وفي اللقاء الذي جمعهما، اليوم الخميس، قال مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، لآبي، إنه لا ينوي مراسلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأن الأخير "غير جدير بالمراسلة".
فشل متوقع
محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، قال إن "فشل زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في التوصل لحل للأزمة المشتعلة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، كان متوقعًا".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "سقف التفاوض بين أمريكا وإيران مرتفع للغاية، فخامنئي لديه 3 شروط، وهم عودة واشنطن للاتفاق النووي ورفع كل العقوبات الاقتصادية المفروضة، وتعويض إيران عن الخسائر التي تكبدتها بسبب تلك العقوبات"، مؤكدا أن "تحقيق تلك الشروط غير ممكن ومستحيل بالنسبة لأمريكا".
وتابع:
أمريكا كذلك وضعت 12 شرطًا للتفاوض إلى جانب العقوبات الشديدة المتواصل، لهذا كل الأجواء كانت تؤكد أن هذه الجولة كانت غير ذات جدوى، ولن تؤتي ثمارها.
سقف الشروط
وأكد أبو النور أن "من بين الأسباب الأخرى التي جعل من الصعب نجاح آبي في التوسط، أن دونالد ترامب لا يريد التفاوض مع الرئيس حسن روحاني، بل مع المرشد الأعلى على خامنئي، لذلك طلب من آبي التوسط لمقابلة روحاني على هامش قمة الـ 20 المقرر عقدها نهاية هذا الشهر في اليابان".
أمريكا تطلب من خامنئي السفر خارج إيران، والجلوس مع ترامب أكثر الرؤساء عداءً لإيران، وهذا مستحيل.
ومضى قائلًا:
من المستحيل قبول التفاوض في ظل هذه الشروط ذات السقف المرتفع من قبل أمريكا وإيران.
إيران غير متحمسة
ومن جانبه، قال محمد غروي، الإعلامي والمحلل السياسي الإيراني، إن "الطرف الياباني زار طهران وهو يعول على هذه الزيارة أكثر من الطرف الإيراني، بسبب المصالح القوية التي تجمع بين اليابان وأمريكا".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك":
إن اليابان قلقة بشدة بسبب التوتر في الشرق الأوسط، وتحديدًا في مياه الخليج الفارسي، حيث أن إمدادات النفط تمر من هناك، وتعتمد طوكيو اعتمادًا كليًا على النفط في صناعاتها المتطورة.
وأكد أن "رئيس الوزراء الياباني لا يحمل تنازلات أمريكية، وكل ما يريده أن يدعو مسئولي إيران لحضور قمة الـ 20 التي ستعقد خلال الشهر الحالي في طوكيو، وتريد اليابان استغلال حضور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لعقد لقاء بين طهران وواشنطن"، مستبعدًا أن "تنجح اليابان في هذا الأمر في ظل الظروف التي تتعرض لها إيران من حرب اقتصادية أمريكية لا تقل خسارة ولا ضغطًا عن الحرب العسكرية".
رسالة خامنئي
وقال المرشد الإيراني:
لا اعتبر ترامب شخصا يستحق أن يتبادل المرء الرسائل معه، ليس لدي جواب له، ولن أرد عليه"، ووصف خامنئي نوايا رئيس الحكومة اليابانية بأنها حسنة.
وأضاف بأن "إيران لا تريد أن تكرر تجربتها المرة في التفاوض مع الولايات المتحدة"، واصفا وعد ترامب بأنه لا يسعى إلى قلب نظام الحكم في إيران بأنه "كذب" قائلا إنه لا يصدق عرض واشنطن اجراء "مفاوضات صادقة" مع طهران.
وقال إنه ليس بوسع الولايات المتحدة قلب نظام الحكم في بلاده، مضيفا "مشكلتنا مع الأمريكيين ليست مسألة تغيير نظام الحكم في بلدنا، لأنهم حتى لو كانوا يبيتون هذه النية لن يكون بمقدورهم أن ينفذوها تماما كما فشل كل الرؤساء الأمريكيين في ذلك في السنوات الـ 40 الماضية".
وأكد خامنئي بأن بلاده "ليست لها أي نية في انتاج أو امتلاك أسلحة نووية"، معبرا عن أمله في أن يعم السلام المنطقة، حسبما قال آبي بعد اللقاء.
ومضى آبي بالقول:
التقيت بالمرشد الإيراني خامنئي وجها لوجه، وسمعت منه إيمانه بالسلام، وهذه خطوة مهمة إلى الأمام نحو تحقيق السلم والاستقرار في هذه المنطقة.
الثورة الإسلامية
يذكر أن آبي هو أول رئيس حكومة ياباني يلتقي بالمرشد الإيراني، رغم العلاقات الطيبة التي تربط البلدين. وهو أول زعيم ياباني يزور إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.
وكانت إيران قررت في مايو/آيار تعليق بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع ست قوى دولية، في عام 2015، وهو الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل مفاجئ في العام الماضي بقرار من ترامب.
وكثفت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، فقد أرسلت قطعا بحرية إضافية منها حاملة طائرات، وقاذفات قنابل، وقررت نشر قوات إضافية في المنطقة.
وشهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية توترا وتصعيدا عسكريا من جانب واشنطن، وذلك بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 مع طهران.
وتصاعدت المخاوف بشأن احتمال وقوع مواجهة عسكرية بعد تعزيز واشنطن قوتها العسكرية في المنطقة.