حيث أن الأخير يتفاعل ويتابع منتخب بلاده بعاطفة عالية، وهما ممنوعان من اللعب لفرنسا لسجلهما التأديبي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا: كيف سيكون حال المنتخب الجزائري لو لعب له سمير نصري وكريم بنزيما ومن قبلهما زين الدين زيدان؟
،وبالعودة لتاريخه في "كان"، نجد أن المنتخب الجزائري، حقق لقب كأس الأمم الإفريقية في مناسبة واحدة عام 1990 على أرضه في مواجهة "النّسور الخضر" مع المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي وبلغ المباراة النهائية عام 1980 في نيجيريا، وحل ثالثاً في نسختي 1984 في ساحل العاج بعد تفوقه على شقيقة المصري، و1988 بفارق ركلات الترجيح على حساب جاره المغربي صاحب الضيافة.
وبعد فشله في التأهل لمونديال روسيا 2018، يقدم اليوم المنتخب الجزائري بقيادة مدربه الوطني المميز جمال بلماضي أداءً مبهرأ يجعل منه المرشح رقم واحد لنيل البطولة، وذلك بسبب شراسة لاعبيه حتى في حال تقدمهم ولو بثلاثة أهداف على الخصم، فهم لا يرتاحون ولا يدعون الخصم يرتاح وهذا يدلل على احترافية عالية وانضباط يكاد يفتقده بعض المنافسين في البطولة، وهو واضح لدى المنتخب المصري الذي كان يعتمد مدربه على الحلول الفردية متمثلة بمحمد صلاح وتريزيغيه، ولكن في المقابل شقيقه الجزائري يعتمد على التكامل في اللعب والاعتماد على المجموعة مع وهب الحرية لثلاثي الرعب في الهجوم.
العلامة الكاملة…الشّراسة الكامنة
مع تنوع أسلحته الهجومية وعلى رأسها جناح مانشستر سيتي والمتوج بلقب هداف وأفضل لاعب في البريميرليغ رياض محرز، الذي ظهر كقائدٍ كفؤٍ لمحاربي الصحراء، ورأس الحربة بغداد بونجاح ويوسف بلايلي، شكّل جمال بلماضي ثلاثيا للرعب يخيف الخصوم مع بدلاء لا يقلّون أهمية كإسلام سليماني وآدم أوناس الذي سجل لليوم ثلاثة أهداف في مسابقة الكان. أما إسماعيل بن ناصر الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في دور المجموعات بعد تقديمه مستويات مبهرة في بطولة كأس الأمم، كما فاز بلقب أفضل لاعبي في مباراتي الجزائر ضد السنغال وكينيا.
شباك نظيف clean sheet
من المعروف أن جمال بلماضي لعب بطريقة لعب 4-3-3، بالاعتماد على رايس مبولحي في حراسة المرمى، وفي الخط الخلفي الرباعي يوسف عطال وبن سبعيني وعيسى ماندي وجمال بلعامري.
وفي وسط الملعب عدلان قديورة وإسماعيل بن ناصر وسفيان فيجولي، وفي الأمام الثلاثي المرعب بغداد بونجاح ورياض محرز ويوسف البلايلي.
ولليوم لم يتمكن أي منتخب من المنتخبات الأربعة التي واجهها وهزمها المنتخب الجزائري من هز شباكه، وذلك يعود للانضباط العالي للاعبي الوسط وتغطيتهم خلف الظهير وثبات مستوى قلبي الدفاع وعدم المخاطرة بالتقدم للأمام وبالتالي ترك مساحات. إضافة لتميز حارس المرمى الأخطبوط رايس مبولحي.
جمال بلماضي وفعالية المدرب الوطني
أظهر المدرب جمال بلماضي احترافية كبيرة في تعامله مع اللاعبين في مباراة تنزانيا، بعدما دفع بلماضي بالعديد من البدلاء، الذين لم يشاركوا في أول مباراتين، عدا إسماعيل بن ناصر والحارس رايس مبولحي، اللذين لعبا ضد كينيا والسنغال.المباراة التي تألق بها آدم أوناس لاعب نابولي الايطالي حيث سجل هدفين وصنع هدف، وبتصرفه هذا يدفع لاعبيه لتقديم أفضل ماعندهم، فاعتماده على سياسة المداورة في مباراة تنزانيا، منح الفرصة للأساسيين لالتقاط الأنفاس، كما أن ذلك يدفعهم للقتال بشكل أكبر على مراكزهم وخاصة بعد تألق البدلاء.
(المقال يعبر عن رأي صاحبه فقط)