عقوبات أمريكا على النفط الإيراني وتأثيرها على العراق والسعودية والسوق العالمي

قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الاثنين 22 أبريل/ نيسان، إنهاء الإعفاءات من العقوبات على الدول المستوردة للنفط من إيران، في موعد تجديدها يوم 2 أيار/ مايو المقبل.
Sputnik

وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ثلاثة من أكبر منتجي الطاقة في العالم، إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا، ملتزمون بضمان استمرار تزويد أسواق النفط العالمية بما يكفي".

دول تتحضر لانتقام وشيك من قرارات ترامب الأخيرة بشأن إيران

وتابع "اتفقت الدول الثلاث على اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب لضمان تلبية الطلب العالمي حيث يتم إزالة جميع النفط الإيراني من السوق".

العقوبات الأمريكية على إيران تهدد قطاع الطاقة الكهربائية العراقي

يعتبر العراق من الدول المستوردة للغاز من إيران، لاستخدامه في توليد الطاقة الكهربائية الأمر الذي سيخلق الكثير من المشاكل ويدعوا الحكومة العراقية للتفكير بالاعتماد على مصادر أخرى للطاقة.

تحدث الخبير الاقتصادي الدكتور صفوان قصي لـ"سبوتنيك" عن تأثير العقوبات الأمريكية على قطاع الكهرباء العراقي قائلا:

"إن عدم السماح باستيراد الغاز الإيراني سيضر بعملية إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق، كون معظم المحطات الكهربائية العراقية تعتمد على الغاز الإيراني، حيث سيفقد العراق أكثر من 4000 ميغاواط، وعلى الحكومة العراقية المباشرة بربط الشبكة الكهربائية مع دول الجوار، كما يمكنها استثمار الفائض النقدي الذي سيتوفر عن عدم استيراد الطاقة من إيران في عملية تأجير بوارج عملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية، خاصة في المحافظات الجنوبية، وبالإمكان الإسراع في مسألة الربط الكهربائي مع تركيا فيما يخص المناطق الشمالية، وهي بمجملها حلول سريعة على العراق المباشرة فيها."

السعودية ترحب بالعقوبات الأمريكية على إيران

رحبت المملكة العربية السعودية بإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بشأن العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيراني.

وأعرب وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، عن دعم المملكة الكامل للخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها خطوة لازمة لحمل النظام الإيراني على وقف سياساته المزعزعة للاستقرار، ودعمه ورعايته للإرهاب حول العالم، حيث دأب النظام الإيراني على استخدام موارد الدولة الإيرانية لتمويل هذه السياسات الخطيرة دون أي اعتبار لمبادئ القانون الدولي، وذلك حسب "وكالة الأنباء السعودية".

كما وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، أن المملكة تتابع القرار الأمريكي حول عدم تجديد الإعفاءات من العقوبات لمستوردي النفط الإيراني، وتقوم بالتنسيق مع المنتجين لضمان توفير الإمداد اللازم للسوق.

هذا و"غرد" الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على ان السعودية و دولا أخرى في "أوبك" سيعوضون أي نقص في إمدادات النفط الإيرانية بالأسواق العالمية.

تأثير العقوبات على إيران وسوق النفط العالمي وهل تستطيع السعودية تعويض النقص

تحدث الخبير في مجال النفط والطاقة، منوشهر تاكين، لـ"سبوتنيك" عن تأثير هذه العقوبات على إيران من جهة والسوق العالمية وقدرة السعودية على تعويض النقص.

وفي سؤال حول ردة فعل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وزبائن النفط الإيراني، أجاب تاكين:

" بأن ردة فعل هذه الدول تعتمد على الوضع السياسي لها، فبعض الدول مستقلة ولاتهتم للضغوطات الامريكية وعلى العكس من غيرها التي سوف تتأثر تحت هذه الضغوطات والتهديدات، حيث ستقوم أمريكا بإستخدام قوتها في سوق الاوراق المالية.

فعندما تقوم هذه الدول بشراء الدولار من أجل دفع قيمة النفط، فإنها ستواجه مشاكل كون أمريكا تتحكم بالنظام المصرفي العالمي ولن تسمح بتحويلات سهلة.

مجلس الوزراء السعودي يؤكد سياسة تحقيق الاستقرار والتوازن بسوق النفط

وأضاف تاكين " إيران كانت تتعامل مع بعض الدول كالهند والصين، ببيع نفطها بالعملة المحلية أو الروبية أو اليوان، ويتم حفظ هذه الأموال في حسابات مصرفية تابعة لهذه البلدان، لتقوم إيران بعدها بشراء بضائع منها ويتم الدفع عن طريق هذه الحسابات المصرفية.

وتعتبر هذه الطريقة غير رابحة بشكل كبير لإيران كونها تتحد بعميل واحد للشراء منه في الوقت الذي من الممكن إيجاد عملاء آخرين.

وتابع قائلا " الصين لاتولي إهتماما خاصا لهذا الحظر، على عكس الهند التي قد تتخوف من عقوبات أمريكية الأمر الذي سيدفعها لخفض مشترياتها من النفط الإيراني.

كما وستكون الشركات الخاصة معرضة وبشكل كبير للعقوبات في حال تعاملها مع إيران، والمشكلة هنا تتعلق بالمصافي المملوكة لشركات خاصة والتي سوف ترفض التعامل مع النفط الإيراني، في الوقت الذي ستواصل فيه المصافي الوطنية الكبيرة، في الهند والصين شراء هذا النفط.

حول تأثير هذه العقوبات على سوق النفط العالمي، قال تاكين " سترتفع أسعار النفط، وسيشعر بذلك الأمريكيون أنفسهم".

فالرئيس دونالد ترامب، لايريد أن يفقد شعبيته ويمكن للأسعار أن ترتفع في أمريكا أيضا، فالأمريكيون يملئون سيارتهم بالبنزين بسعر يصل لـ3 دولارات للغالون.

كما وتحدث رئيس مجلس التعاون الاقتصادي بين إيران وأفريقيا، حسن خسروجردي، لـ"سبوتنيك" عن وضع سوق النفط قائلا:

" بالتأكيد سيؤثر توقف إمداد النفط الإيراني على السوق العالمية. فالآن يذهب النفط الإيراني للدول التي تملك الإذن لشرائه.

الأسواق العالمية على شفير هزة اقتصادية بعد قرار ترامب بحق النفط الإيراني

معروف بأن إيران يمكنها تصدير حوالي 500 ألف برميل فوق ما تصدره لهذه الدول حاليا، والآن لايمكننا التعليق بشكل صحيح على ردة الفعل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

هل ستخترق أمريكا السوق السعودية من خلال خلق صعوبات لبيع النفط الإيراني، أجاب خسروجردي قائلا

" لاشك بأن كل ماهو سيئ بالنسبة لإيران هو لصالح المملكة العربية السعودية".

وحول قدرة السعودية على تعويض إمدادات النفط الإيرانية بالكامل في الأسواق، قال خسروجردي "لا لايمكنهم القيام بذلك.فإمكانيات السعودية ليست كبيرة.فمنذ بعض الوقت حاولوا جاهدين لكنهم لم يستطيعوا القيام بذلك.

وحول أسعار النفط في ظل العقوبات، أجاب خسروجردي، قائلا "عندما تنخفض امدادات النفط سترتفع الأسعارالأمر الذي سيؤثر على جميع البلدان ومن الصعوبة تعويض سوق "الذهب الأسود" بمليوني برميل من النفط، الامر الذي سيؤدي لآثار سلبية لامفر منها.

مناقشة