ليس هذا فحسب، بل وجدت دراسة استقصائية، أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي في عام 2018، أن 21٪ من البالغين في الولايات المتحدة شعروا بالقلق والتوتر خلال فترة إجازتهم، بينما عمل 28٪ منهم بصورة أكبر مما اعتقدوا خلال إجازتهم، وهو ما يعد مؤشرا خطيرا للغاية، حول ما يمكن أن يسببه شبح العمل لك من آثار سلبية خطيرة، خلال فترة من المفترض أن تمثل "هدنة" لك من كل ضغوطات وسلبيات العمل.
وينصح خبراء علم النفس، باتباع هذه الاستراتيجيات الستة، التي قد تكون لك خير مساعد في الفصل نهائيا من توترات العمل خلال قضاء إجازتك، التي ظللت تنتظرها أسابيع، وتعد لها بفارغ الصبر، بحسب مجلة "تايم" الأمريكية:
شارك خططك قبل المغادرة
غالبا ما يتجاهل الكثيرون التفكير في كيفية البقاء حاضرا خلال التواجد بعيدا عن مكان العمل، ولكن ينصح، ديفيد بالارد، مدير مكتب علم النفس التطبيقي في الجمعية البرلمانية الآسيوية، بضرورة الاتفاق مع زملائك ومديرك بشأن كيفية معالجة المهام الرئيسية التي ستحتاج إلى تغطيتها أثناء تواجدك بالإجازة، وذلك بوضع خطة للتعامل مع بعض السيناريوهات في حال ظهورها.
ويقول "بالارد" إن اتخاذ هذه الخطوات الوقائية يمكن أن يساعد في التخلص من القلق من تفاقم بعض المشكلات في العمل.
كما يشدد أنه من الضروري مشاركة مع كل زملائك كيفية توافرك خلال فترة إجازتك.
تجنب هاتفك الذكي بقدر الإمكان
من مسببات القلق خلال فترة الإجازة هو التحقق المستمر لرسائل البريد الإلكتروني والأصوات والتنبيهات على الهاتف الذكي، وهنا ينصح ديفيد بالارد بأنه لا مانع من القيام بهذا مرة واحدة في اليوم أو حتى القيام بنصف ساعة من العمل، ثم وضع الهاتف بعيدا عنك، لأن هذا من الممكن أن يخفف من التحقق من الهاتف بشكل طائش.
كما يشير جايمي كورتز، وهو أستاذ مشارك في علم النفس بجامعة جيمس ماديسون ومؤلف كتاب The Happy إلى أنه قد يستفيد الآخرون من يوم جيد في الإجازة، بسبب عدم توافر شبكة خلوية، أو الاتصال بالإنترنت (الواي فاي) خلال أجزاء من اليوم (كما هو الحال في غرفتك بالفندق).
قضاء بعض الوقت في خارج بقدر الإمكان
ينصح علماء النفس بالاستمتاع بالطبيعة بأكبر قدر ممكن خلال فترة الإجازة، لأنها تساعد بشكل لا يصدق على الاسترخاء والشفاء، خاصة إذا كنت تعمل في مكتب وتفتقر إلى وقت كاف من الخروج منه يوميا.
وكشفت دراسة نُشرت في عام 2014 في مجلة Frontiers in Psychology، عن وجود علاقة قوية بين مشاعر المشاركين بالارتباط بالطبيعة وتأثيرها الإيجابي والحيوية والرضا عن الحياة بشكل عام، عند مقارنتها بأولئك الذين شعروا بارتباط أقل بالهواء الطلق. كما توصي جمعية القلب الأمريكية بقضاء بعض الوقت في الخارج لتقليل التوتر والقلق.
ولتحقيق أكبر استفادة من الطبيعة، فلابد من تفعيل كل حواسك، مثل التأمل في سماء زرقاء أو استنشاق رائحة مياه البحر المالحة.
وسائل تساعدك على الاسترخاء بشكل أفضل
أفضل "تجارب تقليل الضغط النفسي والعصبي"، تلك التي تساعد الناس على التعافي من الإجهاد والعودة إلى الحياة (والعمل) بصورة متجددة، وتتضمن نوعا من السلوك المريح، كما يقول بالارد، وتشكل ممارسة اليوغا أو المشي لمسافات طويلة، أو القيام بنزهة إلى أحد المتاحف أو حضور دروس في الطبخ أو تعلم الإبحار، إذ أن أي نشاط يشغل بالك يفيد في تخفيف توتر العمل.
اترك يومك يسير بتلقائية
إن العفوية هي واحدة من العوامل المهمة وراء رضا وسعادة الناس في الإجازة، لذا ينصح علماء النفس بعدم الاستسلام لمخطط يومي خلال الإجازة، وأن تترك يومك يسير بشكل تلقائي، وهو السر وراء جعل العديد من الإجازات فريدة من نوعها، لأن الحياة العادية لا توفر لك دائما تلك المرونة. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود جدول زمني مفتوح يمكن أن يجعلك متاحا لمغامرات وتجارب جديدة، مثل التواجد بداخل مطعم صاخب ربما لم تكن على علم به.
خطة العودة من الإجازة
على الرغم من أن العديد من الناس يميلون إلى التخطيط لمغادرتهم من العمل، إلا أن معظمهم لا يفكرون في الكيفية التي سيعودون بها.
ويقول "بالارد" إن العودة إلى العمل والشعور بالإجهاد على الفور يمكن أن يزيل فوائد الإجازة في أيام معدودة، ولمنع هذا السيناريو فيجب حجب وقت عودتك للعمل في التقويم الخاص بك.