ورغم دخول معظم الأحزاب في تلك التحالفات، فضلت أخرى خوض الانتخابات منفردة، من بينها "حركة النهضة" الحاكمة، و"الجبهة الشعبية" أكبر أحزاب المعارضة في تونس.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تمديد فترة التسجيل للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة من 22 مايو إلى 15 يونيو المقبل.
"تحالفات وسطية"
رضا بالحاج، القيادي بحزب نداء تونس، قال إن "محاولات الأحزاب للدخول في تحالفات قبل مارثون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لا يزال مستمرًا".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأحزاب الديمقراطية والجبهات الوسطية ستحاول الدخول مع بعضها في تحالف، بهدف تشكيل القطب الأكبر قوة في المرحلة المقبلة".
وبشأن نداء تونس، أكد بالحاج أنه "يعيش في مخاض صعب، ويمر بالعديد من الإشكاليات الكبيرة"، مشيرًا إلى "عدم دخول الحزب في أي تحالفات انتخابية إلى الآن".
في الوقت نفسه، توقع القيادي بنداء تونس أن "يدخل الحزب في الفترة المقبلة، تحالف العائلة الوسطية والأحزاب القريبة منه لخوض الانتخابات".
"ظهير شعبي"
من جانبه قال عضو المجلس المركزي للجبهة الشعبية وأمين عام التيار الشعبي زهير حمدي، إن "الجبهة الشعبية لن تشارك في الانتخابات القادمة ضمن تحالف انتخابي"، مؤكدا أن "الجبهة الشعبية تخوض السباق الانتخابي بمرشح خاص للرئاسة، وبقوائم تابعة لها للانتخابات التشريعية".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التحالفات الانتخابية التي تسعى لها معظم الأحزاب السياسية ليست جميعها قوية، فالتكتل بدون شعبية جماهيرية في الشارع لن يؤثر في سير الانتخابات".
وأكد القيادي بالجبهة الشعبية، أن "وجود الشفافية الانتخابات والديمقراطية وضمان مبدأ تكافؤ الفرص للجميع لن يعطي ميزة لتلك التحالفات".
وحذر من "المال السياسي، ومحاولات تمرير انتخابات بشكل غير نزيه من قبل بعض الأحزاب، والتكتلات القريبة من السلطة"، مؤكدا أنه "في حال إجراء انتخابات شفافة وعادلة تراهن الجبهة الشعبية أنها ستكون من ضمن القوى التي ستحقق نتائج جيدة".
وأشار زهير حمدي إلى أن "الجبهة تعد المعبر الرئيسي عن روح الثورة التونسية، والأكثر التفافًا وقربًا للشعب التونسي، وتؤمن بقيم الثورة والتي لا تتوافر في بقية الأحزاب الأخرى".
"صراع التحالفات"
أعلن حزب "حراك تونس"، الذي يقوده الرئيس السابق المنصف المرزوقي عن تحالفه مع حركة "وفاء"، التي يرأسها المحامي عبد الرؤوف العيادي، لتشكيل "جبهة انتخابية" استعدادًا للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.
من جانبه أعلن حزب "تحيا تونس" المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد اندماجه مع حزب "المبادرة الدستورية الديمقراطية" عن اندماجهما، في خطوة تهدف إلى "لم شمل العائلة الوسطية وتوحيد القوى الوطنية والتقدمية ذات المرجعية المشتركة".
وكشفت تقارير إعلامية عن مشاورات بين حزب حركة "مشروع تونس، الذي يرأسه محسن مرزوق و"نداء تونس شق الحمامات" الذي يقوده سفيان طوبال من أجل اندماج مرتقب بينهما، وهما حزبان انبثقا عن حركة "نداء تونس" التي أسّسها الرئيس الباجي قايد السبسي عام 2012، وفازت في انتخابات 2014، قبل أن تنشقّ عن هذه الحركة عدة أحزاب، منها حزب "تحيا تونس".
كما أعلنت أحزاب أخرى انفتاحها على التحالفات والاندماج مع كل الأحزاب من بينها حزب "البديل التونسي" الذي يرأسه رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة و"الحزب الدستوري الحر".
"حركة النهضة"
وقال القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي، إن "الحسم في مسألة ترشيح أو مساندة شخصية في الانتخابات الرئاسية سيتم خلال انعقاد مجلس الشورى في يونيو المقبل، مشيرا إلى أن التحالف في الرئاسية أحد الخيارات المطروحة.
وأكّد في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التونسية المحلية أن "حركة النهضة بصدد تشكيل قائماتها المترشحة للانتخابات التشريعية".
ولم تبد حركة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي، بشكل رسمي أيّ استعداد للدخول في تحالف مع أي حزب قبل الانتخابات، كما لم يعلن أي حزب رغبته في عقد تحالفات مع الحركة.
وشهد الأسبوع الماضي، تمديد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فترة التسجيل للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة من 22 مايو/ أيار إلى 15 يونيو/ حزيران المقبل.