وآخر عملية إجلاء وصلت إلى 825 من اللاجئين والمهاجرين الذين تم نقلهم من وسط المصادمات في أربع عمليات خلال الأسبوعين الماضيين. وطالبت المفوضية بالإفراج عن الثلاثة آلاف الباقين رهن الاحتجاز.
وفتح مسؤولون ليبيون أبواب مركز لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين في طرابلس اليوم لكن المهاجرين الخائفين القادمين من الصومال وغيرها من دول إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، قالوا لرويترز إنهم قرروا البقاء خشية الوقوع في مرمى النيران في القتال الدائر حول العاصمة. وقال صومالي يدعى داوود (20 عاما)، وهو يجلس على حشية في مستودع احتجزت فيه السلطات 550 مهاجرا، "لا نريد أن نغادر… ليس لدينا مكان لنذهب إليه". وتقيم زوجته الحبلى بغرفة أخرى.
وقالت الأمم المتحدة إن السبل تقطعت بأكثر من 3600 مهاجر محتجز في العاصمة منذ أن شنت قوات من شرق البلاد هجوما للسيطرة على المدينة.
وقال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 12 مهاجرا أصيبوا أمس الثلاثاء عندما فتح مسلحون مجهولون النار عليهم داخل أحد مراكز الاحتجاز في منطقة يستعر فيها القتال.
ولم تتضح التفاصيل حتى الآن. ويُعالج المصابون بأحد المستشفيات. ودعت منظمة العفو الدولية إلى التحقيق في هذه الواقعة بوصفها جريمة حرب.
وفي منطقة تاجوراء الأكثر هدوءا إلى الشرق فتح مدير مركز الإيواء نور الدين القريتلي أبواب المركز الذي يضم مهاجرين من دول أفريقيا جنوبي الصحراء مثل إريتريا والصومال وجنوب السودان وعدد من الدول العربية. ويعيش كل من بقي في هذا المركز على وجبة واحدة من المعكرونة في اليوم، وفي أفضل الأيام يحصل على وجبتين.
وواجه مسؤولون ليبيون في الماضي اتهامات بإساءة معاملة آلاف الأشخاص الذين جرى احتجازهم ضمن جهود دعمتها أوروبا لكبح التهريب.
وقال القريتلي إن السلطات لم تقدم أي أغذية أو مياه منذ ما قبل بدء القتال حول العاصمة.
وأضاف "لم نتلق أي مساعدات من جميع المنظمات الدولية… وتوجد بعض المنظمات المحلية لمساعدتنا بحاجة بسيطة غير كافية من الغذاء".
ويرقد مئات المهاجرين على حشايا ويستخدم البعض مطبخا لإعداد الطعام للآخرين مقابل مبالغ زهيدة.
ووفقا للأمم المتحدة تستضيف ليبيا حاليا ما يربو على 700 ألف شخص فروا من أوطانهم. ووصل معظم هؤلاء إلى ليبيا بعدما شقوا طريقهم عبر الصحراء على أمل تحقيق حلم العيش الأفضل بعد العبور لأوروبا.