واندلعت الكثير من الحرائق في مئات الدونمات ومساحات واسعة من المحاصيل الزراعية في سوريا والعراق، مسببة خسائر كبيرة للمزارعين الذين كانوا ينتظرون موسما جيدا خصوصا بعد موسم الأمطار التي وعدت بمحصول وفير هذا العام.
وتعددت الأسباب التي أشارت إليها جهات حكومية في البلدين (سوريا والعراق) وخبراء مطلعين على هذا الملف بين درجة حرارة الطقس المرتفعة في البلدين أو انطلاق شرارة من عوادم السيارات أو إلقاء أعقاب السجائر من السيارات على الطريق، وصولا إلى اتهام تنظيم "داعش" بإشعال حرائق في العراق، بينما عزت آراء أن اندلاع الحرائق في بعض محاصيل شمال شرقي سوريا سببه تقصد جهات تأتمر من واشنطن (قاصدة فصائل "قسد") لاستكمال الحرب الاقتصادية على سوريا.
وظهر في الفيديو، الذي التقط بطريقة سرية بواسطة كاميرا جهاز محمول، سيارة ترفع علم "قسد" تدخل أرضا زراعية في محيط مدينة تل أبيض، ونزول عنصرين منها، ثم يبدأ ظهور الدخان بعد اشتعال النيران عقب مغادرة العنصرين.
وأفادت جهات حكومية سورية في حماة بتاريخ 17 مايو/أيار بأنه تم إخماد حريق أتى على مساحة قدرها 100 ألف دونم من الأعشاب الرعوية. فيما نشب حريقا ضخما مساء 16 مايو/أيار في منطقة البادية جنوب شرق منطقة أثريا حيث أتت النيران على مساحات واسعة من الغطاء النباتي والأعشاب اليابسة وبعض حقول محصول الشعير وأشار مصدر إلى أن الحريق اندلع جراء ارتفاع درجات الحرارة وأعقاب السجائر على الأرجح امتدت نيرانه الملتهبة إلى آلاف الدونمات في موقع شرق ناحية السعن في بادية حماة. وأتلف نحو 300 دونم من أشجار الزيتون ومحاصيل الحبوب. بينما شبت حرائق أخرى فى مناطق أخرى من محافظة حماة وأتت النيران على مساحة 2150 دونما مزروعة بمحصول الشعير وأشجار الزيتون وغيرها.
ولفت عضو المجلس التنفيذي لمحافظة حلب عيسى الابراهيم إلى أن أسباب تلك الحرائق متعددة وتعود بشكل أساسي لارتفاع درجات الحرارة أو انطلاق شرارة من عوادم السيارات أو إلقاء أعقاب السجائر من السيارات على الطريق.
كما شبت حرائق مختلفة في محاصيل ريف دمشق والحسكة ودير الزور والرقة.
وبهذا الخصوص اعتبر رئيس جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية الدكتور سنان ديب في حديث لوكالة "سبوتنيك" أن أحد أسباب حرائق الشمال الشرقي هي عدم رغبة "قسد" المدعومة أمريكيا في تسويق المحاصيل لدى الدولة السورية التي أعطت سعرا للفلاحين (185 ليرة/كيلو قمح) أعلى من السعر الذي قررته "قسد" (160)، وقال ديب:
"كل الدلائل تشير إلى تورط الأدوات الأمريكية المتمثلة بقسد والتي تحاول منع تسويق المحاصيل للحكومة السورية وأعطت أسعارا لم تستطع أن تصل لمستوى أسعار الحكومة وكانت سابقا تهرب المحصول لتركيا ولمافيات لتبيعه بأي سوق من أجل منع الحكومة السورية من الحصول عليه..والمشكلة الكبرى هي ارتفاع درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي و كبر حجم وانتشار الأراضي المزروعة بالمحاصيل دون فواصل وكلنا يعرف قابلية الأراضي المزروعة بالقمح والشعير للاحتراق وسرعة انتشاره.