وأوضح الترك، أن من تورط في تضليل الشباب ونشر الكتب والفتاوى، التي تبعها الكثير من الناس، يجب أن يسخر حياته لتصحيح المناهج، التي أفتى بها، وأن ينشرها بنفس المستوى، وأن يعمل على وصولها إلى أكبر عدد من الشباب كما حدث في فتاوى التكفير.
وتابع الترك: "فتح باب المراجعات أصبح مهما، وموقف القرني سيتسبب في خلخلة مواقف التكفيريين والتنظيمات المتطرفة"، مشيرا إلى أنه يجب العمل على ذلك بالعلم.
ويقول الكاتب اللبناني وسيم بزي، إنه تم تضخيم قضية عودة عائض القرني، باعتباره نموذجا لفتاوى التكفير، مضيفا، في تصريحاته إلى "سبوتنيك": "السبب وراء تضخيم الأمر هو أن هذه المراجعة تتعاطى مع ما جرى، وكأنه وجهة نظر وتتجاوز الآثار العميقة والخطيرة التي أحدثتها منظومة التكفير مدفوعة الأجر، التي جرى توظيفها بدقة في خدمة أهداف عميقة".
وتابع: "ذلك التوظيف تم لتدمير الإسلام النوراني المعتدل من جهة، أو لبث الفتنة الطائفية والمذهبية، أو لتدمير الدولة المركزية في العالم العربي والإسلامي"، مشيرا إلى أن الأخطر هو تشكيل مظلة لتمرير مخططات الولايات المتحدة وإسرائيل، في المنطقة، وإطلاق كم هائل من فتاوى التكفير، التي هدفت بدراية، إلى إعادة المجتمع العربي والإسلامي إلى مفاهيم القبلية والتعصب، وإعادة إحياء مفاهيم ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.
أبرز دعاة التكفير
وتابع: "هناك قائمة تضم الكثير من الأئمة والدعاة التكفيريين منهم أسامه الرفاعي في سوريا، والزرقاوي وأبو محمد المقدسي في الأردن، والبغدادي والجولاني في سوريا والعراق، وأيمن الظواهري، وآخرين من مصر والسعودية".
وأوضح: "الأخطر في النهاية، أن هذه المراجعة كما هو جاري تقديمها وترويجها، تهدف إلى التوظيف في العنوان الترويجي للفكرة، وأنه يسقط أي جدية في المراجعة الضرورية لما جرى، والتي تتطلب تحركا على مستوى قيادة الأزهر والنجف، وغيرها من منارات الإسلام النوراني المعتدل".
الصحوة والتحول
ويقول الكاتب والمحلل السياسي البحريني، عبدالله الجنيد، إن الشعوب المتصالحة مع ماضيها هي من تملك القدرة على صناعة المستقبل، وأن المجتمع السعودي أثبت عمق تأصل الثقافة المدنية، عبر احتضان مشاريع رؤيته الوطنية والصحوة التي يقودها رموزها.
وتابع: "اعتذار عائض القرني، عن ما مثله، هو والصحوة أمر شخصي، والمجتمع السعودي الآن غير معني باجترار الأمس، بقدر ما هو معني بإعادة تمكين إرادته المجتمعية، واللحاق بركب الأمم، والمشاركة في إعادة صياغة هوية وطنية، غير قابلة للقسمة على هويات فرعية".
وكان القرني قد قال، مساء الاثنين الماضي، خلال استضافته من قبل الإعلامي عبد الله المديفر، على فضائية "روتانا خليجية"، إنه كلما ابتعد المواطن السعودي عن دولته خلال الفترة الماضية، كان محببا لدى قطر.
وشن القرني هجوما شديدا على قطر، قائلا إن علاقته بها انتهت بعد أن اكتشف "تآمرها" على حد تعبيره، زاعما أنها كانت تدعم معارضين في المملكة وتجنسهم.
وتحدث عائض القرني عن 3 خطوط حمراء تواجهها السعودية حاليا، وهي: "الإسلام المعتدل الوسطي، والوطن والقيادة، والمبايعة للملك سلمان وولي عهده"، مضيفا "لذلك إيران وأردوغان وقطر يستهدفون المملكة، من أجل تدمير الخطوط الثلاثة".
كما تطرق الداعية السعودي إلى ما وصفه بضرورة تبني فكر الاعتدال والوسطية في السعودية، موضحا: "سأسخر قلمي في خدمة مشروع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الاعتدال".
واعتذر عائض القرني، عما وصفه بالأخطاء التي وقع فيها بالماضي، خاصة ما يتعلق بـ"خطاب الصحوة".
وقال الداعية السعودي: "من الأخطاء التي وقعت فيها في الماضي، الاهتمام بالمظهر أكثر من الجوهر، والوصاية على المجتمع وتقسيمه لملتزمين وغير ملتزمين".
مؤلفات عائض القرني
ومن أبرز مؤلفاته (لا تحزن، الإسلام وقضايا العصر، ثلاثون سببا للسعادة، دروس المسجد في رمضان، فقه الديل، نونية القرني، المعجزة الخالدة، تحف نبوية، مملكة البيان، خارطة الطريق، السمو، شخصيات من القرآن الكريم، حتى تكون أسعد الناس، سياط القلوب، فتية آمنوا بربهم).
ومن ناحيته قال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن فضيلة الرجوع للحق هي فضيلة محمودة.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن المشكلة تكمن في أن هذا الاعتذار غير كافي، خاصة أن القاعدة الفقهية تقول: "من أفسد شيئا فعليه بإصلاحه".
وتابع أن الأمر يستوجب إصدار بحثا علميا أكاديميا يصحح فيه المفاهيم الخاطئة، التي انتشرت في كتبه، وأن تكون خطوة القرني بداية لمراجعة الفكر القائم على التكفير والكراهية ونشر الفتن.