بدأت إسرائيل عدوانها على لبنان في عام 2006 بقصد تدمير "حزب الله" ونزع سلاحه، وهو الهدف الذي فشلت إسرائيل في تحقيقه خلال حربها السابقة على لبنان.
كما هدفت الحرب الإسرائيلية الجديدة على لبنان إلى استعادة قدرة الردع الإسرائيلية بعدما تزعزعت منذ عام 2000.
عمليات خاصة
كان لقوات العمليات الخاصة إسهام في ثلاث عمليات للحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006، عملية 1 —2 أغسطس/ آب؛ وعملية 4 — 5 أغسطس؛ وعملية 18 — 19 أغسطس.
هدفت العملية الأولى التي نفذها الجيش الإسرائيلي في بعلبك بمشاركة قوات خاصة تابعة لرئاسة أركان الجيش الإسرائيلي وقوات خاصة تابعة للقوات الجوية، إلى الاستيلاء على مواقع هامة واحتلال مرتفعات تتيح للمعتدين السيطرة على المنطقة.
واستعانت القيادة الإسرائيلية لتحقيق أهداف هذه العملية بالجنود المظليين الذين يصلون إلى الأماكن المزمع احتلالها على متن طائرات هليكوبتر. ووصفت المصادر الإسرائيلية مشاركة عناصر القوات الخاصة في هذه العملية بأنها فعالة على الرغم من إسقاط إحدى الطائرات التي استقلوها.
وأنيطت المسؤولية لتنفيذ العملية الثانية في صور بقوات خاصة تابعة للقوات البحرية الإسرائيلية. وأخذ مخططوها في الاعتبار فشل عملية مماثلة عام 1997 عندما وقع منفذوها في كمين ولقي 11 عنصرا منهم حتفه.
أما العملية الثالثة فأنيطت المسؤولية لتنفيذها في منطقة بعلبك بقوات خاصة تابعة لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي؛ وهدفت العملية إلى تدمير صواريخ المقاومة اللبنانية وقواذفها. وحققت القوات الإسرائيلية التي أنيطت بها المسؤولية لتنفيذ هذه العملية، نتائج ولكنها لم تتمكن من تحقيق النجاح المنشود بدليل أن عدد عمليات القصف الصاروخي ظل كبيرا.
النتائج
نظرا لنتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006 يمكن القول إن إسرائيل خسرت حربها، فلم يحرر جيشها الأسرى، ولم يستعد هيبته وقدرته الرادعة ولم ينزع سلاح "حزب الله".
أما بالنسبة لنتائج استخدام قوات العمليات الخاصة خلال الحرب على لبنان فإنها دفعت ببعض القادة العسكريين الإسرائيليين إلى اقتراح ما يجب، برأيهم، أن يعزز قوات العمليات الخاصة ويمكّنها من تحقيق نتائج إيجابية خلال الحروب المحتملة.
فوفقا للخبير العسكري أناتولي تسيغانوك، يدعو أحد الاقتراحات أو الخيارات إلى إنشاء قوات موحدة للعمليات الخاصة تضم القوات الخاصة التابعة لرئاسة أركان الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية والقوات البحرية وربما وحدات أخرى.
وحسب معلومات الخبير فإن القيادة العسكرية الإسرائيلية ليست مستعدة لاعتماد هذا الخيار لأن القوات الجوية والقوات البحرية لا تريد التخلي عن قوات العمليات الخاصة حتى بشرط أن تظل هذه القوات تعمل لمصلحة القوات الجوية والقوات البحرية، فبدأت حرب خلال الاجتماعات التشاورية بين أفرع القوات المسلحة.