وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، أن "قطر أكدت في بيان صدر عنها على إدانتها الشديدة لهذا التصعيد العسكري الخطير من قبل قوات خفتر والذي يأتي في ظل حدوث نوع من الانفراج السياسي في المسار السلمي وفي مسار الحوار الوطني في ليبيا تحت المظلة الأممية".
وقالت الخاطر، خلال تصريحات لقناة "الجزيرة"، مساء أمس الخميس، إن "قطر ترى في هذا الاعتداء العسكري تقويضا لهذا المسار السلمي للحل كما أنه ينذر بإعادة حالة الفوضى في الغرب الليبي".
وأضافت: "هذا الأمر من شأنه أن يفجر حزمة من التداعيات غير المحمودة على الداخل الليبي وعلى شل المؤسسات وعلى المواطن الليبي، ولكنها أيضا تؤثر أيضا على الأمن الإقليمي المتمثل في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر".
وقالت المسؤولة القطرية: "تلقينا هذه الأخبار بكثير من الاستغراب وهذا يدل على أن بعض الأطراف للأسف لازالت تفضل أن تعلي الأجندات الضيقة في مقابل المصلحة العامة للشعب الليبي وندعوهم مرة أخرى إلى العودة إلى المسار السلمي وإلى إعلاء فكرة الوطن الليبي الجامع وترك هذه التحيزات الضيقة".
وبشأن البيان الصادر عن الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والإمارات عقب التصعيد العسكري لقوات الجيش الليبي بقيدة المشير خليفة حفتر بالمناطق الغربية في ليبيا، استغربت لولوة الخاطر الموقف الإماراتي.
وقالت: "نقرأ هذا البيان بكثير من الاستغراب، نرى الإمارات على سبيل المثال ضمت صوتها إلى صوت الدول الأخرى بالنسبة لرفضها للتصعيد العسكري، لكن في المقابل هي (الإمارات) تدعم عمليا وفعليا قوات حفتر على الأرض، فهل يعتبر مثل هذا البيان من قبل الإمارات نوعا من ذر الرماد في العيون؟، إذا كان هذا هو الأمر فإننا نطالب الدول الشريكة للإمارات في هذا البيان الأخير أن تحث الإمارات على إنهاء حالة الإزدواجية في الخطاب وعلى توحيد الخطاب مع التحركات على الأرض".
وأضافت: "لو اتفقنا على أن نقرأ هذا البيان على أنه يمثل التوجه الحقيقي لهذه الدول فإننا ندعو مرة أخرى هذه الدول إلى تفعيل هذا الخطاب عمليا على الأرض وإلى لجم قوات حفتر والعودة إلى المسار السياسي".
وأمر قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، أمس الخميس، قواته بالتقدم إلى العاصمة الليبية طرابلس لتحريرها من "المليشيات" المسلحة. وطالب حفتر في تسجيل صوتي بثته قناة "العربية الحدث" سكان طرابلس "بإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم"، موجها قواته بعدم رفع السلاح في وجه من يؤثر المواجهة.
وأعلن فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، مساء الأربعاء الماضي، حالة "النفير العام" لقوات الجيش والشرطة، إثر رصد تحركات لقوات حفتر، قرب طرابلس. وطالب السراج، بصفته القائد الأعلى للجيش، قواته، بـ"الاستعداد والتصدي لأية تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في أية منطقة، سواء من تنظيمات إرهابية أو إجرامية أو مجموعات مارقة خارجة عن القانون أو مرتزقة أو من يهدد أمن أي مدينة ليبية".