وأضافت أن "الرئيس كان بمثابة الأب لها خلال الأشهر التالية، وقدم لها المشورة والهدايا والمال، وكذلك توصيل المياه النظيفة إلى منزل عائلتها".
كان هذا جزءاً من الشهادة التي أدلت بها ملكة جمال غامبيا السابقة فاتو جالو، 23 عاما، في تقرير لمنظمتي هيومن رايتس ووتش وتريل إنترناشونال، اتهمت خلاله، الرئيس السابق للبلاد يحيى جامع، باغتصابها عام 2015، عندما كان يحكم البلاد.
وجاءت شهادتها التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في التقرير الذي عرض بالتفصيل واقعة اغتصاب جنسي أخرى يُزعم ضلوع جامع فيها.
وقالت "بي بي سي" إنها حاولت الاتصال بجامع، الذي يعيش الآن في المنفى في غينيا الاستوائية، لسؤاله عن تلك الاتهامات.
ونفى متحدث باسم حزب "التحالف الوطني" لإعادة التوجيه والبناء الذي ينتمي إليه جامع، جميع الاتهامات الموجهة ضده.
وقال عثمان رامبو جاتا، المتحدث باسم الحزب، في بيان مكتوب أرسله إلى "بي بي سي"، "نحن كحزب، والشعب الغامبي سئمنا من استمرار الادعاءات التي لا أساس لها ضد رئيسنا السابق".
وقال نائب زعيم الحزب حاليا "ليس لدى الرئيس السابق أي وقت للرد على حملات الكذب وتشويه السمعة. إنه زعيم محترم للغاية يتقي الله ولا يملك شيئا ويحترم نساءنا الغامبيات".
وقالت ملكة جمال غامبيا لـ"بي بي سي"، إنها تريد لقاء جامع، 54 عاما، في المحكمة حتى يواجه العدالة.
وأضافت فاتو جالو "لقد حاولت حقا إخفاء القصة ومحوها والتأكد من أنها ليست جزءا من حياتي".
وتابعت "واقعيا لم أتمكن من ذلك، قررت أن أتحدث الآن لأنه حان الوقت لرواية القصة والتأكد من أن يحي جامع يسمع عما اقترفه".
وأكدت على أنها تريد أيضا الإدلاء بشهادتها أمام لجنة الحقيقة والمصالحة والتعويض في غامبيا، التي أنشأها الرئيس أداما بارو، الذي فاز في الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وتحقق هذه اللجنة في انتهاكات حقوق الإنسان التي يُزعم أنها وقعت خلال حكم جامع الذي استمر حوالي 22 عاما، وتتضمن الانتهاكات تقارير عن عمليات القتل خارج نطاق القانون والتعذيب والاحتجاز التعسفي.
وقالت ملكة الجمال إنها كانت تبلغ من العمر 18 عاما، عندما التقت بالرئيس السابق، بعد فوزها في مسابقة ملكة جمال في العاصمة بانغول، عام 2014.
وقالت إن الرئيس كان بمثابة الأب لها خلال الأشهر التالية، وقدم لها المشورة والهدايا والمال، وكذلك توصيل المياه النظيفة إلى منزل عائلتها.
وحسب رواية فاتو جالو، استمرت العلاقة حتى طلب منها الزواج، أثناء عشاء عمل نظمه مساعد للرئيس، لكنها رفضت عرضه ورفضت إغراءات أخرى من مساعده للموافقة على العرض.
وقالت إن مساعد الرئيس أصر بعد ذلك على حضورها حفلا دينيا في مقر الحكم ستيت هاوس، في يونيو/ حزيران 2015، بصفتها ملكة جمال. لكن عندما وصلت إلى الحفل، تم نقلها إلى الجناح الخاص بالرئيس.
وقالت "كان واضحا ماذا سيحدث بعد ذلك"، ووصفت حالة الرئيس بأنه كان غاضبا لرفضها إياه.
وتقول ملكة الجمال إن جامع صفعها وحقنها في ذراعها بإبرة. وأضافت بعد ذلك "دفعني على ركبتي، وشد ثوبي ومارس اللواط معي".
وتقول الفتاة إنها بعد ذلك حبست نفسها في منزلها لمدة ثلاثة أيام، ثم قررت الفرار إلى السنغال المجاورة.
وتضيف أنه بمجرد وصولها إلى العاصمة السنغالية داكار، طلبت مساعدة من مختلف منظمات حقوق الإنسان وبعد أسابيع، حصلت على الحماية وتم نقلها إلى كندا، حيث تعيش هناك منذ ذلك الحين.
تقول منظمتا هيومن رايتس ووتش وتريل انترناشونال إن جامع كان لديه نظام يسيء معاملة النساء، حيث تم منح بعضهن مرتبات كما عملن في مقر الحكم تحت مسمى "فتيات البروتوكول"، للقيام بأعمال كتابية لكن كنا دائما على أهبة الاستعداد كي يمارس الرئيس الجنس معهن.
وقالت امرأة أخرى، تم تعيينها كموظفة بروتوكولات في سن 23 عاما، لهيومن رايتس ووتش إنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع الرئيس جامع في عام 2015.
وكشفت المرأة، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، أن الرئيس اتصل بها يوما وطلبها إلى غرفته، وقالت "بدأ يخلع ملابسي وقال إنه كان يحبني، وأنه سوف يفعل أي شيء لي ولعائلتي، وأنني يجب أن لا أخبر أحدا وإلا سوف أواجه العواقب".
وأضافت "شعرت أنه ليس لدي خيار. في ذلك اليوم نام معي دون أي وسيلة حماية".
وقالت امرأة أخرى عملت ضابطة في البروتوكول الرئاسي "كن يعرفن أنه إذا تم استدعاء إحداهن، فإنه لممارسة الجنس."
وقالت لهيومن رايتس ووتش، شريطة عدم الكشف عن هويتها: "البعض أراد ذلك. لقد شعرن بالفخر أو أردن المال".
وصرح الأمين التنفيذي للجنة المصالحة بابا جالو، لبي بي سي بأن اللجنة، التي بدأت عملها منذ ثمانية أشهر، ستركز في سبتمبر/ أيلول المقبل على العنف الجنسي.
وقال "نحن على علم بادعاءات تتعلق بالرئيس السابق لكننا لم نستمع إلى الضحايا على الإطلاق. التحقيقات بدأت بالفعل لكن في هذه المرحلة لا يمكننا تحديد من هو الضالع وعدد الضحايا".
قال الرئيس بارو إنه سينتظر تقرير لجنة المصالحة قبل النظر فيما إذا كان سيواصل العمل على تقديم طلب إلى غينيا الاستوائية لتسليم جامع.
وتم إجبار جامع على ترك الحكم في يناير/ كانون الثاني 2017، بعد صراع مع الرئيس المنتخب ورفض ترك الرئاسة رغم الهزيمة في الانتخابات، وأرسلت قوى إقليمية قوات عسكرية إلى غامبيا لإجباره على التخلي عن السلطة.