهت بقطع العلاقات الدبلوماسية.
إلى سوريا التي لا تزال تحارب الإرهاب لعامها الثامن في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجولان المحتل كأرض إسرائيلية.
إلى العراق الذي لا يزال يحارب الإرهاب للقضاء على فلوله والجزائر الغارقة بانتخابات رئاسية جديدة، وليبيا واليمن الغارقتان بحرب أهلية مزقتهما.
وفلسطين التي اعترف فيها الرئيس الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل وما واكبه من أصداء سلبية في الشارع العربي.
فهل سيوحد "يوم الأرض" الفلسطيني العرب، لينسوا معه حقبة من الآلام والمشاكل لطي صفحة جديدة من التاريخ العربي المعاصر.
الجولان السوري و"يوم الأرض"
تحدث الشيخ جاد الكريم ناصر، أحد شيوخ وأبناء الجولان السوري لـ"سبوتنيك" عن "يوم الأرض" قائلا "هذا يوم مقدس ويمثل وجودنا وإنتمائنا للأرض وذكرى لتخليد شهدائنا، كما ويمنحنا القوة للوقوف بكل ثبات في أرضنا لندافع عنها وعن تاريخنا وحاضرنا. وفي هذا اليوم سنقف وقفة تنديد واستنكار لقرار الرئيس الأمريكي، كما سنقف ضد جميع المخططات الإسرائيلية".
ووجه الشيخ ناصر الدعوة للشعوب العربية بالوقوف في صف واحد، قائلا "في ظل غرق البلدان العربية بمشاكلها، نتمنى من الشعوب العربية الوقوف في صف واحد، لأنه لو تم ذلك لن يستطيع أحد في العالم بأن يسيء لكرامة العرب، ولكن للأسف أغلب الحكومات العربية لايعول عليها أبدا، ونحن في الجولان السوري أملنا كبير بالشعوب العربية وبالنسبة لنا نحن جزء لا يتجزأ من سوريا التي نفتخر بها وبقيادتها وجيشها، الذين دافعوا عن سيادة بلادنا وانتمائنا والوقوف ضد جميع المخططات التي حاولت تمزيق البلد".