سبوتنيك: ما رأيكم بالتصعيد العسكري على طرابلس بعد مرور شهر على بدايته؟
السراج: بداية، طبعا ما يجري اعتداء سافر على العاصمة وهجوم على المدنيين لكن جميع المحاور صامدة في الدفاع عن مواقعهم، القوى النظامية والقوى المساندة لها، نطمئن الجميع أن الوضع على كافة المحاور جيد. استعدنا الكثير من المواقع التي حاولت القوى المعتدية أن تستولي عليها باستخدام عنصر المفاجأة ولكن الوضع حاليا جيد القوى المعتدية في حالة تقهقر، وبدأت تلجأ للقصف العشوائي على أحياء مدنية وهذا سبب في سقوط مدنيين، كذلك قصف مرافق خدمية، مدارس، مستشفى، مخازن كتب مدرسية، مؤسسة عسكرية تعليمية تم قصفها، هذه كلها مظاهر عجز هذه القوى المعتدية عن تحقيق أهدافها المتمثلة بالانقلاب على الشرعيّة والاستيلاء على السلطة، لكن نحن مستمرون في الدفاع عن مدينتنا ومدنيتنا وأهلنا وبيوتنا، هذا هو مشروعنا ولا أحد يستطيع نزعه منا.
سبوتنيك: متى ترون نهاية هذا الهجوم وهذه الحرب؟
السراج: نحن لم نبدأ هذه الحرب وحتى تسمية "الحرب" غير دقيق، هذا اعتداء من قوة مهاجمة وهناك طرف يدافع عن المدينة والبيوت الآمنة وهذا التعريف الصحيح لما حدث، تنتهي هذه المواجهة حين تنسحب القوى المعتدية وتعود من حيث أتت، حينها تضع هذه الحرب أوزارها وينتهي الأمر.
السراج: لو نظرنا إلى ما يحدث على أنه اعتداء وهجوم من طرف ومقاومة من الطرف الآخر فحتّى هنا مصطلح وقف إطلاق النار يجب تطبيقه بالضغط على الطرف المهاجم وبعدها يمتثل الطرف المدافع لهذا الوقف، ولكن في حال استمرار الهجوم وعدم عودة القوى المهاجمة لقواعدها السابقة، يبقى الحديث عن وقف إطلاق النار غير قابل للتطبيق عمليا.
سبوتنيك: هل تلقيتم عرض وساطة من روسيا؟
السراج: نسمع تصريحات من هنا وهناك، وللأسف بعض الأطراف عندما تتحدث عما يجري ليس لديها الجرأة أن تسمي ما حدث باسمه الصحيح، يتحدثون عن وقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية، وهذا ما نسمعه من تصريحات بعض المسؤولين، لكن قلة، مشكورة، من الدول التي أدانت الاعتداء بوضوح وسمته بمسماه الحقيقي، وأدانته وطالبت بوقفه حتى يمكن الحديث عن العودة للعملية السياسية.
سبوتنيك: هل هناك آفاق للحل السياسي ولم يفشل بعد؟
السراج: السؤال الذي يطرح نفسه هو، من نسف الحل السياسي؟ كنا على مقربة من الحل السياسي بعد لقاء أبو ظبي، وكانت هناك مشاورات لعقد لقاء آخر وكانت البعثة الأممية على دراية بذلك، وكان الحديث أن نلتقي في بداية نيسان/أبريل في الجنوب لاستكمال هذه المشاورات بعد التفاهمات المبدئية التي حدثت في أبو ظبي والتي كانت تشمل إعادة هيكلة المجلس الرئاسي، وتكوين حكومة الوحدة الوطنية، والاتفاق على مسألة الانتخابات قبل نهاية 2019 ، ووقف الخطاب التحريضي ووقف التصعيد العسكري. للأسف ما حدث كان طعنة في الظهر، ومن كنا نتحدث معه عن الحل السياسي قام بهذا الاعتداء في 4 نيسان/أبريل، يعني عندما كنا نتحدث معه في نهاية أذار/مارس كان يعد العدة للهجوم بالفعل، ليس ذلك من قبيل الصدفة أن يعد الهجوم ويتزامن الأمر مع زيارة الأمين العام لطرابلس، وهذا استهتار بالمنظمة الدولية إذا ما كان لها هيبة.
سبوتنيك: في المستقبل هناك المنطقة الشرقية تتمسك بحفتر والمبعوث الأممي الخاص لا زال يريد وجود حفتر في المعادلة السياسية، هل ستقبلون بالتفاوض معه بعدما حدث؟
السراج: نحن نتحاور مع حفتر منذ ثلاث سنوات وكانت لنا لقاءات متعددة – 6 لقاءات بين أبو ظبي وسان كلو وباليرمو — وكان الحديث أنه، أي حفتر، قد يكون جزءا من الحل، ولكن ما حدث اليوم أثبت أنه كان يحاول كسب الوقت وإعداد العدة للاستيلاء على السلطة، وعندما اقترب الحل السياسي قام بالهجوم.
