وقال قالين، في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي: "الأرض الممتدة من إدلب إلى منبج مرورا بعفرين وجرابلس داخل الحدود السورية التركية، تشكلت فيها منطقة آمنة فعليا".
واعتبر قالين، أن تسليم تركيا الأراضي التي سيطرت عليها شمالي سوريا لدمشق أمر غير واقعي، مؤكدا سعي أنقرة للحفاظ على الوضع الحالي في المنطقة.
وأضاف قالين أن تركيا تواصل محادثاتها مع الجانب الأمريكي "بشكل مكثف حول المنطقة الآمنة بعمق 32 كم شمالي سوريا".
وأكد أن "الحرب على الإرهاب ليس نضالا داخل الحدود التركية فقط، بل إن الهدف الأساسي هو حماية حدود بلدنا، وهذا يكون من الجهة الأخرى لحدودنا".
كيف يمكن تفسير تصريح المسؤول التركي؟ وفي أي سياق يمكن تصنيفه؟
يقول عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية الدكتور علي الأحمد في حديث لبرنامج "حول العالم" عبر أثير إذاعة "سبوتنيك" بهذا الصدد، بطبيعة الحال أولا، كتفسير يثبت أن التركي يلعب دور المحتل في سوريا، وهو ينتقل من حالة الخصومة إلى حالة العداء للأسف الشديد، ولكن كتحليل لما يجري، من المعروف أصلا بالسياسة، أن الإنطلاق من حالة الستاتيك أي حالة الثبات يعد خطأ كبيرا في عالم السياسة، الأصل أن هناك دائما حالة التحرك، أي حالة ديناميك في السياسة، هذه حالة الديناميك لا بد من التأسيس عليها بأن يكون هناك على الأقل، نوع من أنواع القرارات الدولية التي تخدم هكذا رأي أو نظرة تركية للمنطقة التي أسماها منطقة آمنة.
ويشير الأحمد إلى أن القرارات الدولية ما زالت تسري، وأجزم بأنها لن تتغير، وهي في خدمة الدولة السورية، سواء القرار 2254 أو القرار 2253 أو غيرها من القرارات. وكل هذه القرارات الدولية تنص وتقر بوحدة وتكامل الأرض والجغرافيا السورية ، وفي نهاية الأمر من الواضح أن هناك اتفاق دولي، عبر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة على أن الدولة السورية ومؤسساتها هي التي يجب أن تسيطر على الأرض السورية، وإذا كان هناك رأي ينسجم مع بعض الأراء الغربية، فأنا لا أقول بأنه ليس له قيمة، ولا أقول بأنه ليس لدى تركيا قدرة بأن يكون لها تأثير في تلك المناطق.
ويتابع الأحمد حديثه قائلا: تركيا في نهاية الأمر عضو بحلف شمال الأطلسي وهي دولة كبيرة في المنطقة، ولكن ليس لديها هذه القدرة على الاستمرارعلى هذا النحو، ولو كان لديها هذه القدرة لتمكنت من فعل ذلك في أماكن أخرى وأقصد هنا في معركة حلب تحديدا وباقي المناطق الحدودية.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي