وامتلكت "بورتمان"، التي تحتفل اليوم بعيد ميلادها الـ 37، الجرأة للتصدي لسياسات وطنها الأم تجاه القضية الفلسطينية، وأطلقت وقتها عددا من التصريحات النارية، التي تداولتها الصحافة العالمية بصورة واسعة، على الرغم من أن ذلك قد يشكل مخاطرة كبيرة لمستقبلها الفني في عاصمة السينما الأمريكية هوليوود، التي تدار بأيدي يهودية.
من عروض الأزياء إلى الأوسكار
ولدت ناتالي بورتمان في إسرائيل، لكنها نشأت في مدينة نيويورك الأمريكية، وبدأت مسيرتها المهنية من خلال عروض الأزياء عندما كان عمرها 11 عاما، واختارتها شركة "Revlon" لمستحضرات التجميل، لكي تصبح وجها دعائي لها.
ولكن سرعان ما تحولت "بورتمان" إلى التمثيل، وكان ظهورها الفني الأول في فيلم "Leon: The Professional"، أمام الممثل الفرنسي، جاك رينو، ثم اكتسبت شهرة أكبر من خلال فيلم "Heat"، من إنتاج 1995، الذي شهد "لقاء السحاب" بين نجمي هوليوود آل باتشينو وروبرت دي نيرو.
وعلى الرغم من عملها في عروض الأزياء والتمثيل، إلا أن ناتالي بورتمان أصرت على استكمال تعليمها، وتمكنت من نيل درجة في علم النفس من جامعة هارفارد.
ونالت ناتالي بورتمان أول جائزة "غولدن غلوب" في مسيرتها الفنية، عن دورها كراقصة تعري في فيلم "Closer"، إذ فازت بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، ولكن يعتبر عام 2010 "نقطة تحول" في حياتها، عندما لعبت بطولة الدراما النفسية "Black Swan"، والذي فازت بسببه بجائزتي "غولدن غلوب" و"أوسكار" أفضل ممثلة دفعة واحدة.
كذلك أبرز محطات ناتالي بورتمان الفنية، مشاركتها في بطولة أفلام "Star Wars" (حرب النجوم)، وأيضا تقديمها لجزئين من سلسلة أفلام البطل الخارق "ثور"، المستوحاة عن قصص "مارفل" الهزلية.
وفي عام 2015، خاضت بورتمان تحدي آخر في مشوارها الفني، بتجسيدها لدور "جاكلين كينيدي" أرملة الرئيس الأمريكي الأسبق، جون كينيدي، في فيلم "Jackie"، والذي اغتيل في عام 1963، لتنال بورتمان عنه ترشيحا للفوز بجائزة "غولدن غلوب" و"أوسكار".
وناتالي بورتمان متزوجة من راقص الباليه، بنيامين ميليبيد، منذ عام 2012، وأثمر زواجهما عن طفلين، هما "أليف" و"أماليا".
نباتية حتى النخاع
ظلت ناتالي بورتمان طوال حياتها متبعة للنظام النباتي، منذ سن الطفولة، وكان وراء قرارها هذا كتاب قرأته بعنوان "Eating Animals" (أكل الحيوانات)، من تأليف الروائي الأمريكي، جوناثان سافران فوير، وفي هذا الصدد تقول: "لقد تغيرت كثيرا بسبب هذا الكتاب… لقد تحولت نظرتي بالكامل"، بحسب موقع "ياهو" الأمريكي.
ووصل تأثر بورتمان بكتاب "فوير"، إلى حد أنها أنتجت فيلما وثائقيا بنفس الاسم في عام 2018، والذي يركز على تأثير الزراعة الصناعية، وقضايا حقوق الحيوان، التلوث واستخدام المضادات الحيوية والهرمونات.
إسرائيلية نصرت القضية الفلسطينية
في أبريل 2018، تصدر اسم ناتالي بورتمان، عناوين الأخبار العالمية، بعدما أعلنت امتناعها عن الحضور إلى حفل توزيع جوائز مؤسسة "جينيسيس برايز"، الذي كان من المقرر عقده في إسرائيل في حزيران/يونيو من العام ذاته، وذلك بسبب الأوضاع التي تشهدها إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وأكدت الممثلة الحاصلة على جائزة أوسكار، أنها اختارت عدم حضور الحفل في إسرائيل، لقبول جائزة تبلغ مليون دولار، لأنها لا تريد أن ينظر إليها كداعم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان من المقرر أن يلقي كلمة في هذا الحدث.
وردا على انتقادات المجتمع الإسرائيلي والذي يطالب بسحب الجنسية عنها، قالت بورتمان في وقت سابق في بيان نشر عبر حسابها على "إنستغرام": "دعوني أتحدث عن نفسي.. لقد اخترت عدم الحضور لأنني لم أكن أريد أن أبدو وكأنني أؤيد بنيامين نتنياهو، الذي كان من المقرر أن يلقي كلمة في الحفل".
وأشارت بورتمان إنها لا تدعم حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات، التي تهدف إلى عزل إسرائيل نتيجة معاملتها للفلسطينيين.
وقالت، "مثلي مثل العديد من الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم، من الممكن أن أكون انتقد القيادة في إسرائيل، دون الرغبة في مقاطعتي للأمة بأكملها".
وتابعت: "لقد تم انشاء إسرائيل قبل 70 عاما كملاذ للاجئين من الهولوكوست، ولكن سوء معاملة من يعانون من فظائع اليوم لا يتوافق ببساطة مع قيمي اليهودية".