وأكدت مصادر محلية في محافظة إدلب لوكالة "سبوتنيك" أن "هيئة تحرير الشام"، الذي يتخذها تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي واجهة له في إدلب تمكنت الشهر الماضي من استجرار أكثر من 500 طائرة مسيرة من دون طيار، متوسطة الحجم، عن طريق أحد الوسطاء المحليين بمحافظة إدلب، الذي استطاع إدخالها إلى المحافظة عبر الحدود التركية بالتعاون مع تجار أتراك متنفذين.
وأكدت المصادر أن خبراء صينيين من كوادر "الحزب التركستاني" يقومون حاليا بإجراء تعديلات على هذه الطائرات من خلال استبدال الهيكل المعدني والبلاستيكي بآخر مصنوع من مواد كربونية في محاولة لجعلها خفية وغير قابلة للاكتشاف من قبل أنظمة الرادار.
وأضافت المصادر أن عملية التعديل تشمل كذلك طريقة التحكم بالطائرات من خلال ربط مجموعة طائرات مسيرة بنظام ملاحة آلي بعد تحديد الهدف مسبقا وتزويد هذه الطائرات بقنابل او صواريخ صغيرة الحجم وشديدة الانفجار.
وأشارت المصادر في هذا السياق "وبناء على معلومات مؤكدة" أن متزعم تنظيم "هيئة تحرير الشام" المدعو، أبو محمد الجولاني، كلف خبراء فرنسيين وبلجيكيين بإجراء تعديلات على أنواع محددة من القذائف الصاروخية لاستبدال حشواتها المتفجرة بمادة "C4" شديدة الانفجار ليتم تذخير الطائرات المسيرة بها.
وكانت وحدات الجيش السوري تصدت أمس السبت لطائرات من دون طيار كانت تحاول استهداف مهبط طائرات مروحية في منطقة جب رملة غرب حماة، وأسقطت أربعا منها.
وكانت مصادر مطلعة في ريف إدلب كشفت لوكالة "سبوتنيك" أن "هيئة تحرير الشام" حصلت العام الماضي على مئات الطائرات من دون طيار وصلتها عبر الحدود التركية، حيث تسلمت نهاية شهر ديسمبر كانون الأول الماضي مئة طائرة (درون) صغيرة الحجم، عن طريق أحد التجار الأتراك، تم نقلها من بلدة حارم الحدودية، إلى أحد مقرات الهيئة في بلدة معرة مصرين.
ولفتت المصادر إلى أن بعض الفنيين المستخدمين في تعديل "الدرونات" هم من "المهاجرين" الذين قدموا في وقت سابق إلى المنطقة هربا من العراق ومن مدينة الرقة السورية.
وكان تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا) نقل نهاية شهر أغسطس آب الماضي 200 طائرة درون (مسيرة، دون طيار) من منطقة سرمدا في ريف إدلب إلى مقر يتبع لتنظيم "جبهة النصرة" في حي المهندسين بمدينة إدلب، حيث عمل على تعديل هذه الطائرات خبراء أتراك وشيشان، لإدخال تعديلات فنية والكترونية عليها، ودخلت هذه الطائرات إلى الأراضي السورية عبر الحدود المشتركة مع تركيا عن طريق أحد التجار الأتراك، وتم نقلها بعد التعديل إلى منطقتي جسر الشغور وريف حماة الشمالي.
جدير بالذكر أن عشرات الطائرات من دون طيار تم إطلاقها خلال الأشهر الماضية باتجاه الساحل السوري وباتجاه مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي، حيث قامت الدفاعات الجوية الروسية والسورية بإسقاطها جميعا وإحباط محاولات هجومها باتجاه قاعدة حميميم الروسية وباتجاه المواقع العسكرية السورية.