وإزاء تغير ظروف تجارة الأسلحة تغيِّر روسيا استراتيجية تصدير منتجاتها العسكرية إلى الدول الأخرى. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا بصدد وضع استراتيجية جديدة للتعاون العسكري التقني (التسليحي) مع الدول الأخرى.
العمل المشترك ونقل التكنولوجيا
وتعتبر روسيا من كبار مصدّري الأسلحة، وتحتل حاليًا المركز الثاني في صادرات الأسلحة. ويقارب إجمالي صادرات روسيا من الأسلحة 16 مليار دولار للعام الرابع على التوالي. ويقدّر إجمالي الطلبات على الأسلحة الروسية الآن بـ54 مليار دولار تقريبا.
ولكي تبقى روسيا وغيرها من الدول المصدرة للأسلحة ضمن قائمة كبار الباعة في سوق العالم للأسلحة يجب أن تواكب تغير ظروف التجارة العالمية للأسلحة. ومن المستجدات في مجال تجارة الأسلحة تنامي اهتمام مستوردي ومشتري المنتجات العسكرية بالتعاون مع المنتجين في حقل الأبحاث التطبيقية وأعمال التصميم الهندسي واختبار المنتجات.
وأكد الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا تأخذ المستجدات في الاعتبار، مشيرا إلى أن حجم الأعمال المشتركة في تحديث الأسلحة المتوفرة واختراع ما هو جديد نما خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بنسبة 35 في المائة.
وفي ما يخص مطلب نقل التكنولوجيا ينوّه الخبير العسكري المستقيل أنتون لافروف إلى أن هذا المطلب أصبح عالميًا حتى أنه بات من المستحيل بيع كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة دون نقل التكنولوجيا.
ومن جانبه يشير الخبير الاستراتيجي روسلان بوخوف إلى وجود عدد كامل من التكنولوجيات التي لا تبدو روسيا مستعدة لتسليمها إلا إلى دول معينة.
اشتداد المنافسة
وفي الوقت نفسه تشتد المنافسة بين باعة الأسلحة. ووفق تقرير أمريكي فإن المقاتلات الأمريكية "إف-16" و"إف-35" ستزيح، مع حلول عام 2029، مقاتلات "سوخوي" الروسية إلى المركز الثالث ضمن قائمة الطائرات الحربية الأكثر رواجا في سوق العالم. ويقول الخبير بوخوف تعقيبا على هذا التقرير إن هذا ممكن إذا كانت مقاتلة "إف-35" على خير ما يرام كما يقول صناعها.
كما تشتد المنافسة مع دخول الباعة الجدد إلى السوق. فمثلا، تحولت تركيا وكوريا الجنوبية من كونهما مشترين في سوق الأسلحة قبل 15 عاما إلى بائعين قويين حاليًا. ويقول الخبير بوخوف إن كوريا الجنوبية أصبحت من صناع السفن الحربية الكبار بينما تتوسع تركيا في صناعة الطائرات دون طيار (درون).
تجاوز العقوبات التعويقية
وهناك مستجدات تخص روسيا قبل غيرها. ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية لجأت إلى استخدام سلاح العقوبات الاقتصادية والحظر التجاري ضد روسيا في أسواق العالم. ويشكل الحظر الأمريكي عقبة لا يستهان بها في نظر الخبراء أمام تعامل روسيا مع مشتري منتجاتها العسكرية لاسيما وإن الحظر الأمريكي يستهدف منع إمكانية تحويل الأموال اللازمة لسداد فاتورة الواردات.
وتضطر روسيا إلى اتخاذ إجراءات مناسبة لتجاوز العقوبات الأمريكية. وذكرت وسائل إعلام روسية أن رئيس شركة تصدير الأسلحة الروسية (روس أوبورون اكسبورت) قال للصحفيين في 26 يونيو/حزيران 2019 إن روسيا تخلت عن استخدام الدولار في تنفيذ عقود توريد الأسلحة.
وكان ألكسندر ميخييف، مدير عام (روس أوبورون اكسبورت)، قد قال في تصريحات صحفية سابقة إن روسيا تعتزم استخدام العملات المحلية للدول التي تشتري الأسلحة الروسية في التبادل التجاري معها، بدلا من الدولار.