مشفى حلب للأمراض العقلية يدمج الفنون لعلاج 100 ألف مريض سنويا (فيديو)

رغم قلة عديدهم، يواظب أطباء مشفى "ابن خلدون" للأمراض العقلية والنفسية في حلب على متابعة علاج المرضى النزلاء، طبياً ونفسياً، مستخدمين بذلك أساليب مختلفة أبرزها الفن والموسيقا والرسم والرياضة.
Sputnik

المشفى الواقع بمنطقة (الديورينة) الذي دمره الإرهاب خلال سنوات الحرب، أعيد ترميمه بعد تحرير حلب من سيطرة الإرهابيين، وقد عمدت إدارة المشفى إلى تلافي النقص الحاد بالكادر الطبي باتباع أساليب تشكل بالإضافة للعلاج الدوائي دفعاً مميزاً نحو تحسن المرضى وشفاء بعضهم بشكل تام عن طريق تفجير طاقاتهم وإبداعاتهم ومواهبهم.

في جناح ضمن المشفى تجد أعمالا يدوية وفنية مختلفة بينها رسوم معلقة على الجدران بقاعة خصصت لإبداعات المرضى، وهنا تقول إحدى المريضات لـ سبوتنيك: "أحب الرسم، وأرسم بشكل يومي، كما أهوى رسم وجوه البنات فقط".

بكلمات وعبارات مقتضبة عبرت عن حبها وتعلقها بالرسم، ولم تخف محبتها ورغبتها بتعلم اللغة الإنكليزية مرددة عدداً من الأغاني والقصائد الشعرية من وحي الأدب الإنكليزي، الذي حالت ظروف مرضها بينها وبين دراسته بالرغم من رغبتها الشديدة.

ويتضمن المشفى قاعة تزدحم بالأعمال الفنية والأشغال التي أبدعتها النزيلات في ساعات خصصت لممارسة هوايات الأشغال والفن والرسم، "كجزء من العلاج المقدم" تنضج معها هوايات الكثيرات ممن يبدعن في هذا المجال، على حين يتضمن المشفى قاعة آخرى في جناح النساء مخصصة للرياضة تتوضع فيها آلات وأجهزة رياضية ليقمن النزيلات بممارسة هوايتهن.

مئة ألف مريض سنويا

سبوتنيك التقت الدكتور "بسام حايك" المدير العام لهيئة مشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية الذي أوضح  أن الفن والرياضة جزء هام من العلاج المقدم للمرضى والمريضات، حيث إن الرياضة وحدها كفيلة بالاستغناء عن العقارات الدوائية في الكثير من الحالات لكونها تؤدي إلى إطلاق هرمون السيراتونين المضاد للاكتئاب في جسم الإنسان.

مشفى (حلب للأمراض العقلية) تدمج الفنون لعلاج 100 ألف مريض سنويا

 وقال الدكتور حايك: بعد إعادة ترميم المشفى قمنا باستثمار 300 سرير من أصل 600 سرير و"أعدنا تقديم جميع الخدمات التي تقدم للمريض النفسي ومن ضمنها خدمات الإقامة، العلاج النهاري، العلاج النفسي للأطفال والمعالجات التفاعلية الحديثة بالتزامن مع رفع أداء الكوادر وخصوصاً مع النقص الحاصل في الكادر"، موضحاً أن "مفرزات الأزمة أدت إلى ارتفاع نسبة الأمراض النفسية وزادت عدد المرضى النفسيين بشكل ملحوظ حيث نقدم خدماتنا لـ 100 ألف مريض سنويا".

سوريا تحتاج ألفي طبيب نفسي والموجود 75 فقط

وأضاف: رغم ما تعرض له المشفى من تدمير كبير لحق بمقراته من قبل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، إلا أن إعادة الترميم "الجزئية" حققت إنجازاً على الأرض حيث واكب أطباء المشفى كل التطورات الطبية والنفسية الحديثة والعلاجية من خلال استخدام جلسات الموسيقا وتحفيز المرضى على تنمية هوايات مثل الرسم والفن والموسيقا والرياضية".

ويعاني مشفى "ابن خلدون" من نقص حاد في الكادر الطبي والأطباء النفسيين بسبب الحرب، ويبلغ عدد الأطباء النفسيين في سوريا 75 طبيباً، سبعة منهم فقط موجودون في حلب، بينما تقدر حاجة البلاد بما لا يقل عن ألفي طبيب متخصص.

مناقشة