وأضاف عثمان، هناك بلديات أشد رمزية خسرها حزب العدالة والتنمية مثل أسطنبول وأنقرة لصالح حزب الشعب الجمهوري وفق المؤشرات الأولية وقبل إعلان النتائج الرسمية، وبالتالي يكون قطاع المتدينيين في تلك المدن الكبرى قد أرسلوا الرسالة الثانية للرئيس رجب طيب أردوغان.
وتابع المحلل السياسي، "الشعب أرسل الرسالة الأولى في 24 من شهر يونيو/حزيران من العام الماضي 2018 في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، عندما منح 52% من الشعب ثقتهم للرئيس أردوغان، وفي نفس التوقيت منح 42% فقط ثقتهم لحزب العدالة والتنمية، وبالتالي هناك فارق بين الثقة في شخص الرئيس وحزب الرئيس".
وأشار عثمان إلى أن هناك حالة من عدم الرضا بين ناخبي ومؤيدي حزب "العدالة والتنمية"، ويرى جزء من هؤلاء أن الحزب يحتاج إلى قدر من الإصلاحات، وبالتالي كانت تلك رسالة أخرى، لكن هذا لا يغير من حقيقة أن حزب "العدالة والتنمية" مازال هو متصدرا للمشهد السياسي، وهذه الانتخابات هى انتخابات خدمية لا علاقة لها بالسلطة أو الحكم في أنقرة.
وأوضح المحلل السياسي التركي أن تلك النتيجة لا تخول سياسيا وأدبيا لا تخول المعارضة بأن تشكك بالدعم الشعبي للرئيس والحكومة، والنظام الرئاسي الحالي ليس به عمليات سحب ثقة، وإذا فقد حزب الرئيس بلدية هنا أو هناك لا يعني تناقص شعبية الرئيس.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها في مدينة إسطنبول بعد فرز أغلبية أصوات الانتخابات المحلية: "استكملنا الانتخابات المحلية بنضج ديمقراطي وقد حصل حزب العدالة والتنمية وتحالف الجمهور على أغلبية الأصوات كما هو معتاد منذ انتخابات عام 2002".
وأضاف أردوغان: "خسر حزب العدالة والتنمية وتحالف الجمهور بلديات عدد من الولايات وهذا تقدير شعبنا ونتيجة للديمقراطية، لذا هو أمر ينبغي تقبله".
وأشار الرئيس التركي إلى أهمية نتائج الانتخابات في المدن في شرق وجنوب شرق البلاد، مضيفا "أشرت دائما إلى المحاولات الرامية لتقييد إرادة شعبنا وأكدت على ذلك بوضوح وهذه النتائج قد أظهرت أن إخواننا الأكراد لم يسلموا إرادتهم لا للمنظمة الإرهابية ولا للذين يدعمون المنظمة الإرهابية".
وذكر أردوغان أن "الانتخابات المقبلة ستجري في شهر يوليو/ حزيران من عام 2023".