وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الباكستاني السيناتور أنوار الحق كاكار، لوكالة "سبوتنيك"، "هذه الزيارة تأتي في وقت حرج ومهم للغاية في تاريخ العلاقات بين البلدين، وفي وقت تعتزم فيه الولايات المتحدة الأميركية إنهاء تواجدها والحرب في أفغانستان، وباكستان هي الدولة المجاورة لهذا البلد، وهي جزء ولاعب محوري في هذه القضية".
وأعرب السيناتور الباكستاني المستقل عن تفاؤله بنتائج الزيارة، قائلا: "أنا متفائل تماما بهذه الزيارة التي تأتي بعد وقت طويل جدا من التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين"، موضحا أن "على الولايات المتحدة الأميركية النظر إلى أهمية أن تعامل باكستان باعتبارها دولة مستقلة ذات سيادة، وتلعب دورا مهما على الساحة الإقليمية والدولية، وأعتقد أنها أدركت بنفسها أهمية دور ومكانة باكستان".
ووصل خان إلى واشنطن صباح اليوم الأحد، في زيارة تستغرق 3 أيام، بدعوة من الرئيس الأميركي، يرافقه خلالها رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، ومدير عام الاستخبارات الجنرال فايز حميد.
ولفت كاكار إلى أن "الاتهامات التي كانت موجهة لباكستان بالتورط في أفغانستان أصبحت من الماضي، سواء ما يتعلق بدعم شبكة حقاني، أو طالبان أفغانستان، وغيرهما، فالأميركيون أصبحوا في مباحثات مباشرة معهم في الدوحة، وأصبحت الاتهامات لغالبية هذه الحركات من الماضي أيضا، والآن توقف الأميركيون عن قتال هذه الحركات وأصبحوا منخرطين معهم في محادثات مباشرة".
وتابع السيناتور الباكستاني بشكل عام لعبت باكستان دورا في تسهيل هذه المفاوضات، وإيجاد تسوية للأزمة في أفغانستان، لذلك فإنه لم يعد هناك تحفظات أو قلق من الجانب الأميركي تجاه الدور الباكستاني الآن، كان في الماضي فقط، ولم تعد نظرة البلدين لبعضهما البعض الآن كما كانت في السابق"، مستكملا حديثه "الأمريكيون أدركوا بأنفسهم الآن أن اللاعب الرئيسي في الساحة السياسية الأفغانية هي طالبان، وليست الحكومة، فالحكومة الأفغانية إذا لم تغير رؤيتها للحل في البلاد، فإنها ستصبح جزءا من المشكلة وليس الحل".
وحول الملفات الأخرى التي سوف يناقشها خان وترامب، قال كاكار "بعد الثورة الإسلامية 1979 تموضعت إيران ضد الولايات المتحدة، وهذا الوضع معقد، وباكستان حليف استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، لكننا لسنا جزءا من هذا التعقيد إطلاقا".
وأضاف كاكار "نحن جيران على قدر المسؤولية للأمة الإيرانية، ونحاول أن نحافظ على موقفنا بعيدا عن التعقيد، وكذلك نحاول الحفاظ على التزاماتنا بموجب المعاهدات النووية بقدر الإمكان، ولكن إذا اندلع مزيد من التوتر في المنطقة سنحاول لعب دور للتغطية ووقف إطلاق النار، والحفاظ على الاستقرار الداخلي للبلاد".
وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت في أيلول/سبتمبر 2018 قطع المساعدات العسكرية الممنوحة لباكستان، والتي تقدر بنحو 300 مليون دولار سنويا، على خلفية اتهام واشنطن لإسلام أباد بالتقاعس عن محاربة منظمات إرهابية في المنطقة، وبلغ إجمالي المساعدات التي قطعتها واشنطن العام الماضي نحو 800 مليون دولار.
وتابع "كذلك أفغانستان، فهما دولتان من دول عديدة تأخذ من الولايات المتحدة ولا تعطي أي شيء في المقابل، سنضع حدا لهذا".
وتبادل ترامب وخان عددا من الخطابات في الأشهر الماضية، حيث قال خان إن "ترامب طلب في إحداها مساعدة باكستان ولعب دور في عملية السلام في أفغانستان، والضغط على حركة طالبان من أجل التفاوض مع الإدارة الأمريكية".