وقالت مصادر مطلعة في إدلب لوكالة "سبوتنيك" أن اجتماعا عقد منذ أيام قليلة بين قياديين من الصف الأول في "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) مع عناصر من الخوذ البيضاء وقياديين من "جيش العزة" و"الحزب الإسلامي التركستاني".
وأضافت المصادر أنه تم التوصل خلال الاجتماع إلى قرار باستخدام فوري للأسلحة الكيميائية بالتزامن مع أي محاولة قد يقوم الجيش السوري وحلفاؤه للتقدم باتجاه مواقع المسلحين على طول الجبهة من ريف إدلب مرورا بريف حماة وصولا إلى ريف اللاذقية.
وأكدت المصادر أنه تم خلال الاجتماع توزيع أجهزة اتصال لاسلكية متطورة مربوطة بشبكة اتصال مشفرة يتم من خلالها التواصل بين القياديين الذين حضروا الاجتماع بشكل آمن، حيث سيتم من خلال هذه التجهيزات تبادل المعلومات والأوامر بين قيادات التنظيمات الإرهابية وقواعدها حول التطورات الآنية بشأن استخدام هذه الأسلحة ضد الهدف أو الأهداف المعادية وفي التوقيت والظروف المناسبة.
وكانت مصادر محلية في إدلب كشفت في الرابع من الشهر الجاري أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" ومسلحي "الحزب الإسلامي التركستاني" قاموا في أحد مقرات الهيئة بمنطقة سهل الروج غرب إدلب بتعديل ما يقارب 120 قذيفة صاروخية وبتذخيرها بمواد كيميائية بمشاركة وإشراف خبراء كيمائيين بلجيكيين.
وأشارت المصادر إلى أن الصواريخ المعدلة تم نقلها في وقت لاحق على ثلاث دفعات سلمت إحداها لتنظيمي "جيش العزة" و"حراس الدين" في ريف حماة الشمالي، وسلمت الدفعة الثانية لمسلحي "أنصار التوحيد" في مناطق سيطرتهم بسهل الغاب، وسلمت الدفعة الثالثة للإرهابيين الصينيين في "الحزب الإسلامي التركستاني" بريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا حذر أمام مجلس الأمن بتاريخ 27 مارس/آذار الماضي من أن تنظيم "جبهة النصرة" ومنظمة الخوذ البيضاء الإرهابيين في محافظة إدلب يحضران لهجوم كيميائي جديد مشيرا إلى أن الوضع في المحافظة خطير ولا يمكن السكوت عنه، مشيراً إلى معلومات حول تحضير تنظيم "جبهة النصرة" ومنظمة "الخوذ البيضاء" الإرهابيين في محافظة إدلب لهجوم كيميائي جديد "ولا يمكن القبول بذلك".
وكان قائد مركز المصالحة الروسي في سوريا، فيكتور كوبتشيشين، أكد نهاية شهر مارس/آذار الماضي أن المسلحين الناشطين في منطقة خفض التصعيد "إدلب" يعملون على التحضير لاستفزازات باستخدام مواد سامة ضد المدنيين، ومن ثم اتهام موسكو ودمشق باستخدام مواد سامة، مشيراً إلى أنه "تم نقل مواد سامة يرجح أنها غاز الكلور معبئة في أسطوانات أكسجين وأسطوانات غاز من مدينة سراقب إلى بلدات خان شيخون، ومعرة حرمة، وكفر زيتا يوم 23 مارس/ آذار تحت رقابة أفراد أجهزة مختصة فرنسية".
وتابع قائد مركز المصالحة خلال إيجاز صحفي "وصل ممثلو الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية إلى مدينة إدلب لتنظيم الاستفزازات، وتحت رعايتهم تم عقد لقاء مع قادة ميدانيين لـ "هيئة تحرير الشام" (تنظيم محظور في روسيا) و"حراس الدين" وكذلك ممثلي منظمة "الخوذ البيضاء".
وبحسب كوبتشيشين، جرى خلال اللقاء مناقشة مسائل تنظيم تمثيلية تزعم استخدام روسيا وسوريا لمواد سامة ضد المدنيين.