تحدثت يارا شلبي لـ"سبوتنيك"، عن حياتها الرياضية الملهمة، وكيف استطاعت النجاح في تلك الرياضات الصعبة، وعن حلمها الذي تسعى لتحقيقه في رالي عسير، ببطولة المملكة للراليات الصحراوية 2019.
بداية محلية
تقول يارا "في 2012 سمعت عن رياضة الرالي، وبدأت ممارساتها منذ عام 2013، في رحلات عادية بصحراء مصر، ثم في بعض بطولات الرالي المحلية.. في بادئ الأمر كانت نتائجي سيئة بطبيعة غياب الخبرة، ولم أكن قد أتممت بعد التدريب والتعليم".
وتضيف "في عام 2014، فوزت بالمرتبة الأولى محليًا، في رالي الفراعنة بمصر، وكان آخر رالي يقام في مصر، وبعدها توقف، وكانت هناك تجمعات محلية على نطاق ضيق جدًا، بسبب المشكلات الأمنية وقتها، وكان من الصعب استخراخ تصاريح لراليات الصحراء".
بعد هذا التاريخ، بدأت في المشاركة خارج مصر، فكان هناك عدة مشاركات محلية في الإمارات برالي أم القيوين، وبطولة الإمارات المحلية، ورالي أبو ظبي، وشاركت في قطر والمغرب، براليات محلية وعلى مستويات مختلفة، T1, T2, T3".
وعن شعورها بخطورة رياضة الرالي، تقول يارا، إنها "هواية تستمع بها، ولا تراها تحديًا كبيرًا، فرغم أن البعض قد يراها رياضة شاقة تحتاج لسفر وقضاء أوقات طويلة في الصحراء، وفهم لميكانيكا السيارات، إلا أنها تستمتع بها وبكل لحظاتها".
تفوق رياضي
وبشأن طبيعة رياضة الرالي الذكورية، تضيف يارا قائلة "لم أكن أعرف عندما بدأت اللعب أنها مخصصة للرجال، عندما أسمع عن رياضة جديدة أشعر برغبة في تجربتها، بغض النظر عن خطورتها، أو أنها للرجال أو النساء، فقط عندما أعشقها أسعى لأصل إلى لنهايتها".
"بجانب الرالي، مارست عدة رياضات، لكني احترفت في الرالي، ورياضة الباراموتور، حيث حصلت في الرالي على عدة بطولات في 2014، و2016، و2018، كما أصبحت الخامسة على العالم في رياضة الباراموتور".
وعن الصعوبات التي واجهتها، تقول البطلة المصرية: "كثيرة هي الصعوبات التي واجهتني في البداية، الكثيرون لم يستطيعوا تصديق أن سيدة تستطيع أن تقود في سباقات الصحراء، على الرغم من فشل معظمهن في القيادة بالطرق العادية، تعرضت للكثير من التنمر، خصوصا عند التحدث في أشياء خاطئة لا أفهمها بداعي أنني جديدة في المجال، لكن لم ألتفت لهم، وصببت تركيزي ومجهودي حتى وصلت لهذه المرحلة".
"في البداية كان هناك تخوف من جانب الأهل، وتحفظ بشأن ممارسة رياضة الرالي، لكني حظيت بعد ذلك بدعمهم الكامل، بعد تأكدهم من شروط الأمان المرتفعة الواجب توافرها في السيارات المشاركة، بالإضافة إلى أنهم وجدوا مثابرتي والنجاحات التي تمكنت من حصدها، حتى والدي راح يبحث عن راعي للسباقات التي أخوضها".
وتحكي يارا عن تجربتها مع السيارات التي استخدمتها في سباقاتها، فتقول: "أول عربية استخدمتها كانت جيب رانغلر موديل 1997، بعدها دخلت في فريق وحصلنا على رعاية من شركة تويوتا، وغيرت العربية إلى لاند كروزر، وعندما بدأت السفر للخارج شحنتها إلى الإمارات، وشاركت بها في عدة سباقات، ومعي سيارة أخرى في مصر، إلا أن سيارة الإمارات لم تعد مطابقة للمواصفات فاضطررت لشراء سيارة أخرى، نيسان باثفايندر، وسأخوض بها رالي عسير بالمملكة العربية السعودية".
وعن الحوادث التي تعرضت لها، توضح "سيارتي تعرضت لحادثة مرتين، لكن بسبب إجراءات الأمان السليمة، لم يحدث أي مكروه لي أو للملاح، مجرد صدمات في السيارة، لكن في كثير من المواقف شاهدت متسابقين يموتون أمامي، وآخرين احترقوا في حوادث مميتة".
تجربة السعودية
وعن تجربتها المنتظرة التاريخية في السعودية، تقول يارا "سعيدة جدًا لأني تمكنت أخيرًا من الوصول إلى السعودية، أحاول منذ عام وتحديدًا في رالي حائل بعد السماح للمرأة بالقيادة في السعودية، لكن مشاكل تخليص الأوراق والتأشيرات لم تنجح، الآن تلقيت دعمًا قويًا من الأمير ونادي السيارات وكل الجهات، للمشاركة في رالي عسير".
"أنا فخورة، أني سأكون أول سيدة تشارك في راليات بتاريخ السعودية، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع، وأثبت أن السيدات لا تشارك من أجل الظهور، لكن من أجل الفوز، وتحقيق مراكز متقدمة".
وبشأن انعكاس تجربتها على المرأة العربية عامة والسعودية خاصة، تضيف يارا: "أعتقد أن المرأة السعودية بدأت في ركوب السيارات، وأعتقد في ظل هذا التقدم الكبير الذي يتحقق هناك، سنجد قريبًا مشاركة نسائية سعودية في سباقات الراليات".
رياضة الباراموتور
وعن تجربتها في رياضة الباراموتور، تقول يارا "رياضة مشوقة ومثيرة من ضمن الرياضات التي مارستها، شدتني فقررت أحترفها، أول بطولة شاركت فيها العام الماضي، في بطولة العالم التي أقيمت بالفيوم، وحصلت فيها على المركز الخامس على العالم".
وعن أولوياتها في احتراف الرياضة، تضيف: "هناك أولويات طبعًا، ليس من الصحيح أن نشتت تركيزنا بعدة أشياء، أولويتي الأولى لرياضة الرالي، وبعدها رياضة الباراموتور".
وبشأن أسباب نجاحها في الرياضة ترى يارا أن "تنظيم الوقت يمثل العامل الأكبر، فهي أم لطفل، وتعمل داخل إحدى البنوك في مصر، ولديها العديد من الهوايات، والتي تحتاج لأوقات عديدة تتقن فن توظيفها بشكل جيد".