راديو

موسكو و"الناتو "قطيعة كاملة وتعاون عسكري مع أعضائه

يرى المراقبون بأن موسكو تقيم اتصالات ناجحة مع عواصم بلدان "الناتو" منفصلة، لكن في الوقت ذاته يتعذر إقامة نفس العلاقة مع الحلف كمنظمة، في إشارة إلى توقف التعاون بين روسيا وحلف شمال الأطلسي مدنيا وعسكريا، بشكل كلي.
Sputnik

القيادة العسكرية والسياسية في روسيا الاتحادية لم تقم بتعيين مبعوث جديد لموسكو بعد أن غادر ألكسندر غروشكو منصبه كممثل روسيا الدائم في حلف شمال الأطلسي في كانون الثاني/ يناير 2018، ومن غير المعروف ما إذا كان سيتم تعيينه في الأفق المنظور. لأن التواصل مع "الناتو" على هذا المستوى لم يعد له معنى.

في الوقت نفسه، هناك تعاون عسكري وسياسي ناجح بين روسيا وبعض أعضاء الحلف. فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك علاقات بشكل منفصل مع تركيا أو حتى مع الولايات المتحدة، وهذا يبدو واضحا بخصوص أفغانستان. هذا يحدث بنجاح كبير، ومن المستحيل ببساطة أن نتخيل لو لزم الأمر مثل هذا النجاح ليس مع الأميركيين بشكل منفصل، إنما مع الحلف بأكمله.

لا يمكن نفي وجود اتصالات أو مشاورات بين روسيا وحلف الناتو الآن. فعندما أثيرت مسألة تنسيق الإجراءات في سوريا، بهدف تجنب أي صدام بين الطرفين، ما من شأنه أن يؤدي إلى حرب عالمية جديدة، كانت هناك عدة لقاءات بين القيادتين العسكريتين في موسكو وواشنطن.

تشير المراكز العسكرية إلى أهمية إيجاد نقاط تقارب بين القوتين العظميين ومحاولة الوصول إلى اتفاق. هذا من جهة، لكن من جهة ثانية لا بد من استعادة العلاقات مع الألمان ومع الأتراك؛ وفي العديد من الحالات، مع الولايات المتحدة. لكن في هذا السياق يجب التركيز على العلاقة بين لاعبين فرديين، وليس مع تكتل بلدان سيكون موقفها المشترك معاديا لروسيا. ففي نهاية المطاف، هذا هو العالم متعدد الأقطاب، الذي طرحته القيادة الروسية.

هافانا وكاراكاس تحت المجهر

أمريكا بعد أن أشعلت النيران في منطقة الشرق الأوسط واطمأنت أنها لن تنطفئ في المستقبل المنظور بدأت تطبق السيناريو المعهود في القارة الأمريكية، والحديث يدور حول استعداد كوبا لمواجهة الولايات المتحدة على جميع الجبهات.

المحللون العسكريون يرون بأن سماء كوبا تكفهر بغيوم عاصفة قادمة من الجارة الشمالية. أي أن هافانا، تأخذ على محمل الجد التهديد الأمريكي بغزوها، في إشارة إلى ازدياد النشاط العسكري في تلك المنطقة والأمريكيون يعدون العدة على خلفية فشلهم في الإطاحة بالرئيس الفنزويلي الشرعي نيكولاس مادورو. وخطر الحرب يقترن بإجراءات ملموسة لخنق الاقتصاد الكوبي.

منذ الأول من شهر أيار/مايو، يخطط الأمريكيون لتفعيل قانون "هيلمز-بيرتون"، للعام 1996، المجمد حالياً، والذي ينص على فرض عقوبات مالية واقتصادية صارمة على البلدان التي تقيم علاقات تجارية واقتصادية مع كوبا. وهذا القانون يهدف إلى وقف تدفق الاستثمارات الأجنبية، الذي تحتاجه كوبا بشدة.

إذا تستعد جزيرة الحرية لحرب شعبية عامة وتتخذ تدابير عاجلة للبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف حصار مطلق، تتوقعه من واشنطن. يأتي هذا بعد الخطاب الشامل الذي وجهه السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، راؤول كاسترو، في الجلسة الاستثنائية لبرلمان الجمهورية. ويلاحظ المراقبون أنه لم يُسمع مثل هذا الخطاب المتوتر من القيادة الكوبية، ربما، منذ غزو المرتزقة الأمريكيين بلايا تشيرون، في شهر نيسان/أبريل من عام 1961.

القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الكوبية كاسترو أعلن عن إنه تم، خلال الأشهر الماضية، اتخاذ جملة من التدابير لتعزيز القدرة القتالية واستعداد القوات المسلحة الثورية والنظام الدفاعي الكامل للبلاد في إطار المفهوم الاستراتيجي الحرب الشعبية العامة. لأسباب واضحة، لم يوضح الزعيم الكوبي نوع التدابير الدفاعية التي اتخذت. إنما من المعروف أن هذا المفهوم، الذي تم تطويره في سنوات حكم فيدل كاسترو، يعني ضمناً إشراك جميع السكان، وجميع القوى والوسائل والموارد على الإطلاق لصد العدوان الخارجي.

وهم أمريكي في الهيمنة النووية

ذكرنا في أكثر من برنامج بأن الولايات المتحدة تفكر جديا بتوجيه ضربة نووية لروسيا وتوهمها بخروجها منها سالمة، لكن الخبراء العسكريين يؤكدون بأن موسكو من خلال اليد الميتة سوف تعلن بذلك نهاية العالم.

الرئيس السابق للوفد الأمريكي في المفاوضات مع الاتحاد السوفييتي، بشأن "ستارت-1"، ريتشارد بيرت أطلق تحذيرا مقلقا. حيث أشار إلى أن الخبراء يدرسون إمكانية الانتقال إلى عقيدة خطيرة للغاية بالنسبة للعالم بأسره، ما يشير إلى إمكانية شن حرب نووية وكسبها باستخدام أسلحة وتقنيات جديدة.

وأشار بيرت إلى أن روسيا ما زالت ملتزمة بمفهوم التدمير المتبادل المضمون، الذي يلغي معنى أي حرب نووية، شاملة كانت أم موضعية. إلا أن البعض من المسؤولين العسكريين في القيادة الأمريكية قد بدأ الابتعاد عن هذا المفهوم.

الجنرال المتقاعد فلاديمير دفوركين، الباحث في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الذي شارك لسنوات عديدة كخبير في إعداد معاهدات SALT-2 و RIAC و START-1 وSTART-2، أكد بأنه هناك نوايا سيئة في واشنطن في إشارة إلى أن الخبير بيرت يتطرق إلى هذا الأمر من أجل ثني جميع الذين يعتقدون به هناك عن نواياهم.

السبب في ذلك هو الاعتقاد الخاطئ الذي يسود في بلاد العم سام وهو أن أمريكا سوف تصبح قريباً محمية من الهجمات الصاروخية. لكن في حقيقة الأمر، ليس هناك وسائط دفاع استراتيجية، تضمن ذلك مئة في المئة حتى الآن لا في البنتاغون ولا في المؤسسة العسكرية الروسية.

القيادة في موسكو كانت قد أكدت في أكثر من مناسبة أن الصواريخ الروسية البالستية العابرة للقارات قادرة التغلب على أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي التقنية تقدماً. ولا وجود لدفاع استراتيجي — فضائي وبري وبحري — قادر على صد ضربة نووية مكثفة.

ما هو الجديد في الأسلحة الروسية

نحن على موعد مع عرض واستعراض عسكري مهيب كما جرت العادة سنوياً في العاصمة الروسية موسكو التي ستحتفل في التاسع من شهر أيار المقبل بعيد النصر على النازية الألمانية. وفي هذه المناسبة الهامة ليس فقط بالنسبة للمحاربين القدامى وإنما لكل مواطن يدرك بأنه ينعم بالحياة اليوم بفضل تضحيات أجداده وقد عودتنا المؤسسة العسكرية الروسية في كل عام أن تظر للجمهور الداخلي والخارجي احدث ما توصلت اليه التقنيات العسكرية والمجمع الصناعي الحربي. ففي العام الماضي عرضت وزارة الدفاع الروسية المدرعة أرماتا الحديثة، التي كُشف عنها لأول مرة في الاستعراض العسكري الذي أقيم، في 9 أيار/ مايو عام 2015. وفي العرض المرتقب سوف تظهر إلينا مرة أخرى لكن بغطاء خاص مقاوم للتزحلق.

وفي هذا الاطار أشار رئيس فريق الخبراء في شركة "أورال فاغون زافود" الروسية، الذي يقوم بإعداد الدبابات للاستعراض، إن الغطاء نفسه يستخدم في صواريخ "يارس" النووية الاستراتيجية.

الغطاء الخشن غير المستوي الذي وُضع على القسمين الأمامي والعلوي للدبابة، يمنع أفراد الطاقم من التزحلق عند ركوب الدبابة. كما يزيد من تخفي الدبابة وتمويهها إلى حد بعيد. في إشارة إلى إن أفراد طاقم الدبابة يتحركون كثيرا على سطوحها المائلة عند قيامهم بأعمال الصيانة والإصلاح، ويمكن أن ينزلقوا ويصابوا بجروح خطيرة.

