في بعض الغواصات والمقاتلات الحربية تستخدم البطاريات القلوية الضخمة التي تزن حوالي 14 طناً والقادرة على العمل لمدة 12 سنة دون توقف كمصدر للطاقة الكهروكيميائية. وفي كل جهاز من هذه الأجهزة يتم استخدام 7 طن من ألواح الفضة النقية التي تصل إلى معامل التكرير بعد استهلاك استطاعتها، والحديث يدور عن شركات المعالجة الصناعية للمعادن الثمينة، حيث يتم تنظيف الفضة بطريقة خاصة وعلى مراحل وإعدادها للاستخدام مرة أخرى.
ومع ذلك تقوم الشركات المصنعة المحلية لبطاريات الفضة والزنك، على مدى العقود القليلة الماضية، بإضافة ما نسبته 10-15% من الرصاص إلى الفضة بحيث لا يؤثر ذلك على الخصائص العملية للمنتج، ولكن يتم منع حدوث عملية إعادة التدوير اللاحقة للبطارية بشكل كامل.
في هذا السياق أخذ الخبراء والمتخصصون من قسم المعادن غير الحديدية والذهب في جامعة "ميسيس" على عاتقهم حل مسألة إزالة الرصاص من الفضة، وذلك من خلال وضع مخطط تكنولوجي مبدئي جديد لمعالجة بطاريات الفضة والزنك المحتوية على الرصاص.
في هذا الإطار تحدث الدكتور سيرغي روغوف من قسم المعادن غير الحديدية والذهب في جامعة "ميسيس" وهو أحد الباحثين المصممين للمشروع قائلاً:
"التقنية التي نتحدث عنها عبارة عن صهر الفضة على مرحلتين. ونتيجة لذلك يتم فصل المادة المنصهرة عن الخبث. في حين أن عمليات التبريد اللاحقة السريعة جداً تضمن التقاط الأوكسجين، الذي يعمل على أكسدة الرصاص في بنية الفضة الخام. وعند القيام بعملية الصهر الثانية يتم فصل الرصاص المؤكسد تحت طبقة الطلاء (أملاح المغنيسيوم والصوديوم) ويذهب مع الخبث".
نتيجة لهذه العملية المكونة من خطوتين تتم إزالة الرصاص، ونحصل من المادة الخام، التي تحتوي على 85% من الفضة، على المنتج التجاري بنسبة نقاء 99.99%، والتي تتوافق مع جميع المعايير الحكومية المناسبة والصالحة لتصنيع بطارية جديدة.
في الوقت الحاضر يتم استخدام هذه التقنية بنجاح في إحدى الشركات المحلية، والحديث يدور عن مصنع شولكوفسكي للمعادن الثمينة الثانوية. يشار إلى أنه ومن أجل تنفيذ هذه التقنية، لم تكن هناك حاجة إلى معدات إضافية، باستثناء جهاز التبريد السريع المنخفض التكلفة.
ألكسندر سافيسكو مدير الإنتاج في مصنع شولكوفسكي للمعادن الثمينة الثانوية أشار في هذا الصدد قائلاً: "إن استخدام التقنية الجديدة سمح لنا بإعادة تدوير النفايات المتعلقة بالبطاريات من الفضة والزنك، مما زاد من إنتاج المصنع بنسبة 7.5%".