وتتزامن التطورات المستجدة على جبهات ريف اللاذقية مع انطلاق العمليات العسكرية للجيش السوري في ريفي حماة وإدلب، نظراً للارتباط اللوجستي والميداني الذي يجمع بين مناطق سيطرة المسلحين على تلك الجبهات التي تنشط فيها فصائل تابعة لتنظيم "جبهة النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني" وبعض فصائل المقاتلين ذات الغالبية الأوزبكية.
ووفق موقفها الميداني، تضع القوات العاملة في ريف اللاذقية مجموعة من الفرضيات على المدى القريب، من بينها عملية برية تطال المناطق التي تسيطر عليها فصائل "النصرة" و"التركسان"، ويدعم ذلك قيامها باستقدام مجموعات اقتحامية وراجمات صاروخية عادة ما يستخدمها الجيش السوري في عمليات التمهيد الناري القريب، ومن جهة أخرى فقد تم الدفع بعربات قتالية ومدافع متوسطة المدى إلى جانب الثقيلة والبعيدة المدى، والتي عادة ما تمارس دورها بشكل يومي ولحظي بما يناسب تحركات المسلحين على الجبهات المقابلة.
وأفاد مصدر عسكري لمراسل "سبوتنيك" أن الجيش السوري يتعامل حالياً مع الجبهة بمبدأ المشاغلة النارية، أي أن المرابض المدفعية والصاروخية تتعاطى بشكل آني مع تحركات المسلحين، وهي ركزت ضرباتها النارية خلال الآونة الأخيرة على جبل الأكراد، وجبل الزويقات ومحيط كباني على وجه التحديد، كما تمتد بعض الضربات لتطال ريف إدلب المتاخم لريف اللاذقية ويتم ذلك عبر الطلعات الجوية للطيران الحربي السوري والروسي الذي لا يغادر الأجواء في الوقت الراهن.
وأضاف المصدر: أن الوحدات البشرية وعربات الأسلحة المتوسطة تتخذ حاليا وضعية الاستعداد والترقب، بعدما انتشرت بشكل مدروس للتعاطي مع أي قرارات مفاجئة حول بدء المعركة التي لن تتوقف بتحرير بلدة "كباني" والشريط الحدودي مع تركيا، بل وستكون بوابة للوصول حتى مدينة جسر الشغور ومنها نحو العمق الإدلبي.
وسبق وأن حذرت وزارة الدفاع الروسي من محاولات استخدام الذريعة الكيماوية من قبل الفصائل الردكالية التي تنحدر من آسيا الوسطى والتي تأخذ من بلدات بداما وجسر الشغور مقرات لإقامتها.