ووصفت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" مشهد توجه محمد إلى السلطات الأمنية الإسرائيلية، وقالت إنه "تم تجهيزه بعتاد رحلة ترفيهية، ملابس جديدة، ومسليات (شيبسات، وشوكو، وشوكولاتة، وسيريلاك)، في محاولة من والده لتخفيف الصدمة على طفله".
وأشارت إلى أن والده أخبره في الطريق أنهما ذاهبان للسباحة والتنزه، "لكن الواقع بقسوته كشف لمحمد طريقه، حيث سرعان ما بدأ بالبكاء حين شاهد جنود وضباط الاحتلال بانتظاره".
وقال والد الطفل محمد، إن الضباط الإسرائيلين طلبوا منه أن ينتبه لطفله وألا يتركه يخرج للحارة، و"ألا يلقي الحجارة صوب مركباتهم".
وأضاف عليان: "هددوني بأنهم في المرة القادمة سيأخذون محمد، وكان ردي بأن محمد لا يعرف أصلا ماذا يعني "جيش" ولا يعرف الحجارة!".
وتابع: "قلت للضابط الإسرائيلي انظر هل هذا الطفل يعرف شيئا في الحياة؟ حتى أن ملامح الضابط تغيرت وحاول بأي طريقة التهرب وأن يقول أي كلام، دون أن ينسى في كل حوار تهديدي باعتقال محمد".
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطنية "وفا" عن ناشط يدعى هاني العيساوي، قوله أن السلطات الإسرائيلية حاولت أمس وحتى صباح اليوم (الثلاثاء) التنصل من الاستدعاء بعد انتشار فيديوهات وصور للطفل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناول الصحافة الأجنبية للخبر.
وأضاف العيساوي: الاستدعاء يطلب الوالد وطفله البكر، وأمام المحكمة وتواجد الأهالي والصحفيين خرج ضابط وألغى قرار استدعاء الطفل وقال بأنهم لم يستدعوه.
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية والمغتربين، (الفلسطينية) إن استدعاء الطفل محمد "تجاوز لجميع الخطوط الحمراء وانتهاكا فاضحا للاتفاقيات والمواثيق الدولية خاصة الاتفاقية الدولية للطفل، واستخفافا بالإدانات الدولية التي تطالب مسلسل الجرائم بحق أبناء شعبنا عامة وبحق الطفولة الفلسطينية خاصة".
وأكدت الوزرة في بيان لها اليوم الثلاثاء، أن استدعاء محمد "تصعيد خطير في إجراءات الاحتلال التعسفية وتنكيله المتواصل بحق أهلنا في العيسوية، الذين يتعرضون منذ أشهر طويلة لحملة قمع وتضييق شرسة تهدف الى كسر معنوياتهم وارادتهم ودفعهم لترك بلدتهم ومنازلهم".
وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات القانونية والإنسانية الأممية المختصة بما فيها المنظمات المعنية بحقوق الطفل بإعلاء صوتها في "وجه هذه الجريمة وغيرها من الجرائم بحق الأطفال الفلسطينيين".