ويبذل العراق، جهدا كبيرا في انجاز مشاريعه العملاقة للربط السككي بين مدنه، ودول الجوار منها سوريا، وتركيا، ودول أخرى من الجوار، في عمل مستمر رغم الأموال الطائلة التي حددها مدير عام الشركة العامة للسكك الحديدية التابعة لوزارة النقل العراقية، طالب الحسيني، في حوار أجرته مع مراسلتنا في بغداد، اليوم الجمعة، 2 آب/أغسطس.
إلى نص الحوار..
سبوتنيك: يتطلع العراق إلى ربط بلاده عبر خط سككي مع تركيا، من أين يبدأ ؟
الحسيني: أن الربط السككي بين العراق، وتركيا، موجود عبر خط يمر عن طريق مدينة قامشلي السورية، لكنه متوقف عن العمل نتيجة تضرر في بعض أجزائه إثر العمليات العسكرية، والإرهابية، ويمر في الأراضي السورية، بحدود (50-40) كيلو متر، وهو ينطلق من بغداد، إلى قامشلي، ومن بعدها يصل إلى إسطنبول في تركيا.
سبوتنيك: بعد هزيمة العصابات الإرهابية في العراق، وسوريا، هل من المرجح أن يعاد استئناف الخدمة في الخط سكك الحديد المار في قامشلي نحو تركيا؟
الحسيني: أن وزارة النقل، لا سيما الشركة العامة للسكك جاهزة لتفعيل هذا الخط، لكنه بالنتيجة يحتاج إلى رصد أموال لإعادة تأهيله، لأن السكك في كل دول العالم هي بنى تحتية يحتاج لها أموال طائلة، وفترة زمنية طويلة، وجهود، في الوقت الحاضر هذه المشاريع لإعادة التأهيل، معروضة لاستثمار وليس للتنفيذ.
أن خط بغداد – قامشلي – إسطنبول، بحاجة للتأهيل، ولم يخرج من الخدمة لكن به بعض القطوعات التي حصلت فيه نتيجة العمليات العسكرية، والإرهابية.
سبوتنيك: هل تعرض الخط للتدمير والنهب من قبل التنظيمات الإرهابية؟
الحسيني: نعم.. الخط بحاجة إلى تأهيل بعض المناطق، لأنه فيها تعرض إلى تجاوزات، وسرقات وتدمير من قبل عصابات "داعش" الإرهابي.
سبوتنيك: هل هناك مشاريع بديلة أو إضافية لخط سككي بين العراق وتركيا؟
الحسيني: هناك عدة مشاريع استثمارية معروضة للاستثمار خاصة لربط البلاد بخط سككي مع تركيا، ومن بين الخيارات المطروحة لمرور الخط السككي هي عن طريق مدينة زاخو "الواقعة في محافظة دهوك المحاذية لتركيا، في إقليم كردستان العراق"، أو من مدينة فيشخابور "الكائنة أيضا في دهوك، والتي تعتبر نقطة عبور دولية مهمة كونها واقعة في نقطة الحدود الثلاثية بين العراق، وسوريا، وتركيا"، ومشاريع أخرى عديدة.
سبوتنيك: هل هناك زيارات متبادلة لوفود من العراق، وتركيا، لإنجاز مشاريع الربط السككي بين البلدين؟
الحسيني: إن الزيارات تقلصت في السنوات الأخيرة لأسباب أمنية، وقد تكون سياسية.
سبوتنيك: هل تلقيتم عروض من شركات تركية، لعمل مشاريع الربط السككي بين العراق، وتركيا؟
الحسيني: حتى الآن هناك محاولات تكاد أن تكون خجولة، بتقدم شركات تركية لإنجاز المشاريع، بالقياس لو أنها استخدمت أسلوب الاستثمار لأنه يحتاج إلى أموال.
سبوتنيك: بالعودة إلى إعادة تأهيل خط السكك بين العراق، وتركيا المار في قامشلي السورية، كم يحتاج من مبالغ مالية؟ وكذلك المشاريع المتر الواحد منها كم يتطلب من أموال؟
الحسيني: أن التكلفة المالية، بالنسبة للكيلو المتر الواحد، لخط السكة هو مليون دولار، وعند حساب المسافة من العاصمة بغداد، إلى مدينة ربيعة "التابعة لقضاء تلعفر غربي الموصل، مركز نينوى، شمال البلاد"، الواقعة في الحدود العراقية – التركية، تبلغ بحدود 513 كيلو متر، بذلك فأن المبلغ الكلي لعمل الخط يصبح 513 مليون دولار أمريكي.
سبوتنيك: ما الفوائد التي سيحققها العراق من إعادة العمل بخط السكك المار بقامشلي وصولا إلى إسنطبول، أو غيرها من مشاريع الربط السككي مع تركيا لو أنجزت؟
الحسيني: سيكون للخط بغداد – قامشلي – إسطنبول، منفعة تجارية كبيرة لأن تركيا بلد متطور جدا، واغلب البضائع بأكثر من 30-40% الموجودة في العراق، هي من المنشأ التركي، بما يتعلق بالأمور الإنشائية، والتجهيزات، والمواد الاستهلاكية، مثلا عند تشييد "مول المنصور" "أحد أكبر المراكز التجارية في العاصمة"، فإن أغلب مواده الإنشائية وصلت إلى بغداد من تركيا عن طريق سكك الحديد، وبالتأكيد هذا الخط ستراتيجي، وتجاري مهم لو استغل بالشكل الصحيح.
وحصلت "سبوتنيك"، من المكتب الإعلامي لوزارة النقل العراقية، على صور تبين تقدم نسب الإنجاز في مشاريع خطوط سكك كل من:
خط سكك (يوسفية - حلة - سماوة)، وسط البلاد، بطول 230 كيلو متر، القريب إنجازه، في الوقت الذي أكملت الشركة العامة للسكك الحديدة، إنجاز المرحلة الأولى من خط جديد ملاصق لخط (بغداد – الحلة) ضمن خطة العام الحالي، والذي يمتد من منطقة اليوسفية في حزام العاصمة، إلى قضاء المسيب، في بابل.
وتستمر الملاكات الفنية في، السكك العراقية بإعادة تأهيل باقي الخطوط الحيوية وفق المعايير، والمواصفات العالمية لضمان انسيابية القطارات لنقل المسافرين، والبضائع، والمشتقات النفطية، ومن المحدد أن تعاد صيانة أغلب خطوط سكك الحديد خلال الأيام القادمة وصولا إلى مدينة الحدباء في الموصل، مركز نينوى، بعد الخلاص من بطش وسيطرة "داعش" الإرهابي.
وافتتحت وزارة النقل، نهاية الأسبوع الماضي، خط سكك حديد مصفى بيجي شمال محافظة صلاح الدين، شمالي بغداد، بعد أن كان قد تعرض للتخريب والدمار بشكل كامل على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، لمدة خمسة سنوات تقريبا، منذ منتصف عام 2014.
وأكملت الكوادر الفنية المختصة في وزارة النقل، تأهيل خط سكك حديد مصفى بيجي، لنقل المسافرين، والمشتقات النفطية، في الوقت الذي تستعد للوصول إلى ناحية القيارة جنوبي نينوى، نحو سكك الموصل – الحدباء، مركز المحافظة.
أجرت الحوار: نازك محمد