وبخلاف الصفات الأخلاقية لـ"ميكي ماوس" الذي أتم عامه الـ90 العام الماضي، فإن من مميزات شخصيته، هي ارتداؤه قفازات بيضاء في يديه، وهي الملاحظة التي قد لم يلتفت إليها أحد من عشاقه بسبب الكاريزما التي يتمتع، إلا أن وراء ذلك سر خطير.
فسر بعض محبو الفأر المرح وضعه قفازات، ما بين أنه "لا يرغب في ترك بصماته في أي مكان يتواجد فيه"، وبين أنه "لديه وسواسا من النظافة"، ولكن هناك تفسيران قام بتوضيحهما موقع "فوكس" الأمريكي.
التفسير الأول
بسّط مؤرخ الرسوم المتحركة والأستاذ بجامعة نيويورك، جون كينميكر، الإجابة في أن "الأمر كان أسهل بالنسبة لرسامي الكرتون"، موضحا أنه "في الماضي، استخدمت بعض التقنيات لتسهيل عملية الرسوم المتحركة، والتي شملت استخدام حواف دائرية بدلا من الزوايا، لأنها كانت أفضل في إعادة رسمها مرارا وتكرارا، كما ساهمت في تبسيط ملامح الشخصيات الكرتونية في جعل تلك العملية أسهل وأسرع، إلا أنه صعب الأمر على المشاهدين تمييز أياديهم السوداء وكذلك أجسادهم السوداء، عندها أدخلت تلك القفازات البيضاء".
ووفقا لموقع "فوكس"، فإنه "في زمن الأسود والأبيض، كان من الصعب رؤية اليدين السوداء، حين يكون الجسد من ذات اللون، فبالتالي كانت هناك ضرورة للتمييز بين الجزأين".
ويقول الراحل، والت ديزني، في سيرته الشخصية متحدثا عن "ميكي ماوس":
"لم نرغب في أن نعطيه يدي فأر... لأنه من المفترض أن يكون أقرب للبشر ويتصرف مثلهم، ولهذا ألبسناه القفازين، وقررنا أن تكون بأربعة أصابع فقط، لأنه لن يكون متناسقا منح قفازات بخمسة لكائن صغير مثله".
وكان أول ظهور لـ"ميكي ماوس" وهو يرتدي قفازات بيضاء، في فيلم The Opry House، من إنتاج عام عام 1929.
التفسير الثاني
كشف موقع "فوكس" أن الرسوم المتحركة بنيت في وقت مبكر على تقاليد مسارح "الفودفيل"، وعلى وجه الخصوص شخصية "المنشد"، الذي كان كان يطل على المسرح وهو بلون أسود، ويرتدي قفازات، وهذا يعني في الأساس أنه ، من الناحية التاريخية ، تم تطوير "ميكي ماوس" كجزء من تقليد محاكاة ساخرة عنصرية، وهو ما قد يجعلك تغير نظرتك للأبد للفأر "معشوق الأطفال".
وتصف شركة والت ديزني ميكي ماوس بأنه سفيرها العالمي. وظهرت شخصية الفأر اللطيف الشهيرة فيما بعد في فيلم (فانتازيا) الكرتوني من إنتاج ديزني عام 1942 ثم قدمتها ديزني في مسلسل (ذا ميكي ماوس كلوب) التلفزيوني الذي حاز على إعجاب الصغار خلال خمسينيات القرن العشرين.
وانتشرت صور ميكي ماوس على القمصان وعلب الغداء والساعات حول العالم كما يحرص الأطفال الذين يزورون ملاهي ديزني حتى اليوم على التشبه به بوضع أذنين سوداوين.