كرس الأيزيديون العراقيون أيامهم هذه لاقتطاف الأقشاش، والنباتات المتيبسة، من محيط كل مقربة جماعية والبالغ عددها العشرات، أغلبها في قرية كوجو، أبرز قرى قضاء سنجار، لقطع الطريق أمام نيران الحرائق المتعمدة التي التهمت آلاف الدونمات الزراعية، و4 مقابر للمكون الأيزيدي.
ووثقت، خضر، جولتها إلى المقابر الجماعية، في قرى: كوجو، وهمدان، وقني، وحمدان، وقني التي قتل فيها أبيها واثنين من أخوتها، والعشرات من أقاربها على يد "داعش" الإرهابي عند تنفيذه الإبادة بحق المكون في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014.
وأخبرتنا خضر، أن المقابر الأربع التي احترقت حديثاً، مع حقول القمح والشعير في سنجار، اثنين منها في قرية كوجو، واثنين في أطراف قرية همدان.
وأطلقت خضر عبر صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عبر تسجيل مصور ظهرت به ترتدي لون الحداد الأسود، مناشدة المنظمات الدولية والحكومتين الاتحادية، والمحلية، لإنقاذ المقابر الجماعية كونها تدين تنظيم "داعش" ودليل على إبادته للمكون الأيزيدي.
وذكرت الشابة الأيزيدية، في ختام حديثها، أنها استطاعت الوصول إلى 19 مقبرة جماعية تعود للأيزيدين الذين قتلهم "داعش" في التاريخ المذكور من عام 2014، فقد زارت: 10 مقابر في قرية كوجو، و5 في قني، ومقبرتين في همدان، واثنين أيضاً في قرية حردان.
من جهته كشف الصحفي الأيزيدي البارز، سعد حمو، في حديث لمراسلتنا، والذي خصنا بصور لحريق التهم مقبرة جماعية، أن المقابر الأربع التي احترقت تضم نحو 200 رفات من ضحايا الإبادة.
وأفاد حمو، بأن العدد الكلي للمقابر الجماعية الخاصة بالأيزيدين، التي نفذها "داعش"، المكتشفة حتى الآن في سنجار والقرى التابعة له، بلغ 84 مقبرة، جرى العمل على اقتلاع الأعشاب والنباتات القريبة منها كي لا تصل إليها الحرائق التي مازالت تفتعل وتلتهم الحقول الزراعية في القضاء.
وعلى صعيد متصل، صرح الناشط والصحفي الأيزيدي، عيسى سعدو، لمراسلتنا، اليوم، معلنا عن إحصائية بعدد الحرائق التي وقعت في قضاء سنجار، فقد بلغت حتى الآن 16 حادثا، راح ضحيتها 3 مدنيين قتلوا أثناء إخماد النيران، على مدى الأيام القليلة الماضية.
وأضاف سعدو، أن الحرائق أسفرت عن إتلاف آلاف الدونمات، من محصولي القمح والشعير، كما وصلت النار إلى الدور السكنية، وأسفرت عن نزوح عدد من العائلات.
وأشار الناشط الصحفي الأيزيدي، إلى أن الحرائق مازالت مشتعلة في قرية العدنانية التي تبعد عن مركز قضاء سنجار نحو 20 كيلو متر.
ومنذ مطلع الشهر الجاري، التهمت النيران، مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الواقعة في مناطق: بورك، وكوهبل، وحردان، بناحية سنوني، في الجهة الشمالية من جبل سنجار.
وأيضا ً نشبت النيران، من الجهة الجنوبية، في الأراضي الزراعية الواقعة في مناطق وقرى: صولاغ، وهمدان، ومجمع تل قصب، والحاتمية، والصباحية، وشاروك، الكائنة في أطراف مركز القضاء.
يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الأيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن، والشباب، والأطفال بعمليات إعدام ما بين الذبح، والرمي بالرصاص، ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى الصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.