فقد أوضح الخبراء في المعهد المشترك للبحوث النووية الروسي أن احتياطيات اليورانيوم، التي تملكها الجمهورية الإسلامية اليوم، حسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تكفي لصنع قنابل خاصة بها، مشيرين إلى أن المكون الكيميائي وحده لا يكفي، فلابد من وجود أجهزة التفجير والقذيفة المدمجة، وهو الشيء الذي لا يملكه الإيرانيون حاليا.
وأشار كبير الباحثين في المعهد المشترك للبحوث النووية الروسي إيغور غولوتفين لصحيفة "إزفيستيا" إلى ضرورة تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% على الأقل لصنع قنبلة نووية، مؤكدا أن القدرة الصناعية الإيرانية واحتياطيات اليورانيوم تفيان بالغرض.
كما نوه الباحث إلى وجود طرق أسرع لصنع القنبلة النووية، دون اللجوء إلى استخدام اليورانيوم، واستبداله بالبلوتونيوم، لكن إيران لا تملك احتياطيات من هذا العنصر حاليا.
ووفقا للمهندس الفيزيائي والخبير في الاتحاد الاجتماعي البيئي الروسي أندريه أوجاروفسكي، فإن إيران قادرة على استخدام الوقود المستهلك في محطات الطاقة النووية، إضافة إلى اليورانيوم والبلوتونيوم لصنع القنبلة.
فقد قال أوجاروفسكي: "بالطبع، فإن المادة الناتجة ستكون أقل جودة بكثير. والرؤوس الحربية لن تكون مدمجة. ولكن في هذه الحالة ستتمكن إيران من صنع قنبلة نووية خلال أقل من عام. ويستغرق هذا الوقت في أي مختبر أوروبي متقدم عدة أسابيع، إذا كانت المواد متاحة. في حال كان لدى الدولة كمية كافية من الطاقة، أعني جهاز الطرد المركزي، فلا توجد مشكلة في إطلاق مشروع نووي خلال عام".
ومع ذلك، فإن إيران لا تعتزم صنع قنبلة نووية، بالرغم من أن القدرة الإيرانية الحالية كافية لصنعها، وفقا للخبراء.
ومن الجدير بالذكر أن "الصفقة النووية" كانت قد ألزمت إيران بالحد من تطويرها النووي مقابل رفع أو تخفيف العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، وأبرمت في تموز/يوليو من عام 2015، إلا أن الولايات المتحدة انسحبت من المعاهدة في شهر أيار/مايو من العام الماضي، بحجة أن طهران تواصل تطوير برنامجها النووي سرا.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال خطاب بث على قناة "برس تي في" في أيار/مايو: "ستعلق إيران بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل، وسيستمر التعليق 60 يوما، مؤكدا على أن "إيران ستقوم بخطوتين أخريين إذا لم تأت الدول الأعضاء في الاتفاق إلى طهران وتقوم بسد الخلل والفجوة بيننا وبينهم".