قالت كلير نوليس، المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إن كتلة الهواء الساخن، حطمت حاليا كافة الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في أوروبا، هذا الأسبوع، وفي طريقها لما وصفته بـ"الخطر الأكبر".
وأشارت المسؤولة الأممية "كتلة الهواء الساخن، التي تتحرك حاليا شمالا من شمال أفريقيا، لم تحطم أمس فقط درجات الحرارة القياسية في أوروبا، بل تجاوزتها بدرجتين أو ثلاث أو أربع درجات مئوية".
وأدرفت "ما يحدث حاليا، شيء غير معقول على الإطلاق".
وأرجعت نوليس تلك الموجة الحارة إلى "كتل الهواء الساخن القادم من شمال أفريقيا وإسبانيا، وتنتقل حاليا كتل الهواء الساخن إلى غرينلاند، وهذا مبعث قلق حقيقي".
ومضت "سيتسبب ذلك في ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي سيزيد من ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند".
وأوضحت أن "الغطاء الجليدي" في غرينلاند، يعتبر جزءا أساسيا في المنظومة المناخية العالمية، خاصة وأن ذوبان الجليد فيها سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بصورة كبيرة، بالإضافة إلى اضطرابات بالغة في الطقس.
وقالت المسؤولة الأممية إن البيانات الواردة من الدنمارك، تشير إلى أن الأوضاع في غرينلاند "كارثية".
وأضافت "لم يكن هناك شيئا غريبا حتى شهر يونيو/ حزيران، الذي بدأ فيه الجليد يذوب بسرعة كبيرة، وتضاعفت تلك السرعة في الأسابيع الماضية".
وأوضحت
"فقدت غرينلاند في يوليو/ تموز فقط 160 مليار طن من الجليد من ذوبان السطح فحسب، هذا يعادل تقريبا حجم 64 مليون مسبح أولمبي".
واستطردت
"في يوليو فقط يحدث كل هذا ومن السطح فقط، أي أن ذلك لا يشمل ما يذوب في المحيط، الذي قد يكون كارثيا بصورة غير متوقعة".
وقالت المسؤولة الأممية "الهواء الأكثر دفئا له تبعات أيضا على الامتداد الجليدي في القطب الشمالي، والذي وصل لأدنى مستوى مسجل له بحلول 15 يوليو/ تموز".
وقالت نوليس إن الموجات الحارة التي زادت حدتها ومرات تكرارها مرتبطة بتغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.
وكانت الأرصاد الجوية الفرنسية، قد أعلنت أن درجة الحرارة في باريس قد ارتفعت إلى 42.4 درجة، مجتازة بذلك رقم قياسي ثاني خلال الفترة الأخيرة.
واضطرت السلطات في فرنسا، خلال الأيام الماضية، إلى رفع الإنذار إلى المستوى الأحمر نتيجة موجة حر شديد تضرب البلاد منذ يوم الاثنين الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن أطول موجة حرارة عرفتها أوروبا كانت عام 2003 حيث بقيت درجات الحرارة مرتفعة جداً طيلة 13 يوما ما أدى لوفاة 70000 شخص غالبيتهم من كبار السن، منهم حوالي 15000 في فرنسا.
ولتجنب وقوع ضحايا بدأت السلطات منذ بداية شهر الصيف بحملات توعية لحث المواطنين على شرب الماء وترطيب الجسد وتجنب الجهد الجسدي الكبير. ويكفي أن يستقل المرء أي وسيلة نقل عام في فرنسا ( حافلات، مترو، قطار، ترامواي) لكي يرى ملصقات وضعتها وزارة الصحة تدعو فيها المواطنين لشرب المياه والاتصال بالطوارئ في حال أتاهم شعور بالإعياء.
وحذرت وزيرة الصحة الفرنسية آنييس بوزين المواطنين من خطر موجة الحر معلنة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب وقوع ضحايا. وقالت، خلال مقابلة مع إذاعة "فرانس أنتير" صباح اليوم، "الجميع معني بالخطر الناتج عن موجة الحر".
هذا وشهدت العواصم الأوروبية ارتفاعا قياسيا لرجات الحرارة في نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، إذ بلغت درجات الحرارة القصوى في العديد من المناطق أكثر من 40 درجة مئوية، مما دفع السلطات إلى رفع مستوى التحذير من مخاطر الشمس إلى المستوى الأحمر.