وأضاف في حواره مع "سبوتنيك"، أن البرلمان سيتجه إلى تشكيل حكومة تضم الكفاءات وتمنح الثقة من البرلمان، كما سيبدأ في إجراءات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعملية الاستفتاء على الدستور… إليكم نص الحوار:
بعض الدول تصف عملية "تحرير العاصمة" كما أطلق عليها الجيش بأنها اعتداءات… كيف ترد عليها؟
برأيك هل هناك بعض المصالح الخاصة لدول ما في العاصمة طرابلس تخشى عليها حال تغير القيادات هناك؟
بالتأكيد هناك مصالح، لكنه فهم خاطئ، خاصة أنه حال تغير الحكومة والقيادات فإن ليبيا في حاجة للمجتمع الدولي كما هو في حاجة إلى ليبيا، والاتفاقيات أو أية مصالح لن تتأثر وستستمر كما هي.
ولن تقطع العلاقات، بل بالعكس في حال وجود حكومة مدعومة من الجميع ستكون المصالح الدولية محفوظة بدرجة أكبر، خاصة أنه في ظل أي خلاف في الوقت الراهن فإن عرض الأمر على القضاء سيكون به إشكالية لأن الحكومة الحالية غير شرعية، كما أن الواقع الحالي ليس في صالح أحد، لا ليبيا ولا المجتمع الدولي.
كما أن الخلافات الحالية تؤثر على مناطق النفط، وعلى المصالح الاقتصادية.
هل يتعارض ما يقوم به الجيش الليبي مع الاتفاق السياسي؟
كما أن توقيع أي اتفاقية من رئيس الدولة ما لم تقر من البرلمان، فإنها تعد غير شرعية.
وأؤكد أن كافة القوانين والاتفاقيات الخاصة بليبيا لا تعلو على الدستور الليبي.
المجلس الأعلى للدولة يقف ضد عملية طرابلس، بم تفسر هذا الموقف؟
وأذكر أيضا أن المجلس الأعلى للدولة لم يجتمع حتى الآن للموافقة على ما أقره البرلمان، بشأن تعديل الاتفاق السياسي، الذي ينص على تشكيل المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين، وبالتالي هم لا يريدون الخروج من المشهد الحالي، وبعضهم من المؤتمر الوطني لعام 2012، الذي حل بموجب تشكيل مجلس النواب، إلا أن اتفاق الصخيرات أعادهم من خلال مجلس الدولة، خاصة أن رئيس المجلس من جماعة الإخوان في ليبيا، وبدلا من أن يساعد المجلس في الحل أصبح يعرقل الأمور كافة.
الكثير من التقارير تشير إلى علاقة قوية بين قطر وتركيا مع طرابلس… ما هي طبيعة هذه العلاقة؟
ما نؤكد عليه خاصة بالنسبة لتركيا، فإن أي شخص من طرابلس وجماعة الإخوان يخشى على حياته، أو يسافر ويعود يتجه إلى تركيا ويأتي منها، وأخرهم صلاح بادي، وهو على قائمة المطلوبين للمجتمع الدولي، وبالتالي هذه الجماعة لا تعترف بالدولة المدنية، ولا بالتداول السلمي للسلطة، ولا يعترفون بالانتخابات، إلا مرة واحدة إذا نجحوا فيها.
من يسيطر على المؤسسات المالية والاقتصادية في طرابلس؟
كيف تدير حكومة الوفاق الكتائب الموجودة بالعاصمة إذا كان من بينها كتائب غير شرعية؟
حكومة الوفاق تدار من الكتائب الموجودة في العاصمة طرابلس، ولو كانت تديرها لكان بيدها القرار، وحثهم على الخروج من العاصمة وتسليم أسلحتهم، لكن السراج لا يستطيع أن يأمر أي أحد منهم.
كما تتحكم الكتائب والمليشيات في تعيين السفراء والوزراء، ولو تم مراجعة قوائم السفراء سنجدهم من جماعات المليشيات المسيطرة على العاصمة، كما تتحكم الكتائب في دفع الأموال من خلال المصرف المركزي.
كيف ترى الدور المصري في دعم الجانب الليبي؟
بالنسبة لمصر وعلاقتها التاريخية بليبيا فإن موقفها واضح من الناحية السياسي والمعنوية، ولولا وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة لكانت مصر وليبيا في خبر كان.
