ونقلت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، عن أشخاص مطلعين قولهم إن "الهجمات التي تشنها الجماعة بطائراتها المسيرة ضد خصومها، أكثر دقة وأبعد مسافة مما تقر بها رسميا دول التحالف والولايات المتحدة".
وفي الشهر نفسه، خرقت طائرة مسيرة أخرى أجواء الإمارات وقصفت مطار دبي الدولي، ما ألحق ضررا بشاحنة وأسفر عن تأجيل بعض الرحلات، حسب مصادر مطلعة، فيما نفت الحكومة الإماراتية صحة هذه التقارير، ودعمت الولايات المتحدة هذه الرواية، حسب مسؤولين أمريكيين سابقين.
وتجاوز عدد الطائرات المسيرة لـ "أنصار الله" التي أسقطتها القوات السعودية 140 طائرة، حسب تقييمات المسؤولين في المملكة.
وزعمت الصحيفة أن "أنصار الله" انتقلت من استخدام طائرات مسيرة صغيرة الحجم إلى تطوير نسخة أكبر بشكل طائرة تصنفها الأمم المتحدة بـ"المركبة الجوية غير المأهولة" أو "UAV-X"، وهي قادرة على قطع مسافة تتجاوز 1400 كلم، ما يضع عاصمتي السعودية والإمارات في مرمى نيرانها.
وقالت إن "هذه الطائرة استخدمت لأول مرة لاغتيال مسؤولين في التحالف، في يناير/ كانون الثاني الماضي، إذ هاجم الحوثيون بواسطتها عرضا عسكريا في قاعدة العند باليمن، ما أودى بأرواح ستة أشخاص، بمن فيهم ضابط رفيع المستوى".
وعقب الهجوم على قاعدة العند، أطلق التحالف العربي حملة ضد مواقع الطائرات المسيرة في اليمن، فيما كثف الحوثيون هجماتهم بهذه الطائرات، مؤكدة أن دفاعات الجو السعودية أسقطت خلال الأسابيع القليلة الماضية 17 طائرة مسيرة على الأقل فوق أراضي اليمن والمملكة، حسب مسؤولين سعوديين.
وأكد مسؤول أمريكي للصحيفة، أن "السعودية والإمارات استثمرتا بشكل ملموس في إنتاج التكنولوجيا المضادة للطائرات المسيرة، غير أن السهولة النسبية لإنتاج هذه الأسلحة تجعل من الصعب محاربتها".
وأكدت الصحيفة أن الحوثيين وجدوا في الطائرات المسيرة بديلا عن الصواريخ الباليستية، وأصبحت جماعتهم خلال فترة قصيرة من الجماعات الأكثر مهارة في استخدام هذا السلاح، ما آثار جدلا في واشنطن، مؤكدة أن مسؤول في البنتاغون وحمل إيران المسؤولية عن إنجازات الحوثيين، غير أن مسؤولا آخر قال إن "الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن برنامج الطائرات المسيرة للحوثيين يحمل طابعا محليا ولا يحتاج إلى كثير من الدعم الخارجي".
ويشعر المسؤولون الأمريكيون، حسب الصحيفة بقلق متزايد إزاء الخطر الذي تشكله درونات الحوثيين على الملاحة التجارية وتحركات السفن الحربية الأمريكية في المنطقة، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس دونالد ترامب قوله: "حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يدركون التأثير المزعزع للحوثيين على الوضع في اليمن والدول المجاورة، لكن كثيرين لا يأخذون الأمر في الحسبان.