بتاريخ 26 حزيران/ يونيو أقام فرع حلب لنقابة الفنانين بالتعاون مع مديرية الثقافة حفلاً فنياً حضرته نخبة من متذوقي الطرب الأصيل حيث قدمت الفرقة الموسيقية بقيادة الفنان عبد الحليم حريري أغانِ متنوعة من مقامات موسيقية عديدة هدفت لتسليط الضوء على جمال الموسيقى المجرّدة دون وجود مطرب.
بدأ الحفل بالنشيد العربي السوري ثم المقدمة الموسيقية لأغنية "أنده عليك " للراحلة وردة الجزائرية من مقام النهاوند وألحان الموسيقار العربي الراحل محمد عبد الوهاب , بعد ذلك قدمت الفرقة وصلة حلبية من ذات المقام بأغانٍ محببة مثل سيبوني يا ناس والعزوبية؛ وحين أكتمل هذا المشهد الحلبي كان لابد من الغوص أكثر في بحور المقامات الموسيقية وفروعها العديدة لذا قدّمت الفرقة أغنية (رقصة الزيبقلي) من مقام " النكريز " الموسيقي في ذات الحين قدّم الفنان "غسّان عموري" تقسيمة منفردة في هذا المقام مراعياً الوزن الإيقاعي من جهة.. واللازمة الموسيقية الجماعية لآلات الكمان الست المنخفضة من جهة أخرى.. وبعد انتهاء الفنان "عموري" قدم الفنان "زهير اسكيف" تقسيمة منفردة على آلة الكمان لاقت تصفيق وإعجاب الحضور.
وعلى صدى الموسيقى الموزونة قدمت الفرقة (سماعي حجاز كار كرد) ليتبعه مقدمة لأغنية من ذات المقام بقيت خالدة في ذاكرة الموسيقى العربية وهي "النهر الخالد ", ومع تقاسيم من مقام العجم بدأت الفرقة الموسيقية أداء مقدمة أغنية "فاتت جنبنا" للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ التي غناها لأول مرة في العام 1974
بعد ذلك وبمبادرة تكريمية على خشبة المسرح قدمت نقابة الفنانين دروع تكريمية لقامتين من رموز الموسيقى في مدينة حلب هما (فارس موصللي) و (أذينة حافظ) اللذان يعتبران من المؤسسين الأوائل لنقابة الفنانين؛ بعد ذلك التكريم وتأكيدا على روح الشرق في الموسيقى قدم "حريري" للحاضرين بعضاً من مؤلفاته وألحانه وذلك من مقام الهزام الشرقي الذي يرتكز بشكل أساسي على ربع البعد الموسيقي مع أول علامة له, وفي ختام الحفل اختارت الفرقة تقديم أغنية من ألحان رياض السنباطي غنتها أم كلثوم بعنوان " القلب يعشق كل جميل " وذلك من مقام البيات وإيقاعات متعددة منها (الوحدة والمقسوم)
ومع هامش الفعالية أشاررئيس فرع نقابة الفنانين بحلب المايسترو عبد الحليم حريري إلى أنه وعلى الرغم من كون الموسيقيين في حلب تعرضوا لظروف صعبة وعملوا بمهنٍ غير موسيقية خلال السنوات السبع الفائتة, إلا أن معظمهم أصرّ على البقاء في حلب على الرغم من كل العروض التي كانت ولازالت تقدّم لهم من دول الخليج العربي
وأضاف قائلاً:
" في حلب تكمن جذور الحضارة وفيها نجد روح المحبة الحقيقية وليالي السهر العفوية التي قلّ نظيرها في العالم.. فالموسيقيون في تلك المدينة هم الرسل الحقيقيون الذين يرسمون ملامح البهجة والسرور ويسعون لتكريس ثقافة الحب والحياة ضد ثقافة الموت والتطرف والإرهاب "
حضر الفعالية السيد سالم شلحاوي عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي و السيدة ذكرى حجار عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة و الإعلامي عبد الخالق قلعه جي مدير إذاعة حلب, وحشد من المثقفين والموسيقيين والحضور.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)