ونقل مراسل "سبوتنيك" عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن قوات الجيش السوري بدأت مع ساعات ليل أمس عملية تمهيد مدفعي وصاروخي مكثفة باتجاه مواقع المسلحين على كامل المحور الشمالي والشمالي الغربي لحماة، فيما يستمر الطيران الحربي السوري والروسي بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المركزة على مواقع المسلحين ومناطق انطلاق هجماتهم ومواقع إطلاق الصواريخ باتجاه البلدتن الآمنة في ريفي حماة وإدلب، كما طال التمهيد محاور خان شيخون والهبيط والقصابية ولطمين وكفرزيتا ومحيط مورك.
وأشار المصدر إلى أن خطط الاقتحام تتخذ بالحسبان الإمدادات التي أرسلها الجيش التركي الأسبوع الماضي إلى مسلحي "جبهة النصرة"، وفي مقدمها كميات كبيرة من قواعد إطلاق وصورايخ "تاو" الأمريكية، إضافة إلى منصات "كورنيت".
وحصلت "سبوتنيك" على فيديو يوثق لحظة استهداف راجمات الجيش لتحركات مسلحي النصرة وحلفائها صباح اليوم على محور الهبيط — كفرنبودة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المسلحين.
وكان الجيش السوري أطلق عملية عسكرية واسعة بريف حماة الشمالي الغربي في السادس من الشهر الجاري، تمكن خلالها من تحرير عدة مدن وبلدات استراتيجية مخترقا الحدود الإدارية الجنوبية لمحافظة إدلب، قبل أن يعلق عملياته العسكرية مؤقتا بناء على التماس تركي قدم إلى الجانب الروسي كفرصة أخيرة لتركيا لتنفيذ التزاماتها ضمن اتفاق سوتشي الموقع بتاريخ 17 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
ومنذ إعلان الجيش السوري عن بدء وقف إطلاق النار أعلنت هيئة تحرير الشام وبعض الميليشيات المتحالفة معها والمحسوبة على تركيا رفضها للهدنة، واستغلت التنظيمات الإرهابية وقف إطلاق النار ودفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة من ريف حلب الشمالي الغربي، وسط معلومات عن حصولها على دفعة كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع من جهة خارجية ووصول إمدادات مما يسمى "الجيش الوطني" في منطقة عفرين تقدر بثلاثمئة آلية ومدرعة وآلاف المقاتلين.
وبعد سلسلة هجمات معاكسة شنتها التنظيمات الإرهابية على مواقع الجيش في كفرنبودة، نفذ الجيش السوري عملية انسحاب من المدينة وأعاد نشر قواته في محيطها، وبدأ باستقدام تعزيزات نوعية وبتنفيذ قصف دقيق ومركز باتجاه مواقع المسلحين وتحركاتهم، تمهيداً لشن هجوم معاكس لاستعادة كفرنبودة واستئناف عمليته العسكرية حتى تحقيق أهدافها.