وفي الوقت الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم، أكدت رئاسة الجمهورية التركية بأنها سترد بالشكل اللازم على هذا الهجوم.
وحول الجهات التي يمكن أن تقف خلف هذا الهجوم، يقول الصحفي التركي فراس أوغلو في حديث لـ"سبوتنيك": أعتقد أن الشكوك تصب في مصلحة حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، حيث أن هناك عمليات عسكرية ضدهم، وأربيل هي منطقة كردية بامتياز، وهم موجودون ولو بشكل خلايا نائمة.
ويضيف: حتى طريقة الاغتيال تشبه عمليات قاموا بها من قبل، وهناك من يقول بأنها عملية استخباراتية لإيقاع مشاكل بين الطرفين، لكني أرجح أن يكون "بي كا كا" أكثر من غيرهم.
ويؤيد الباحث السياسي المصري محمد نبيل، الصحفي التركي في لقاء مع "سبوتنيك"، من حيث الجهات التي يمكن أن تكون وراء هذا الهجوم، ويقول: أعتقد أن من يقف وراء هذه العملية هي الجماعات التي تصنفها تركيا كجماعات إرهابية مثل "بي بي كي وبي واي دي" والجماعات المساندة لهم كصقور كردستان وغيرها. وهذا بطبيعة الحال نتيجة للعمليات العسكرية التي تنفذها تركيا على الأكراد وكان آخرها عملية سنجار في شمال العراق وسقط فيها ضحايا أكراد.
ويتابع: هذه العملية تعتبر نوعا من الانتقام ضد تركيا على خلفية ما تقوم به من عمليات عسكرية واسعة ضد الأكراد في سوريا بشكل خاص وفِي العراق بشكل عام.
وعن إمكانية استمرارية هذا النوع من العمليات ضد المسؤولين الأتراك، يقول الصحفي أوغلو: لا أعتقد أن عمليات أخرى ستتم، لأن الإجراءات الأمنية ستكون أشد في كافة المناطقة الملتهبة، ولا يمكن القول بأن عمليات ستجري في أوروبا مثلا، لأن الموضوع صعب كثيرا، لكنها ممكنة في أماكن كالعراق حيث يتواجد حزب العمال الكردستاني.
فيما يخالف نبيل ذلك، ويرى بأن العمليات قد تستمر: بطبيعة الحال اذا أستمر النفوذ التركي في شمال سوريا وشمال العراق، فإن العمليات ستستمر ضد تركيا لأن هناك عداء تاريخي معروف بين تركيا والأكراد، وتركيا الأن تبحث عن المزيد من مواطئ القدم لها في مناطق الأكراد خاصة في شرق الفرات في سوريا، وبالتالي في اعتقادي هنا تلك العملية هي نوعية تجاة أنقرة ومن المتوقع أن تتكرر في المستقبل ليس فقط في أماكن النفوذ التركي ولكن من المتوقع في الداخل التركي ذاته.
أما عن الرد الذي ستقوم به تركيا فيتحدث فراس أوغلو: سيكون الرد عبر طريقتين، أولهما زيادة التعاون الأمني مع أربيل وبغداد، واستمرار العملية العسكرية في شمال العراق، في حال ثبت أن الكردستاني هو من قام بهذه العملية.
ويختم: لكن إن كان هناك طرف آخر قام بذلك، فهذا يحتاج إلى ترتيبات معقدة أكثر، والكشف على من قام بهذه العملية، وغير ذلك لا أعتقد أن تركيا ستقوم بأي شيء آخر.
أما الباحث محمد نبيل فيقول: من الطبيعي أن ترد تركيا بعمليات عسكرية ضد المجموعات المصنفة إرهابية من تركيا والتي بطبيعة الحال تكون مسؤولة عن تلك العمليات، وعلى الرغم أن حزب "بي واي دي" قد أنكر بصفته مسؤولية الهجوم إلا أن تركيا توجه لهم الإتهام المباشر، ولذلك سنرى في الساعات القادمة رداً عسكرياً تركياً خاصة في شمال العراق جبال كردستان وسنجار.
ويكمل: من المتوقع أن تثير تركيا مرة أخرى ملف شرق الفرات إلا أن ذلك سيكون صعباً في تلك الفترة نتيجة للعلاقات السيئة التي تمر بين أنقرة وواشنطن.