وحسب "رويترز" قال كل من الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إنهم يخشون أن الصفقة مع شركة الطيران الإيطالية تنتهك اتفاقية توصلت إليها الخطوط الجوية القطرية مع الولايات المتحدة في أوائل 2018.
وكانت الخطوط القطرية قد أعلنت العام قبل الماضي، الاستحواذ على حصة تقدر بـ49% في شركة إيه.كيو.إيه هولدنغ، الشركة الأم الجديدة لطيران إيطاليا التي كانت تعرف بـ"ميريديانا"، ولكنها أعلنت عن هوية جديدة في شهر فبراير/ شباط الماضي بالتزامن مع الإعلان عن مرحلة جديدة من النمو والتوسع.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول قالت الخطوط الجوية القطرية، إنها استحوذت على 49% من شركة "إيه. كيو. إيه هولدنغ"، وهي الشركة الأم الجديدة لشركة الطيران الإيطالية "ميريديانا".
وأضاف أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، في بيان، أنه يتطلّع للعمل جنباً إلى جنب مع "ميريديانا"؛ لتعزيز موقعها في السوق وتقوية شبكة وجهاتها في إيطاليا وأوروبا والولايات المتحدة، وغيرها من المناطق.
وتسيّر الخطوط الجوية القطرية 42 رحلة أسبوعياً إلى أربع وجهات في إيطاليا؛ هي روما والبندقية وبيزا وميلانو.
وبحسب البيان فإنه بتوقيع الاتفاقية الجديدة ستعزّز القطرية من خدماتها في السوق الإيطالية.
و"ميريديانا" هي ثاني أكبر شركة طيران في إيطاليا، وتملك شبكة وجهات قوية في أوروبا، وتوفّر فرص الربط مع المطارات الرئيسية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا.
ويتألف أسطول ميريديانا من طائرات بوينغ 737 و767 وMD-82.
والقطرية واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، إذ تسيّر أسطولاً حديثاً يضم 200 طائرة تتجه إلى أكثر من 150 وجهة عالمية.
وتهدف طيران إيطاليا الآن إلى تشغيل 50 طائرة بحلول عام 2022، منها 20 طائرة بوينغ 737 ماكس التي ستبدأ باستلامها ابتداءً من أبريل/ نيسان الجاري.
وتتيح القطرية للشحن الجوي حالياً خدمة الشحن جواً عبر المساحة المخصصة للشحن في طائرات الركاب من وإلى مدن ميلانو وروما والبندقية وبيزا، كما تسيّر القطرية للشحن الجوي 7 رحلات شحن أسبوعياً إلى ميلانو.
وكان نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، قد هاجم هجوما عنيفا الخطوط الجوية القطرية لعدم التزامها باتفاقيات السماوات المفتوحة مع الولايات المتحدة، إضافة إلى دعم الحكومة القطرية الشركة المملوكة لها.
ويعمل جينجريتش حالياً مستشاراً لشركة "دلتا إيرلاينز" الأمريكية، وهي جزء من ائتلاف كبير من شركات الطيران الأمريكية المعارضة للتوسع المدعوم من قطر داخل السوق الأمريكية.
وأوضح، في مقال له نشر عبر موقع "فوكس نيوز" الأمريكي الشهر الماضي، أن اتفاقية السماوات المفتوحة بين الدول لشركات الطيران تسمح بتسيير رحلات جوية دون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة، مؤكدا أن أحد المبادئ الأساسية لاتفاقيات السماوات المفتوحة، البالغ عددها 126 اتفاقية، والتي أبرمتها الولايات المتحدة مع البلدان التي لديها شركات طيران مملوكة للحكومة، أن الرحلات يجب أن تعكس طلب السوق الفعلي ويضمن ذلك عدم تحقيق خسائر من تسيير رحلات دولية بهدف دفع شركات أخرى للإفلاس، ما يضمن تكافؤ الفرص بين شركات الطيران الخاصة ونظيرتها المملوكة للحكومة.
وقال جينجريتش إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتخذت خطوة كبيرة في يناير/ كانون الثاني 2018، عندما أجبرت قطر على الموافقة على تبني الشفافية فيما يتعلق بالشؤون المالية لشركات الطيران التي تملكها، كما ألزمت الإدارة الأمريكية قطر بالامتناع عن إضافة مزيد من الرحلات الجوية من بلدان أخرى إلى الولايات المتحدة.
وقال آسفاً: "لكن سرعان ما بدأت قطر في إيجاد طرق للتحايل على هذه الاتفاقية، فالخطوط الجوية القطرية تمتلك حصة نسبتها 49% في طيران إيطاليا، ولكن على الرغم من نصيب الأقلية، غالباً ما يقوم رئيس الشركة القطرية بتصريحات حول مستقبل الشركة الإيطالية كما لو كان مسؤولاً".
ويرى جينجريتش ذلك أمراً منطقياً؛ لأن شركة طيران إيطاليا تعتمد على الخطوط الجوية القطرية، وبالتالي تعتمد على حكومة قطر لتجنب الإفلاس. ومنذ استحواذها على الشركة في عام 2017، وفرت الخطوط القطرية النقود والطائرات وغيرها من الموارد لنظيرتها الإيطالية.
وطالب جينجريتش حكومة بلاده برد قوي تجاه قطر، مؤكداً أن ذلك سيظهر أن الولايات المتحدة لن تتغاضى عن أي تلاعب عالمي في التجارة، كما طالب بالضغط الدبلوماسي على الحكومة القطرية حتى تصدر أمراً لشركات الطيران المملوكة لها بوقف الرحلات الجديدة.