وقال كلمة التأبين الأولى رفيق دربه، ورئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر، الذي ألقى خطابا مؤثرا اختلطت فيه الدموع بكلمات العرفان بالجميل، مؤكدا صعوبة الوداع قائلا: "يا رفيق دربي سوف أواصل ما شرعنا فيه معا بناء دولة وطنية ديمقراطية على أساس سيادة القانون ونجاعة المؤسسات، ودولة تعزيز المكاسب التقدمية لبلادنا، وتجسيد المطامح المشروعة لشعبنا و مواطنيه".
وقال الرئيس التونسي المؤقت إن الرئيس الراحل كان رجل دولة بامتياز، مشيرا إلى إن السبسي رحل بعد نضال وطني استمر لسنوات منذ الاستقلال وخلال بناء الدولة الوطنية.
قالوا عن السبسي
ومن جهته، قال الرئيس الجزائري، المؤقت عبد القادر بن صالح، في كلمته خلال موكب التأبين إن الجزائريين والجزائريات يتقاسمون مع الشعب التونسي المصاب الجلل الذي ألم بهم.
وأضاف بن صالح: "وفاة الباجي قائد السبسي هي خسارة للجزائر والعرب والمسلمين وليس خسارة للعائلة ولتونس فقط".
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من بين الحاضرين في جنازة الرئيس التونسي الراحل، وأكد في خطاب التأبين أن السبسي، حمى تونس وحافظ على استقرارها وديمقراطيتها في أصعب الظروف وحيا عباس الشعب التونسي على اختلاف قواه و أطيافه السياسية.
بينما قال رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج: "الرئيس الراحل لعب دورا كبيرا في الوساطات لحلحلة الخلاف الليبي الليبي، ووصف السراج السبسي بالرمز وأكد أن حياة السبسي لا تقتصر على المواقف الصلبة والقدرات الفكرية والسياسية الباهرة بل إن كان رجل دولة وامتلك مرونة سياسية مدهشة صقلتها المحن والتجارب على حد تعبيره".
كما عبر الملك فيليب السادس، ملك إسبانيا عن تعازيه الحارة للشعب التونسي، وقال في كلمة التأبين: "نحن نتقاسم الحزن اليوم مع الشعب التونسي، على رئيس وهب حياته لخدمة بلاده وترك أثرا مهما، التزاما منه بالديمقراطية وازدهار تونس، مضيفا: "سنعمل على مواصلة العمل بين تونس وإسبانيا من أجل جعل فضاء البحر الأبيض المتوسط فضاء سلام و ازدهار".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نؤكد حرصنا على حضور جنازة، الرئيس التونسي السبسي من أجل تقاسم الحزن مع الشعب التونسي".
واستعرض ماكرون مسيرة الراحل السبسي واصفا إياه برجل المعارك، وأضاف: "لقد تعلمت منه الكثير، لقد كان لديه جملة من الأشياء الجميلة كما كانت له النباهة في استعادة المواقف".
حضور شعبي كبير
مسار الجنازة من قصر قرطاج وصولا إلى المقبرة شهد حضورا كبيرا من المواطنين، الذين لم يترددوا في توديع الرئيس وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، حيث تجمهر آلاف التونسيون على طول طريق مسار الجنازة من الجانبين كما عرف شارع الحبيب بورقيبة (في قلب العاصمة) حضورا مكثفا للمواطنين، الذي هتفوا باسم تونس و تمنوا الرحمة للرئيس الراحل .
وبدوره، اعتبر النائب عن التيار الديمقراطي (حزب معارض للحكومة) نعمان العش أن وفاة الرئيس الراجل الباجي قائد السبسي جعلت جميع الخلافات تتلاشى.
وأضاف في تصريح لـ"سبوتنيك": "التونسيون دائما موحدون، نختلف في قضايا تهم البلد ولكن في مواقف إنسانية مثل هذه نحن دائما جنبا إلى جنبا، ولا ينكر أحد تاريخ الباجي ولا دوره في الانتقال الديمقراطي".
نجل السبسي: والدي دخل قصر قرطاج رئيسا وخرج منه زعيما
نجل الرئيس الراحل حافظ قايد السبسي، قال في تصريحات إعلامية إن والده دخل إلى قصر قرطاج رئيسا وخرج منه زعيما للتونسيين، معبرا عن امتنانه للشعب التونسي العظيم الذي شيع الرئيس الراحل إلى مثواه الأخير اعترافا له بالجميل لكل ما قدمه في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد ثورة 14 من يناير / كانون الثاني 2011.
وكانت الرئاسة التونسية قد أعلنت الخميس الماضي، 25 يوليو / تموز 2019 خبر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي عن عمر يناهز 92 سنة، بعد وعكة صحية استوجبت نقله الى المستشفى العسكري بالعاصمة.