سبوتنيك: الكثير من الأنباء تتحدث أن سبب الهجوم الأساسي هو تفاصيل ملتقى غدامس أو نتائجه المسبقة؟
السراج: هذه إحدى الأشياء التي كنا ننتظرها من مؤتمر غدامس، أن يجمع الليبيين ليحددوا فيه الكثير من التفاصيل التي كان مختلف عليها. ومخرجات الملتقى لم تكن واضحة بحيث يتم رفضها.
سبوتنيك: لم تكن هناك نتائج مسبقة محددة للملتقى؟
السراج: بالتأكيد لم تكن هناك نتائج مسبقة لملتقى غدامس أو المؤتمر الوطني الجامع وكنا نتوقع أن تكون هناك مخرجات جيدة للمؤتمر الوطني الجامع وأن يتحدد موعد الانتخابات، والإطار الدستوري للانتخابات، وكانت ستصبح مخرجات مفيدة جدا وكانت ستساعد في حل الكثير من المختنقات التي عجزت عنها مداولات النواب والدولة طيلة سنتين أو ثلاث مضت. ما حدث، نسف المؤتمر الوطني الجامع والعملية السياسية، وأحدث ضرر كبير جدا جدا في النسيج المجتمعي وهذا اخطر وأكثر تأثيراً من الاضرار الماضية، وأحدث هوة بين مكونات المجتمع الليبي، بهذه الاعداد من القتلى والجرحى والمدنيين الذين زج بهم في هذه المعركة، هذا كله سيستغرق وقت طويل لإصلاحه وما جرى أرجعنا للمربع الأول بعدما كنّا على مقربة من الحل.
السراج: أولا أدعو من خلال مؤسستكم هذه الدول التي دعمت وما زالت دعمت حفتر أن تراجع نفسها وتراهن على شعب لبيبي وليس على شخص لأن المراهنة على شخص رهان خاسر ونتائجها معروفة، أما المراهنة على شعب فعلاقتنا مع هذه الدول فهي علاقات جيدة وعلاقات جيرة ولا زلنا حريصين على عودة تلك العلاقات لمسارها الطبيعي، ولكن للأسف بعض الدول انحازت بشكل غير منطقي لطرف على حساب طرف آخر، وهناك تناقض غريب، الكل يعترف بحكومة الوفاق، حكومة الوفاق حكومة شرعية منتخبة تتعامل معها كل الدول وتمثل ليبيا في كل المحافل الإقليمية والدولية، إذا أين الخلل؟ الواقع أن بعض الدول كما قلت في البداية تعجز عن تسمية الأمور بمسمياتها، هناك طرف اعتدى على العاصمة، يجب تسمية الأمور بوضوح. استغربنا موقف موسكو من هذا الأمر، كيف لم تستطع أن تسمي أو لم ترد تسمي خليفة حفتر في اجتماع مجلس الأمن وأعاقت صدور بيان. هل هناك لبس أو عدم وضوح في من قام بالهجوم على طرابلس؟ أم أن هناك توازنات دولية نحن بعيدون عنها؟ أم ماذا يحدث؟ علاقاتنا بموسكو كانت متميزة سياسيا واقتصاديا وكان هناك تعاون أمني وعسكري في العقود السابقة، وكنا حريصين على عودة العلاقات لمسارها الطبيعي، ولكن ما حدث رهان على شخص، وسيكتشف الجميع قريبا أن هذا الرهان خاسر، والرهان يكون على شعب وليس على شخص.
سبوتنيك: أنتم على علاقة جيدة بدولتي قطر وتركيا، هناك تصريحات رسمية من حكومة الوفاق بأن هناك دعم تركي لحكومة الوفاق في هذه الحرب، ممكن أن تصف لنا نوعية العلاقة بينكم وبين هاتين الدولتين؟
السراج: نحن كنا ولازلنا على مسافة متساوية من كل الدول، زرت قطر، الامارات، السعودية، تركيا، مصر، فرنسا، إيطاليا، بالرغم من التوترات التي كانت بيننا، وزرت ألمانيا وموسكو وواشنطن، المتناقضات لم تكن في قاموسنا بل كنا حريصين على وجودنا على مسافة واحدة من جميع هذه الدول، نحن أصلا لدينا أزمة، أما حل مشاكل هذه الدول فيما بينها فتحلها هذه الدول فيما بينها، نحن لسنا وسطاء لحل هذه المشاكل، وقلت هذا الكلام في زياراتي لكل الدول، في الامارات ومصر وكل الدول، نحن لدينا علاقات مع قطر وتركيا، وهذا كان بعد لقاء أبو ظبي أنني زرت قطر، نحن كنا حريصين على إيجاد مناخ إيجابي لاستمرار تفاهمات لقاء ابو ظبي، وهذه الدول نعرف جيداً أن لديها تيارات التي تؤثر فيها على الأرض في ليبيا، وطلبنا من هذه الدول أن تؤثر على التيارات التي لديها بها علاقة متميزة وطلبنا منها أن تهدئ الأجواء لتعطي فرصة للحل السياسي.
