قليلة هي العائلات الايزيدية التي هربت من الإبادة حينها، من العودة إلى بيوت غير بيوتها التي مازالت مفخخة، وآثار الدماء، وبقايا النيران الموحشة مطبعة فيها، إلى هذه اللحظة، من بين مئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون الألم والجوع في مخيمات النزوح.
بدت الطريق إلى قضاء سنجار، شاحبة تحدها أعمدة الكهرباء المقتطفة، والأبنية المدمرة كأنها كعك تصارعت عليها الحشرات، والمحلات المحترقة المنهوبة، على يد "داعش" الإرهابي.
كان هناك عدد قليل من المحلات التجارية التي افتتحت في مركز قضاء سنجار، وناحية سنوني، وكذلك مستشفى القضاء، ويكاد عدد الأفراد العائدين من النزوح والإبادة يعد على الأصابع في الشوارع الساكنة حزنا.
كشف قائم مقام قضاء سنجار وكالة، فهد حامد، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم، عودة قلة من العائلات الايزيدية النازحة، إلى مركز القضاء، وبعض المناطق والنواحي، بعد خمسة أعوام من تعرض المكون للإبادة على يد "داعش" الإرهابي.
وأفاد حامد، عادت بحدود 3 آلاف و200 عائلة ايزيدية، نازحة، إلى مركز قضاء سنجار (غربي الموصل، مركز نينوى).
وأضاف: "أما القرى المجاورة للقضاء في جنوب جبل سنجار، فقد عادت بحدود 1300 عائلة، وتوجد في المخيم بقمة الجبل، 2300 عائلة نازحة حتى الآن."
وأكمل حامد: "في ناحية الشمال، أي في شمال جبل سنجار تحديدا، ناحية سنوني والقرى والمجمعات التابعة لها، عادت إليها 14 ألف عائلة نازحة.
ونوه إلى أن أكثر هؤلاء النازحين العائدين، رجعوا إلى بيوت ليست بيوتهم، وإنما لأشخاص آخرين من نفس المكون، لأن قراهم الواقعة في جنوب قضاء سنجار، مثل مناطق: ناحية القحطانية، والجزيرة، ومجمع العدنانية، وتل قصب، وأكثر من 20 قرية، مدمرة ولازالت المنازل، والطرق فيها مفخخة، وغير مطره من العبوات والمخلفات الحربية التي خلفها "داعش" الإرهابي.
وأخبرنا حامد، بشأن الايزيديين النازحين من سنجار، والقرى والمناطق التابعة له، والمتواجدة في مخيمات النازحين بإقليم كردستان، منذ أغسطس/ آب عام 2014، وحتى اللحظة، يبلغ عددهم أكثر من 200 ألف نسمة، إضافة إلى نحو 100 ألف نسمة هاجروا البلاد، نحو أوروبا ودول أخرى.
وأكد قائم مقام قضاء سنجار، بالوكالة، في ختام حديثه، أنه لا يوجد أعمار في القضاء حتى الآن، والخدمات قليلة جداً، قائلا: يعتبروننا أناس من الدرجتين الثالثة، والرابعة، وليس من الأولى، والثانية".
وكشف مسؤول إعلام مكتب إنقاذ المختطفات والمختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان، الاثنين 20 مايو/ أيار الماضي، في تصريح خاص لمراسلتنا، أن عدد الناجين، والناجيات حتى التاريخ المذكور، قد بلغ 3451 ناجية وناجيا، من قبضة "داعش"، أما الباقين فعددهم 2966 شخصا، منوها إلى أن عدد المختطفين والمخطوفات الكلي منذ يوم الإبادة هو: 6417 شخصا بينهم أغلبية من النساء والأطفال.
يذكر أنه في الثالث من أغسطس/ آب عام 2014، اجتاح تنظيم "داعش" الإرهابي، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن، والشباب، والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح، والرمي بالرصاص، ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.