يشار إلى إن دبابة "أرماتا" الروسية الحديثة، تتمتع بمواصفات فريدة من نوعها، بحيث تعمل وفق أجهزة رقمية متطورة وبرج غير مأهول وكبسولة مدرعة خاصة بأفراد الطاقم.

ومن الأسلحة الأخرى التي سيتم الكشف عنها خلال العرض العسكري ما أنتجته شركة تسنيتوتشماش في عام الجاري، والحديث يدور عن أحدث مدفعية ذاتية الحركة هجومية تدعى "لوتوس"، المصممة خصيصاً للقوات المحمولة جواً.

الخبراء العسكريون يشيرون إلى إن المدفعية لا تزال حتى الأن سرية، ولكن كشف المطورون عن بعض الخصائص. ويبين الرسم التخطيطي الجديد (الإنفوغرافيك) كل الخصائص الرئيسية المعروفة للوتوس.

في الوقت الحالي، تظل ميزات التصميم الرئيسية للمدفعية ذاتية الدفع غير معروفة للجمهور. ومع ذلك فهي عبارة عن مدفع روسي عائم ذاتي الدفع عيار 120 ملم، يتم تطويره من قبل المعهد المركزي للبحث العلمي في الهندسة الدقيقة.

وقد تم استخدام مجموعة كاملة من التصاميم غير العادية عند تطوير المركبة العسكرية، مما زاد من مجالات استخدامها، وأثبتت جدارتها في ميادين التدريب والمناورات، بالإضافة إلى الأداء القتالي والقيادة للمدفعية.

والاختلاف الرئيسي للمجمع الجديد عن سابقيه هو مدفع حديث بمدى أبعد وإنشاء ذخيرة لإطلاق النيران بدقة عالية.

في شباط/فبراير، تم الإبلاغ عن أن اختبار لوتوس يجب أن يبدأ في 2019، بعد الانتهاء من الاختبارات الأولية في المصنع.

منذ شهرين ونصف أي في أوائل شباط/فبراير، أكمل المتخصصون تجميع مركبة قتالية أولية.

تم تطوير المدفعية ذاتية الدفع 2إس42 لوتوس من قبل متخصصي تسنيتوتشماش في إطار استبدال واستمرار مشروع ساو 2إس36 "زاوراليتس-دي" بمدافع هاوتزر 2А89 عيار 152 ملم، وتم تعليق المشروع في عام 2015 بعد الاختبارات الأولية.

أيضاً، وفقًا للمعلومات المتاحة، يجب أن يبدأ الإنتاج الضخم لأحدث مركبة قتالية في أوائل عام 2020، وفي نفس الوقت، في 9 أيار/مايو، ستشارك لوتوس في عرض العسكري في عيد النصر في الساحة الحمراء.

من جانب آخر دخل تصميم غواصة روسية من الجيل الخامس مرحلة جديدة، حيث انطلقت أعمال تصميم الغواصة الروسية الجديدة في مكتب "ملاخيت" للتصاميم في مدينة سان بطرسبورغ.

مجمع الصناعات الحربية الروسية، أكد بأن الغاية من العمل التصميمي الجاري هي تصنيع الغواصة الروسية متعددة المهام من الجيل الخامس. علماً أن المهندسين من مكتب "مالاخيت" في بطرسبورغ حددوا نهاية العام الماضي ملامح أساسية تقريبية للغواصة الجديدة، تم تقديمها فيما بعد لوزارة الدفاع الروسية التي أقرتها بشكل نهائي.

وقال المصدر إن الخبراء في وزارة الدفاع اتفقوا على منح الغواصة تسمية "هاسكي"، وهي التسمية التي حملتها أثناء العمل التصميمي التمهيدي، الذي دخل منذ الآن مرحلة جديدة يجب أن تتوج بتصنيع الغواصة.

المصادر العسكرية تعتقد أن الغواصة الجديدة سوف تتزود بصواريخ فرط صوتية، وسوف تتألف من وحدات قتالية منعزلة مرتبطة مع بعضها بواسطة نظام قيادة موحد. فيما تبقى مواصفات الغواصة الأخرى سرية.

مدير عام شركة السفن الموحدة، أليكسي رومانوف، كان قد أعلن الصيف الماضي أن عملية تحديد الملامح النهائية للغواصة تستغرق عامين. أما عملية تصميمها فستستغرق 5 أعوام.

إعداد وتقديم نوفل كلثوم

مناقشة