وحسب "رويترز" نفذت الفرقاطة البريطانية (مونتروز) الموجودة حاليا في المنطقة أول مهمة بموجب السياسة الجديدة مساء أمس.
وقال متحدث باسم الحكومة "تم تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز، سواء كانت فرادى أو في مجموعات، بشرط الحصول على إخطار قبل عبورها بوقت كاف".
وتابع قائلا في بيان "حرية الملاحة مسألة حاسمة بالنسبة لنظام التجارة العالمي واقتصاد العالم، وسنبذل كل ما بوسعنا للدفاع عنها".
وفي وقت سابق نصحت الحكومة السفن التي ترفع العلم البريطاني بتجنب المرور عبر مضيق هرمز قدر الإمكان وإخطار البحرية إذا كانت مضطرة لعبوره، لكنها كانت قد قالت إنها لن تقدر على مرافقة كل سفينة.
وتسعى بريطانيا إلى تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية لضمان سلامة الإبحار عبر مضيق هرمز بعد احتجاز إيران للناقلة والذي وصفته لندن بأنه عمل من قبيل "قرصنة الدولة".
ولا يرجع هذا التغير في السياسة إلى تحول تحت قيادة رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون. وذكر مسؤول طلب عدم نشر اسمه أن الحكومة كانت تعمل على الخطة منذ بضعة أيام.
ورحبت غرفة الشحن البحري البريطانية اليوم بتغيير السياسة. كانت الغرفة قد دعت في وقت سابق إلى تعزيز الحماية للسفن التجارية في المنطقة.
وقال بوب سانجوينيتي الرئيس التنفيذي لغرفة الشحن البحري في بيان "هذه الخطوة ستوفر قدرا من الأمان والاطمئنان وهو أمر مطلوب بشدة لقطاع الشحن البحري في هذه الفترة التي يكتنفها الغموض".
وأضاف "رغم ذلك، سنواصل السعي من أجل خفض حدة التوتر في المنطقة".
وتمر ما يتراوح بين 15 و30 سفينة كبيرة ترفع علم بريطانيا يوميا في الخليج، ويعبر ما يصل إلى ثلاثة منها مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان.
ويمر نحو خمس صادرات النفط العالمية عبر المضيق، كما تستعين شركات الشحن بشكل متزايد بحراس أمن غير مسلحين كضمان إضافي.
وفي العاشر من يوليو/ تموز أحبطت الفرقاطة مونتروز فيما يبدو محاولة من جانب سفن إيرانية لاعتراض سبيل ناقلة نفط بريطانية عند المدخل الشمالي لمضيق هرمز.
وفي 19 يوليو/ تموز حذرت الفرقاطة مونتروز زورق دورية إيرانيا من التعرض للناقلة ستينا إمبيرو لكن الزورق الإيراني الذي يبدو أن التحذير لم يردعه مضى إلى إصدار التعليمات لناقلة النفط بتغيير مسارها ثم احتجزها في وقت لاحق.
وقفزت بشدة تكلفة تأمين السفن في المنطقة مع تزايد المخاطر، وهو ما دفع بعض ملاك السفن إلى تجنب المنطقة بشكل كامل.
وقال كولونيل مشاة البحرية الملكية البريطانية المتقاعد مارك جراي "المسألة الرئيسية في عمليات المرافقة هي قواعد الاشتباك".
وقال جراي وهو مؤسس مشارك لشركة إم.إن.جي ماريتايم البريطانية "لا بد أن يكون لدى السفن تفويض بإطلاق طلقات تحذيرية وأن تطلق أيضا، إذا دعت الضرورة، طلقات على الزوارق وطائرات الهليكوبتر. خلاف ذلك سيكتشف الإيرانيون خدعتنا ويعتلون (سفننا) حتى إذا كانت ترافقها سفن حراسة".
وقال جيري نورثوود من شركة الأمن البحري إم.أيه.إس.تي وهو كابتن سابق بالبحرية الملكية قاد سفنا حربية في المنطقة إن إيران لديها قدرات في مجال العمليات بالخليج.
وقال "سيحاولون انتهاز الفرصة لإحراج المملكة المتحدة من خلال الإخفاق في قدرتها على حماية سفنها التجارية".
وفي 2007 احتجز الحرس الثوري 15 من أفراد البحرية البريطانية من السفينة كورنوول بعد أن أتموا تفتيشا اعتياديا لسفينة تجارية في المياه العراقية.
وقالت البحرية الملكية في وقت سابق من الشهر الجاري إن المدمرة دونكان تتجه إلى المنطقة. وعلى نحو منفصل تم أيضا نشر أربع سفن خاصة بكشف الألغام لكن خبراء بحريين يقولون إنها يمكن أن تكون عرضة لهجمات جماعية من الزوارق الإيرانية السريعة.
وتعقد الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى اجتماعا في ولاية فلوريدا الأمريكية اليوم الخميس لبحث سبل حماية الملاحة في الخليج من إيران.
وتدعو واشنطن، التي تملك إلى الآن أقوى وحدة بحرية غربية في الخليج، حلفاءها للانضمام إليها في عملية لحماية الملاحة هناك. لكن الدول الأوروبية، التي تختلف مع واشنطن في قرارها فرض عقوبات على إيران، مترددة في الانضمام لمهمة بقيادة أمريكية خشية زيادة التوتر في المنطقة.
وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن فرنسا وإيطاليا والدنمرك تدعم فكرة تشكيل مهمة بقيادة أوروبية في الخليج لكن ألمانيا قالت إن من السابق لأوانه مناقشة كيفية مشاركتها فيها.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في إيران عن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي قوله يوم الثلاثاء إن إيران هي الضامن لأمن المضيق وإنها لن تسمح بأي اضطراب في الملاحة هناك.