قالت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، إن "الخلاف المتعلق بالتنقيب عن الغاز في قبرص التركية، يمكن أن يتطور إلى مواجهة ستؤثر على كل نظام التنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط"، معتقدة أن "روسيا لن تقوم بأية خطوة بصورة منفصلة عن إسرائيل وعن القوى اليهودية في أمريكا".
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا تلقت وجبة أخرى من العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي طلب من تركيا التوقف عن التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية لقبرص، مبينة أن هذه العقوبات تشمل تجميد 146 مليون يورو مخصصة لمساعدة تركيا في استقرار اقتصادها قبل دخولها للاتحاد، إلى جانب وقف المحادثات بشأن اتفاقات الطيران، وإعادة فحص القروض التي يمكن لتركيا الحصول عليها من بنك التطوير الأوروبي بمبلغ 386 مليون دولار".
وأكد نائب رئيس الحزب التركي الجمهوري في برلمان الجمهورية التركية لشمال قبرص عاصم أكاسوي "كما تعلمون، الجزيرة منقسمة، وجزءها الجنوبي - جمهورية قبرص هي عضو في الاتحاد الأوروبي، ولا يتم تمثيل القبارصة الأتراك في هذا الهيكل.
وتابع "قرار الاتحاد الأوروبي، في رأيي منحاز، ويهدف إلى دعم المجتمع اليوناني للجزيرة. أعتقد أن الكثير من القبارصة الأتراك يعتقدون ذلك. يتطلب تقييم ومناقشة القضايا الإقليمية، وخاصة تلك الحساسة مثل مشكلة قبرص، في إطار هياكل كبيرة مثل الاتحاد الأوروبي، اتباع نهج متوازن. وفي الوقت نفسه، باستخدام مثال الوضع مع قبرص، يمكن للمرء أن يلاحظ الموقف المتحيز للاتحاد الأوروبي.
وأضاف "ولا تقتصر المشكلة بالتأكيد على مسألة قبرص أو استكشاف الهيدروكربون أو مسألة سيادة الجزيرة، في صميم قرار الاتحاد الأوروبي هذا، هناك محاولة لمعاقبة تركيا بسبب موقفها الثابت من موضوع "إس-400" وفي الوقت نفسه تحدد الدول ذات السيادة سياستها الخارجية وتتصرف وفقا لمصالحها الوطنية، وبالتالي فإن ضغط الاتحاد الأوروبي على تركيا بشأن هذه القضية أمر غير مقبول ".
وكان الكاتب والمحلل السياسي التركي جاهد توز أكد في تصريحات سابقة لـ"عربي21" أن تركيا لا تلتفت إلى التهديدات الأوروبية، وتعتبر خطواتها تتسم مع القوانين الدولية والصفقات المتعلقة بهذه المنطقة"، مشيرا إلى أن الحل الأفضل يتمثل في "إيجاد لجنة مشتركة بين أنقرة والدول الضامنة لملف قبرص".
ورجح توز أن "تكون التهديدات والعقوبات الأوروبية مجرد تصريحات، ولن تتحول إلى التنفيذ، نظرا لامتلاك تركيا أوراق قوة تستطيع من خلالها التأثير على الموقف الأوروبي".
ولفت إلى أن تركيا تريد حل هذا الموضوع من خلال المسار الدبلوماسي، معتبرا أن هذه التهديدات ربما يكون هدفها الضغط على تركيا، لكنها لن تنقل إلى مرحلة التنفيذ ضد أنقرة، لأن الطرفين بحاجة إلى بعضهما البعض، من نواحي عدة منها الاقتصادية والسياسية والعسكرية".
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أعلن، في وقت سابق، أن بلاده لا تأخذ عقوبات الاتحاد الأوروبي على محمل الجد، مشيرا إلى أنها "غير ملزمة".
وكان الاتحاد الأوروبي أصدر بيانا، الاثنين الماضي، قال فيه إن عزم تركيا التنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص يثير قلقا بالغا، مشيرا إلى أن التنقيب التركي "يعد تصعيدا غير مقبول للتوتر في محيط الجزيرة الواقعة بالبحر المتوسط".