سبوتنيك: هل طلبتم من الكويت وساطة لحل الازمة الليبية؟
السراج: نحن لم نقفل الباب مع أي دولة، مصر دولة جارة شقيقة وستبقى، الدول العربية علاقاتنا بها طويلة ومتميزة، لهذا ندعو هذه الدول لمراجعة مواقفها حتى تستمر العلاقة بين الدول والشعوب، وقد تحدث هفوات أو أخطاء في المواقف ويمكن مراجعتها.
سبوتنيك: وصلتنا أنباء عن زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي، السيد أحمد معيتيق، إلى موسكو قريبا، فما أهم مجالات التعاون بين الحكومة الوفاق الليبية وموسكو وما هي أبرز المشروعات والاتفاقات التي سيتم توقيعها؟
السراج: نحن منفتحون منذ البداية مع موسكو للتعاون في كافة المجالات، الاقتصادي والفني والأمني والعسكري، والنفط والسكة الحديد، روسيا كانت المصدر الرئيسي للسلاح لليبيا والكثير من العسكريين الليبيين ثقافتهم روسية، صحيح أن هناك حظر توريد سلاح لحكومة الوفاق وهي مفارقة لأن الطرف الآخر لا يطبق عليه هذا الحظر والدول الداعمة والمتحالفة معه تمده بالأسلحة والذخائر وبالتالي هناك تفاوت بين الطرفين. ولكن نرجع للحديث عن موسكو، هناك آفاق كبيرة للتعاون بيننا، وهناك فرصة لاستعادة هذا التعاون لعودة العلاقة لمسارها الطبيعي.
سبوتنيك: هل هناك اتفاقيات معينة مزمع التوقيع عليها؟
السراج: الوفد الذي سيزور موسكو سيتباحث مع نظرائه هناك ويرى الآلية المناسبة لتوقيع الاتفاقات.
سبوتنيك: هل هناك اتصالات بينكم وبين الرئاسة الروسية؟
سبوتنيك: ثمة جهود داخلية للمبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، لتهدئة الوضع وتقريب وجهات النظر، كيف تقيمون تلك الجهود؟
السراج: البعثة الأممية قامت ولازالت تقوم بجهود مع الأطراف، هناك بعض الانتقادات والملامة والعتاب للبعثة في بعض المراحل، نحن نطلب من البعثة الحياد وتسمية الأشياء بمسمياتها، تسمية المعرقل معرقلا سواء كان شخصا أم فئة ومحاسبته ومسائلته، فعندما يقصف شخص مدنيين يتم تسميته ومحاسبته، عندما ينسف شخص العملية السياسية ويدفع البلاد لحرب أهلية ويقصف مرافق الدولة وينقلب على الشرعية ويحاول الاستيلاء على السلطة، كيف تتعامل الدول مع أمور كهذه؟.
سبوتنيك: ولكن البعثة الأممية اعربت أكثر من مرة عن تمسكها بوجود من يقود الهجوم في إطار العملية السياسية.
السراج: نحن كنا على تواصل مع حفتر ثلاث سنوات، لكن عندما يقوم بالقصف والهجوم، فمن من سيتعامل مع شخص يمكن تصنيفه كمجرم حرب؟
سبوتنيك: هل لازال الحديث قائما عن عقد اجتماع غدامس مرة أخرى؟ هل فقدتم الأمل أنتم والمبعوث الأممي في عقد الملتقى الجامع؟
السراج: نحن لم ولن نفقد الأمل في جمع الليبيين على كلمة سواء، ولكن لن يأتي ذلك في ظل صوت المدافع، يجب أن تسكت المدافع وأن تعود القوى المعتدية لقواعدها لاستئناف العملية السياسية، قد يحدث ذلك في وفق إعدادات مختلفة عما سبق، ولكن عودة الليبيين لطاولة الحوار مهم جدا لننسى حروبنا ونزاعاتنا وتكون من الماضي.