ما هي النسبة التي يشكلها الإخوان في المشهد الليبي… وهل تمثل طرابلس حاضنة لهم؟
المدنيون في العاصمة طرابلس يشكلون نقطة التحول فهل يرحبون بدخول الجيش أم يقفون ضده؟
الشعب الليبي داعم لجيشه وداعم للانتخابات، والغالبية منهم مغلوب على أمرهم طوال الفترات الماضية، وسيشاهد الجميع موقف الشعب بعد تحرير العاصمة من المليشيات.
هل يمكن أن تصل الأوضاع إلى إرسال قوات أجنبية إلى العاصمة بقرار من مجلس الأمن؟
لا اعتقد ذلك، واستبعد هذا الخيار.
من أين تحصل الكتائب على الأسلحة والذخائر؟
من تركيا بشهادة العالم جميع، وضبطت البواخر التركية اكثر من مرة في الموانئ الليبية.
هل استخدمت المطارات المدنية في نقل الأسلحة؟
المعلومات لدى القوات المسلحة تؤكد أنها استعملت في هذه الأغراض، خاصة أن مطار معيتيقة هو قاعدة عسكرية منذ عهد المملكة، وتهبط فيه الطائرات الحربية بكل أنواعها.
هل يمكن الاتجاه لمؤتمر وطني جامع حال انتهاء عملية العاصمة طرابلس؟
المؤتمر الوطني الجامع لا يتعارض مع البرلمان، خاصة أن البرلمان داعم للمؤتمر الوطني، وسنشكل حكومة ليبية نمنحها الثقة.
ما الخطوة التالية بعد هذا الإجراء؟
بعد تشكيل الحكومة ومنحها الثقة، يمكن التوجه للمؤتمر الوطني الجامع حال استمرار التوافق حول غدامس، والاتجاه نحو الاستفتاء على الدستور.
هل أنت مع الاستفتاء على الدستور أولا، أم إجراء الانتخابات الرئاسية؟
مع الاستفتاء على الدستور أولا، وحال قبوله بنعم، نتجه لانتخاب رئيس دائم وبرلمان دائم، وحال رفضه يمكن تفعيل الإعلان الدستوري وانتخاب رئيس مؤقت.
هل سيتم إجراء انتخابات رئاسية أم برلمانية أولا؟
أميل لانتخابات رئاسية أولا، ولأننا في حاجة إلى الإجراءات الخاصة بالسلطة التنفيذية، أما السلطة التشريعية تنتخب لاحقا.
جلست مع المبعوث الأممي غسان سلامة أكثر من مرة… لماذا لم يتم التوافق حول المؤتمر الوطني الجامع.. وما هي ملاحظاتك حول المقترحات الأولية له؟
ويفترض أن من يحضر المؤتمر أن يكون له صفة وتأثير، وقد حذرت في السابق، وطلبت إعلان جدول الأعمال وصفات الاشخاص، وأن يكون هناك صفة لمن يحضر المؤتمر سواء من البرلمان أو العهد السابق، أو المجلس الأعلى للدولة، وأن يكون لديهم القدرة على تنفيذ ما يتفق عليه، وحتى اللحظة الأخيرة لم يعلن التفاصيل، رغم علمي أنه يريد أن يؤكد على عملية الانتخابات وتحديد مواعيد.
هل انحاز المبعوث الأممي لطرف على حساب الآخر؟
في الحقيقة هو رجل مثقف، لكن طبيعة عمله ومهامه يرى أن المجتمع الدولي داعم لحكومة الوفاق، وبذلك لا يستطيع أن ينتقدها، ويفترض أن يتواصل بجميع الأطراف، الجيش والبرلمان والحكومة المؤقتة وحكومة الوفاق.
إذا حدث وسيطر الجيش على العاصمة طرابلس هل ستقيلون حكومة الوفاق؟
حكومة الوفاق لا تستحق الاستقالة كونها لم تمنح الثقة من الأساس، فنحن لم نعترف بها، خاصة أننا أقسمنا على احترام الدستور، ووجود هذه الحكومة يخالف الدستور، وأؤكد أن الإرادة الليبية والسيادة فوق أي اعتبار.
وكيف سيتم التعامل مع أعضائها؟
لا مشكلة شخصية لدينا تجاه أحد، إذا كان هناك من الكفاءات يستعان بها في الحكومة الجديدة، ولن نهمش أي فرد من الليبيين.
أجرى الحوار: محمد حميدة