وتشكل روسيا سوقا واعدة لتسويق المنتجات الزراعية السورية، حيث يعول عليها المزارعون السوريون الكثير من الأمل بعد سنوات من الحرب والحصار الاقتصادي والعقوبات التي أغلقت معظم الأسواق العربية والأوربية في وجه منتجاتهم، ما رجع عليهم بخسائر فادحة وأدى إلى تردي الأوضاع المعيشية لنسبة كبيرة من المزارعين، نتيجة كساد بضائعهم وبيعها بأسعار غير مجدية.
وقبل اندلاع الأزمة السورية عام 2011، كان محصول الكرز السوري، يصدر إلى أوروبا، لكن الشركات الأوروبية رفضت لسنوات شراء الفواكه من سوريا، بعد إدراجها في قائمة العقوبات الأوروبية، ولكن، بعد فرض روسيا حظرا على استيراد المنتجات الزراعية من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول، وجدت المنتجات الزراعية السورية فرصة واعدة في السوق الروسية، وخاصة بعد تطور التعاون الروسي السوري في مجالات عديدة من أهمها المجال الاقتصادي والتجاري.
وتحتل سوريا المرتبة الأولى عربيا والثامنة عالميا في زراعة الكرز، بحسب إحصاءات منظمة الفاو، وتنتج أكثر من 4 بالمئة من الإنتاج العالمي للكرز، حيث يتميز الصنف السوري بأنه يجمع بين مذاقي نوعي الكرز المعروفين عالمياً، الحامض والحلو، وما يعطيه هذه الميزة هو اعتماد معظم زراعة الكرز في سوريا وخاصة في المنطقة الجنوبية على الزراعة البعلية، حيث تلعب التربة والمناخ دورا كبيرة في منح الثمار الطعم الأفضل.
ويفتخر أهالي بلدة حضر بأن الكرز الذي تنتجه أراضيهم هو من الأفضل على مستوى العالم، حيث يتميز بقساوته وهو ما يجعله مرغوباً به ومطلوباً على المستوى المحلي، إضافة لتصديره للأسواق الخارجية، وتمنح الطبيعة والمناخ المعتدل المائل للبرودة والتربة الخصبة والهطولات المطرية الجيدة، عوامل نجاح زراعة الكرز في أراضي البلدة الزراعية.