سبوتنيك: كيف ترون دور الأمين العام للجامعة العربية في الأزمة الليبية؟
السراج: دور الجامعة العربية كان غائب ولم يكن يوجد على الإطلاق طيلة ثلاث سنوات، زارنا رؤساء وزراء ووزراء خارجية، والأمين العام طلبنا منه زيارة ولم يقم بها، ولا نتوقع تحرك للآمين العام خلال الأزمة الحالية، طلبنا زيارة في ظل ظروف أفضل أمنيا، لكنه أرسل لنا مبعوثا باهتا لم يقم بأي دور إيجابي، مبعوث زار الحكومة الشرعية وحكومة أخرى موازية غير معترف بها وهي حكومة عبد الله الثني، والجامعة نفسها أقرت بأنها حكومة موازية، أي مبعوث هذا؟ كان هذا تصرفا لا يرقى للمسؤولية. تصرفات الجامعة أصبحت غريبة وأصبح هناك شكوك في دورها.
سبوتنيك: ما تأثير الهجوم الراهن على طرابلس على أزمة المهاجرين غير الشرعيين الذين تؤويهم ليبيا؟
السراج: قبل الحديث عن الهجرة غير الشرعية وأثر الاعتداء على طرابلس عليها، نتحدث أولا عن الحرب على الإرهاب لأن هذه إحدى مزاعم المعتدين ومبرراتهم، لا أحد يزايد على حربنا على الإرهاب، حاربنا الإرهاب في سرت وطرابلس وكثير من المدن الليبية وأخرجنا الجماعات الإرهابية، وكانت لنا قصة نجاح مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، وهذه كلها من إنجازات حكومة الوفاق وتخلصنا من تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي في سرت الذي كان مصدر إزعاج ليس لليبيا فقط ولكن لأوروبا والعالم ككل.
القوى النظامية والقوى المساندة لها التي يحاربها حفتر اليوم هي التي حاربت الإرهاب، هل بالأمس كانوا يحاربوا الإرهاب واليوم هم الإرهابيين؟ هذا تناقض غريب. الميليشيات التي تكلموا عنها، دخلنا طرابلس كحكومة وفاق وكان هناك أكثر من 100 تشكيل مسلح، الآن نتحدث عن أربع أو خمس تشكيلات تم استيعابهم في مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وهذا بشهادة الأمم المتحدة وهناك ترتيبات أمنية وتطورات في العملية الأمنية، والسفارات بطرابلس أعطت شهادات لحكومة طرابلس عن الوضع الأمني ويمكن سؤالهم، هناك مسعى مع بعض الدول لإعادة هيكلة المؤسسة الأمنية، وكنا نتحدث عن توحيد المؤسسة العسكرية بين الشرق والغرب، فهل محاربة الميليشيات التي تحدثوا عنها، والتي تم استيعابها بالمؤسسة الأمنية، تستدعي قصف أهداف مدنية بحجة محاربة الميلشيات؟ هناك دول مرت بما مرت به ليبيا واستغرق حل الميليشيات وتجميع سلاحها أكثر من عشر سنوات، فلماذا يتم غير ذلك في ليبيا ويقصف المدنيين بحجة محاربة الإرهاب؟
نتيجة العمليات، حدثت خلخلة أمنية، وأعاد ذلك بؤر إرهابية مرة أخرى بعد أن كانت تحت السيطرة، فقد وجدت المناخ مناسبا، وحفتر يتحمل مسؤولية لك.
هذا ما يحدث أيضا في الهجرة غير الشرعية، هناك أكثر من 800 ألف مهاجر غير شرعي على الأراضي الليبية، وفقط 20 ألف بمراكز الإيواء، الأيام الماضية تم قصف أحد مراكز الإيواء التي تضمهم في قصر بن غشير، عندما تشتد الحرب سيلجأ هؤلاء إلى محاولات لمغادرة ليبيا، وإن لم تقف الحرب كل السيناريوهات موجودة، سنستمر في الدفاع عن عاصمتنا. قد تشتد موجة النزوح غير الشرعي بسبب هذا الاعتداء.
سبوتنيك: بخصوص تمسك وتأييد المنطقة الشرقية لحفتر، ماذا تقول عن ذلك؟
السراج: يجب أولا تعريف ما يحدث الآن من هجوم واعتداء، هناك صراع بين دعاة الدولة المدنية وبين دعاة الشمولية وعودة حكم العسكر، خليفة حفتر بالنسبة لنا لا يمثل الشرق، ومن حاول تصوير الصراع بين شرق وغرب يلبس الأمر بلباس زائف، الشرق والغرب والشمال والجنوب مكونات اجتماعية قد يوجد بينها خلافات سابقة ولكن لا ترقى تلك الخلافات لشن حرب أو صراع مسلح، لم يحدث هذا إلا بالحماقة التي ارتكبها خليفة حفتر، الخلاف بين مشروع دولة مدنية ودعوة حفتر لعودة الحكم الشمولي.
نحن متمسكون بوحدة ليبيا وهذا بالنسبة لنا خط أحمر، ولن نفرط في دولة ليبيا الموحدة التي بناها آباؤنا المؤسسون ولن نسمح لأحد بالتلاعب بها.
طرابلس- سبوتنيك: سارة نور الدين