وقال المعلمي، في حوار مع صحيفة "اندبندنت عربية": "آمل في أن لا نكون ماضين إلى حرب، فهي لا تعود بالمصلحة على أحد، فما "الحرب إلا ما علمتم وذقتمُ" كما يقول الشاعر العربي، بمعنى أنها ليست أمرا سهلا ميسورا، واتخاذ القرار بخوضها من أخطر القرارات التي يمكن أن يتخذها أي قائد أو مسؤول، وأنا على ثقة بأن قادة المملكة العربية السعودية لا يرغبون في الحرب، ولكن كما قال الأمير سعود الفيصل رحمه الله قبل وفاته بأشهر قليلة "نحن لا نرغب في الحرب ولكن إذا فرضت علينا فنحن رجالها"، وهذا هو نهج المملكة العربية السعودية.
وفي سياق متصل، يرى المعلمي أن "الإيرانيين يرتكبون خطأ جسيما حين يظنون أن تدخلهم إذا حقق نجاحا محدودا في لبنان أو في العراق أو في غيرهما، يستطيعون تكرار هذا النجاح على نطاق الأمة العربية، ذلك أنه على الرغم مما يعتري الأمة العربية من ضعف وتمزق وتفكك نشهدها في السنوات الأخيرة مع الأسف، إلا أن هناك قاعدة صلبة للأمة العربية هي المملكة العربية السعودية، وستظل هذه البلاد إن شاء الله حصنا منيعا في وجه طموحات أي جهة ترغب في الاعتداء على مقدسات الأمة العربية وعلى طموحاتها وآمالها".
وردا على سؤال بشأن جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي التي تقول إيران إنه يقرع طبول الحرب ضدها، قال السفير السعودي، إن "بولتون لا يخفي حماسته لعملية في إيران بشكل أو آخر، ولكن عملية اتخاذ القرار في الولايات المتحدة عملية صعبة ومعقدة وتنتهي بيد الرئيس نفسه، والرئيس ترمب يمارس ضغطا دبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا قويا، وهو أمر افتقدناه في بعض الإدارات السابقة، ونأمل في أن يؤدي هذا الضغط إلى نتيجة في تغيير سلوك النظام الإيراني، نحن لا نرغب في تغيير النظام، هذا الأمر يعود إلى الشعب الإيراني، ولكننا نرغب في تغيير سلوكه، طبعا من ضمن وسائل الضغط على النظام الإيراني زيادة العقوبات الاقتصادية والحصار دبلوماسيا في الدرجة الأولى، ومثل هذا الأمر هو ما يسعى الأمريكيون إليه في الأمم المتحدة، وهو شيء نرحب به لأننا نريد لهذه الضغوط أن تنجح لكي نتجنب الحرب".
وأعرب السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، عن عدم سعادته بالمقارنة بين عراق صدام وإيران خامنئي واعتبار النفط ورفع أسعاره أو خفضها أحد دوافع الحرب، مرجحا أن "حماقة إيران لن تصل إلى درجة الجرأة على إعلان حرب أو حتى التفكير في ذلك".
كما اعتبر أن "عامل النفط دائما حاضر ودائما مهم، الإيرانيون يتحدثون عن مسألة الحصار الاقتصادي الذي تفرضه العقوبات عليهم وليس عن أسعار النفط، وهذا الحصار كما ذكرت قبل قليل وسيلة للضغط الاقتصادي والسياسي والمعنوي على إيران لكي تُقبل على تغيير سلوكها. إنه وسيلة لتجنب الحرب ولا أظن أن أميركا وأنصارها من الدول الغربية وغيرها يرغبون في بدئها أو يرون حاجة إليها بعد أن استطاعوا تحقيق أهدافهم بها، وبالضغط المعنوي وبإرادة الشعب الإيراني".
وبشأن حرب الخليج الثانية عند غزو العراق الكويت قال المعلمي: "لا يتسع المجال لذكر كل خلفياتها أو أسبابها، ولكنها ترتكز أساسا على حاجة الرئيس صدام حسين في ذلك الوقت لتحقيق انتصار يغطي به على بعض الإخفاق في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت سنوات عديدة، ولم تثمر شيئا وأثقلت كاهل الخزينة ما حدا به إلى أن يتطلع إلى ما يمكن أن يرفدها فتصدت له المملكة العربية السعودية والعالم أجمع، أما الحرب التي تلتها فكانت هدية من الولايات المتحدة الأمريكية لإيران لأنها تركت فراغا كبيرا في العراق واستطاعت طهران ملء جزء كبير منه، لذا لا أظن أحداً يهدف إلى الحرب من أجل تحريك أسعار البترول صعودا أو نزولا في الوقت الحاضر، المسألة أعمق بكثير هي سيطرة الإيرانيين على كل الجوانب الاقتصادية والبترولية والسياسية والعسكرية على الدول المحيطة".