هل توسع تركيا عملياتها ضد الأكراد إلى شرق الفرات؟

أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل جنديين وجرح آخر بعملية شنها مقاتلو حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في جنوب شرقي تركيا.
Sputnik

قد تدفع هذه العملية تركيا إلى زيادة وتيرة الأعمال العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية، وقد تتجاوز المناطق التي تجري فيها العمليات العسكرية الحالية…

عمليات مستمرة ضد حزب العمال

حول العمليات العسكرية التي تشنها تركيا على حزب العمال واستمرارها، تحدثت الباحثة في الشؤون التركية والكردية هدى رزق

سيكون هناك دائما عمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، في الأماكن التي يتواجد فيها حزب العمال، ولن تتوقف هذه العمليات أبدا، لان مقتل كل جندي تركي يعني المزيد من العمليات العسكرية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي التركي باكير اتاجان أن عمليات عسكرية جديدة لتركيا صعبة في الوقت الحالي، بسبب الأزمات التي تعصف بتركيا حاليا، ويقول: ما زالت الأخبار غير واضحة حول العمليات العسكرية الجديدة، لأن اتخاذ هكذا قرارات تحتاج إلى وقت أطول، في ظل التطورات الأخيرة من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وما يحدث داخل سوريا، والتهديدات التي تأتي بين الحين والآخر في البحر الأبيض المتوسط، وتركيا الآن ليست مستعدة لخوض معركة جديدة في أي مكان في ظل هذه التطورات.

عمليات شرق الفرات

وكان أردوغان قد أعلن في العام الماضي عن نيته بالقيام بعملية عسكرية شمال سوريا في منطقة شرق الفرات، للقضاء على الإرهابيين كما أسماهم الرئيس التركي، وحول ذلك تقول الخبيرة اللبنانية: ما يحدث في منطقة قسد بالنسبة لتركيا، هي أن الولايات المتحدة تقول بأنها تفصل القوات هناك بين الأتراك والأكراد، وألمانيا رفضت جلب جنودها إلى تلك المنطقة في حال خفضت الولايات المتحدة وجودها هناك، كونها قدمت لمحاربة داعش وليس من أجل فصل القوات.

وتتابع رزق: أعتقد أن أي انسحاب أمريكي من شمال سوريا، سيؤدي إلى عمليات عسكرية تركية جديدة، حيث أن تركيا تعتبر أن قسد هي مجموعة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني.

فيما يرى اتاجان بوجوب قيام تركيا بهذه العملية، ويبيين: لا بد أن يكون أردوغان بهذه العملية، كون التهديدات لم تتوقف، والحل الوحيد لهذه الأزمة هو التدخل العسكري في شرق الفرات، وهي تحتاج إلى وقت طويل وليست بالأمر السهلة، بسبب وجود معارضة داخلية وخارجية، علما أن المعارضة الداخلية أقوى من الخارجية.

ويكمل المحلل التركي: أقصد بالمعارضة الخارجية الولايات المتحدة، اما الداخلية فهي الأحزاب المتواجدة في البرلمان وغيرها، وخاصة في ظل الانتخابات الأخيرة والنتائج التي وصلت إليها، وخسارة حزب العدالة في بعض المحافظات، وهذا دليل على أن المعارضة الداخلية أقوى من الخارجية.

مصلحة الولايات المتحدة

إلغاء العملية العسكرية في شرق الفرات كان بضغط أمريكي كما قال العديد من المتابعين، حيث أنها جاءت بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأمريكي والتركي، وعن مصلحة الولايات المتحدة في عدم دخول تركيا إلى منطقة الأكراد في سوريا تقول الدكتورة هدى رزق: الأمريكيين يرفضون العملية التركية كموقف مبدأي من الأكراد، مع أنهم لم يكونوا أبدا مبدأيين، ووجودها هناك هو للضغط على الحكومة السورية في أي محادثات مقبلة، للأعتراف بحقوق للمعارضة والأكراد، وبأن تكون هناك ورقة ضغط على روسيا، وعلى علاقة الحكومة السورية في علاقتها مع إيران.

ويعتقد الخبير التركي أن المصالح الأمريكية في ذلك تتمثل بالتحكم في الموارد النفطية هناك، ويتابع: الولايات المتحدة لا تريد العملية، ليست بحجة حماية حقوق الإنسان أو حجة للأكراد، وإنما لحماية مصالحها، والتي تقتضي بأن لا تتدخل تركيا كون هذه المناطق تحوي النفط، ولا تريد أن يكون هذا النفط تحت سيطرة روسيا، وهي ترغب بأن تتحكم بالأسعار وأن تكون هي المسيطرة على كل هذه الموارد. 

مناقشة