وتأتي الاعتقالات بعد اقتحام أكثر من 200 متظاهر ساحة السفارة البحرينية في بغداد، ونزع علم المملكة، مساء أمس الخميس، احتجاجا على استضافة المنامة الورشة الاقتصادية، ورشة البحرين، التي تمثل الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية المرتقبة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، المعروفة باسم "صفقة القرن"، وذلك بحسب "سكاي نيوز".
وذكرت الحكومة أن الأجهزة الأمنية اتخذت "كافة الإجراءات الحازمة والفورية لإخراجهم من السفارة، وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة، واعتقال المتسببين، تمهيدا لتقديمهم إلى القضاء".
وأشار البيان إلى أن "الحكومة العراقية جادة في منع خرق النظام والقانون، ولن تتسامح مطلقا مع مثل هذه الأعمال"، مؤكدا رفض الحكومة "المطلق" لأي عمل يهدد البعثات الدبلوماسية وأمنها وسلامتها وسلامة العاملين فيها.
وكانت مملكة البحرين استدعت سفيرها في بغداد للتشاور بعد الاعتداء على سفارتها، من قبل محتجين على ورشة المنامة، داعية الحكومة العراقية إلى حماية موظفيها.
وقالت الخارجية البحرينية، مساء أمس الخميس، إنها استدعت سفيرها في بغداد للتشاور إثر اقتحام مبنى السفارة.
وبحسب وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا)، أفادت في بيان بأن مملكة البحرين تستنكر "الاعتداء" المرفوض الذي استهدف مبنى السفارة في العراق من قبل متظاهرين وأدى إلى أعمال تخريبية.
وأضافت أنها قررت استدعاء السفير صلاح علي المالكي للتشاور.
واختتمت بيانها بالقول إنها تحمل الحكومة العراقية المسؤولية التامة لحماية سفارة وقنصلية مملكة البحرين في جمهورية العراق وجميع العاملين فيهما، وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961.
وأشارت قناة العربية إلى أن متظاهرين اقتحموا السفارة البحرينية في العاصمة العراقية.
كما أوضحت القناة أن عدد من المتظاهرين كانوا مسلحين عند اقتحامهم للسفارة، فيما تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين من محيط السفارة البحرينية.
كما قالت القناة إن السفير البحريني أجرى اتصالات مع المسؤولين العراقيين، من أجل تأمين مقر السفارة.
ونشر موقع "إرم نيوز" مقطع فيديو لاقتحام السفارة البحرينية في بغداد، والذي أظهر حشودا من المتظاهرين يحملون أعلام فلسطين، وهم يتسلقون أسوار السفارة.
ويظهر الفيديو أن عدد من المتظاهرين قاموا بإنزال العلم البحريني من فوق مبنى السفارة.
وأفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق بأن الشرطة العراقية اعتقلت 25 متظاهرا من الذين قاموا باقتحام السفارة البحرينية في منطقة المنصور الذين اقتحموا المقر وأنزلوا العلم البحريني، ورفعوا بدلا منه علم فلسطين.
وكانت الخارجية العراقية قد أعلنت عدم مشاركتها في ورشة "السلام من أجل الازدهار" التي تقام في البحرين أواخر الشهر الجاري بدعوة أمريكية، مؤكدا تمسكه بموقفه الثابت إزاء القضية الفلسطينية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، "العراق لن يشارك في مؤتمر البحرين، وذلك يعود لموقفه الثابت من القضية الفلسطينية، وهو حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
وأضاف الصحاف: "هذه القضية مركزية في وعينا الشعبي والسياسي وخطابنا كوزارة خارجية عراقية".
وأعلنت كل من واشنطن والمنامة في بيان مشترك الشهر الماضي عقد ورشة اقتصادية في المنامة يومي 25 و26 حزيران/يونيو للتشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، ما اعتبره مراقبون بمثابة خطوة أولى لتنفيذ خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن".