هل أشعلت التدخلات الخارجية الأزمة في السودان

منذ اندلاع التظاهرات في السودان نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018، والحكومة تتحدث عن تدخلات خارجية ومخططات تؤجج التظاهرات، بينما يتحدث الطرف الآخر عن دعم إقليمي ودولي للبشير.
Sputnik

5 فروق بين الاحتجاجات في السودان والجزائر
وربما لما يحظى سيناريو التدخلات الخارجية الواضحة بالكثير من الاهتمام والفحص والتدقيق "وفق رأي الخبراء" نظرا لدرايتهم الكاملة بالتاريخ السياسي للشعب السوداني الذي لا يقبل أي تدخل أو إملاء من أحد.

ويرى المؤيدون للحكومة أن هناك تدخلات بالفعل وإن لم تكن ملموسة وتقديم دعم لوجستي للمتظاهرين، في حين يرى المتظاهرون أن هناك قوى إقليمية تدعم بشكل واضح الحكومة، ولا ترغب في سقوطها خوفا من انتقال عدوى المظاهرات إليها أو تخوفا من الفوضى التي قد تؤثر على مصالحها في المنطقة.

لا استبعد التدخلات الخارجية

حسن إسماعيل، وزير الإعلام السوداني قال لـ"سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، "لا أستبعد التدخلات الخارجية وهذا الأمر له الكثير من الوجوه، أخطرها التغطيات الإعلامية السالبة في حق السودان".

وتابع الوزير، "السودان في دائرته ليس بعيدا عن التأثير الخارجي سواء كان الإقليمي أو الدولي من جانب العديد من الدول، لكن لم تفلح تلك التدخلات عبر تاريخ السودان في تغيير مسار البلاد".

أسباب موضوعية

من جانبه قال الدكتور بشير آدم رحمة نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي السوداني لـ"سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، "إن الثورة قامت لأسباب موضوعية داخلية، وعمليات الدعم الإقليمي للحكومة في الخرطوم هي من أجل الاستقرار وليس من أجل البشير".

وأضاف نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، أن "هناك ثلاث دول رئيسية تدعم حكومة السودان وهى "مصر وتشاد وإثيوبيا"، لأن أي انفلات في المنطقة سوف يؤثر على دول الإقليم".

وأشار رحمة، إلى أن "أكبر داعم للاستقرار في الخرطوم هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تضع السودان ضمن قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، ومع ذلك هي حريصة على الاستقرار وأن تكون عملية الانتقال إذا حدثت "سلمية".

وأضاف نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، "وتعني عملية الانتقال السلمي للسلطة، أن تكون بصورة مرتبة، حتى إذا تنحى البشير يسلم السلطة إلى جهة معلومة، مؤكدا أن الداعمين للانتفاضة الداخلية هم سودانيين يعيشون بالخارج".

دعم الاستقرار

أما النور أحمد النور الكاتب والمحلل السياسي السوداني فأوضح لـ"سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، أن "هناك مزاج إقليمي مع استقرار الأوضاع في السودان من بعض الدول العربية والإفريقية والانتقال السلمي للسلطة إذا نجحت الثورة".

وأضاف النور، أن:

"مبررات تلك الدول الداعمة للاستقرار، ترى أن انزلاق السودان إلى الفوضى يمكن أن يؤدي إلى انتشار الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتأثير على الأمن القومي في المنطقة وبشكل خاص في مصر والقرن الإفريقي".

ونفى المحلل السياسي السوداني أن "يكون هناك تدخل صريح من جانب الولايات المتحدة والغرب في الشأن الداخلي السوداني، ولكن فقط البيانات الرسمية التي صدرت من الولايات المتحدة ومن دول الترويكا ودول الاتحاد الأوروبي".

 وأشار النور، إلى أن "تلك البيانات أبدت حرصها على الاستقرار، وفي نفس الوقت طالبت باحترام حرية التعبير والتجمع السلمي للجماهير ولم نلحظ أصابع أجنبية مباشرة في دعم الحراك الشعبي في الشارع".

"لا نقبل التدخل"

بكري حسن أبو حراز مسؤول الإعلام في حزب المستقلين القومي "المعارض" أكد لـ"سبوتنيك"اليوم الثلاثاء، أنه "لا توجد أي علاقات خارجية بين المحتجين في الشارع وبين أي من الدول خارج السودان، وهدفه الأساسي هو التغيير".

وقال مسؤول الإعلام في حزب المستقلين القومي، "نحن على اتصال بالشباب في الشارع ونعلم جيدا ما يدور، ونحن كحزب المستقلين لا نقبل أي تدخل خارجي مهما كانت الذرائع، كما لا نقبل إملاءات من أحد، الثورة لها رؤيتها ووسائلها وأهدافها".

مخاوف وتطلعات

خضر عطا المنان، الصحفي السوداني والأمين العام لرابطة الإعلاميين العرب في الدانمارك أكد لـ"سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، أن "هناك تدخلات خارجية مؤيدة للحكومة في الخرطوم ولكنها غير ظاهرة للعامة".

وأضاف المنان، أن:

"المؤيدين من المنطقة للحكومة الحالية في الخرطوم رغم تناقضات توجهاتهم السياسية والأيديولوجية إلا أنه تجمعهم مصالح مشتركة، منها الخوف من انتقال عدوى التظاهرات والآخر تمثل الخرطوم آخر معقل في الحلف الذي يدعمه".

وحول التدخلات الدولية في الشأن السوداني قال المنان، إن "أكبر الداعمين للحكومة هم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بشكل عام".

وأشار إلى أن "هذا الدعم متعلق بالنفط والاستثمار والهجرة غير الشرعية، وفي اعتقادي أن هذا الدعم أو غيره لن يستطيع القضاء على الانتفاضة الشعبية أو كسرها، لكن يمكن تعطيلها لبعض الوقت".

ويشهد السودان، منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، احتجاجات شبه يومية تفجرت في بادئ الأمر بسبب زيادات في الأسعار ونقص في السيولة لكن سرعان ما تطورت إلى احتجاجات ضد حكم البشير القائم منذ 3 عقود.

مناقشة