فهل ستحل ألمانيا مشكلة العراق المزمنة في مجال الطاقة؟ وهل ستحتدم المنافسة بين الشركات الألمانية والأمريكية للفوز بالعقود الاستثمارية الكبرى؟
عن هذا الموضوع تقول ضيفة برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الخبيرة الاقتصادية الدكتورة سلام سميسم:
"الولايات المتحدة حاولت في وقت سابق التدخل في هذه القضية، لكن رئيس الوزراء العراقي أعلن أنه سيفتح باب المنافسة في هذا المجال، ويعني ذلك دخول شركات ألمانية تنافس الشركات الأمريكية، وأدى ذلك إلى احتدام الصراع بين أكبر شركتين عالميتين، وهما (سيمنس) الألمانية و(جنرال إلكتريك) الأمريكية، والمؤشر الآن يشير إلى قضيتين، أولاهما دخول شركات أخرى في مجال المنافسة، والتي تعتبر في العرف الاقتصادي الحصول على خدمات أحسن، بمعنى آخر أن هاتين الشركتين سوف تتنافسان من أجل تقديم عروض أفضل للمستهلك العراقي".
وأضافت "القضية الثانية تكمن في أن السوق العراقي سوف لن يحتكر بعد اليوم، كون الاحتكار له أبعاد سياسية تتعلق بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وهذا يعني أما أن الولايات المتحدة قامت بإعطاء العراق الضوء الأخضر، أو أن العراق يقوم بنفسه في البحث عن بدائل بعيدا عن الولايات المتحدة، وفي النهاية فهذا موضوع يصب في مصلحة المواطن العراقي فيما لو تم بدون أدوات الفساد."
وأشارت أنه "رغم الخلل الموجود في العراق، إلا أنه يبقى بيئة واعدة للاستثمار، لكن تبقى قضية اختيار الجهات المستثمرة، فالقضية ليست اقتصادية واستثمارية فقط، وإنما سياسية محضة، وهي النقطة الجوهرية في الموضوع، ولا ننسى أن الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف هو رجل أعمال ويبحث عن صفقات، وضياع مثل تلك الصفقات المهمة يضع تساؤل أمامه عن سبب ضياعها."
وأضافت سميسم، "شركة (سيمنس) الألمانية طرحت موضوع الكهرباء في العراق بعد نجاح مشروعها في مصر، وهو تحدي بالنسبة لهذه الشركة ليس أمام العراق فحسب، وإنما أمام شركة جنرال إلكتريك، ولا ننسى أن ستة عشر عاما مضت ولم تنجح وزارة الكهرباء العراقية في توفير الكهرباء للمواطن العراقي، فأين كوادرها وشركاتها أمام هذا الفشل؟ لذا يجب أن يعاد النظر في جدوى تلك الوزارة وإعادة هيكلتها، كأن تتحول إلى جهة مراقبة للمشاريع التي تقوم بها الشركات الأجنبية."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون