لكن التصعيد الأمريكي الأخير أخرج إيران إلى مستوى آخر من التصريحات التي وصلت إلى حد التهديد بإغلاق مضيق هرمز ومنع الملاحة البحرية للنفط في المياه المحيطة بها. وساهم قرار ترامب الأخير برفع منسوب التوتر الميداني في منطقة الخليج من خلال رد إيران بعزمها إجراء مناورات بحرية جديدة في المنطقة ستغلق بها المنطقة لفترة غير معلومة.
الولايات المتحدة ماضية بموقفها وتسعى من خلاله تضييق الخناق المالي والاقتصادي على إيران وبطريقة غير مباشرة وضع عراقيل على الدول التي تشتري النفط الإيراني إلى حد فرض العقوبات عليها، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد ضربت عصفورين بحجر واحد.
أما عن الدول المستوردة للنفط الإيراني فهي بدورها تنقسم بين الملتزمة بالقرار الأمريكي (اليابان، كوريا الجنوبية، إيطاليا، تايوان، اليونان) والرافضة له (الصين، الهند وتركيا) وهذا سيؤدي إلى توتر مباشر بالعلاقات مع الولايات المتحدة. وهذا ما ستلعب عليه طهران بدورها على تناقضات الدول والولايات المتحدة.
فإيران كانت قد دعت مسبقا الصين وروسيا إلى إشراك وحدات بحرية لها في المناورات العسكرية وهذا ما سيعطي طهران غطاء سياسيا دوليا من دولتين كبيرتين وبالتالي فإن التحرك الأمريكي قد يبقى في موقف المتفرج مع إمكانية حصول احتكاكات قليلة بين الأطرف في المنطقة.
وتهدف إيران من خلال هذه الإجراءات تقويض حركة النفط العالمية ومنع الدول الخليجية المصدرة للنفط من نقل صادراتها إلى الدول الأخرى، وتعد هذه الطريقة أسلوبا من أساليب إيران للضغط على الدول المستوردة للنفط لحثها على رفع الصوت في وجه ترامب وإدارته الأمريكية من جهة، وخلق أزمة عالمية على مستوى توفر المواد النفطية ومستوى أسعار بيعها ما سيؤدي إلى تدخل سياسي كبير لاحتواء الأزمة في مهدها.
يذكر أن مضيق هرمز يعتبر من أهم الممرات البحرية في العالم وذلك بسبب مرور نحو 40% من الإنتاج العالمي من النفط عبره، حيث يمر من خلاله ما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميا.