وخلال ثلاثين عاماً من دخول الحجاز، تحت حكم سلطان نجد، الملك عبد العزيز، لم يترك الحج وقيادة الحج سوى 6 أعوام، حيث كان يقوم فيها بنفسه بإمارة الحج، كما يذكر عدد من الباحثين والمصادر التاريخية التي وثقت ذلك. بحسب "العربية نت".
وكان الملك عبد العزيز قاد مواكب الحج بنفسه منذ دخول الحجاز تحت حكمه ما بين عامي 1342ـ1343.
بينما تعد الأعوام التي تخلف فيها الملك عبد العزيز عن قيادة ركب الحجاج، أناب فيها اثنان هما: نائبه في الحجاز، الملك فيصل بن عبد العزيز، وأربع منها أناب ولي عهده الملك سعود، وكانت اثنتان منها لتوفير مصاريف الحج، وأربع منها لعجزه صحياً أواخر حياته.
وتحتفظ دارة الملك عبد العزيز ببرقية شهيرة، يعلن فيها الملك المؤسس عدم عزمه على الحج، وقيادة ركب الحجيج، في عام 1360 هجرية، تخفيضا للمصاريف وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
ويقول نص البرقية التي صدرت في شهر ذي القعدة، قبل الوقوف بعرفة بنحو شهر:
هذه السنة عزمنا على عدم الحج، والقصد من ذلك توفير المصاريف لأجل توزيعها على الفقراء والمحتاجين في البلاد، أحببنا نخبركم في ذلك لأجل تخبرون أطرافكم لئلا يستنكرون عدم حجنا، وهو ولله الحمد ما هنا سبب غير ما ذكر، والبادية وأهل الهجر اركبوا لهم وخبروهم وأهل البلد أعلنوا لهم ذلك.
وكذلك في برقية أخرى تحتفظ بها دارة الملك عبد العزيز ضمن وثائقها الرسمية تعود إلى 4 ذي القعدة من عام ،1360 بين فيها الأمير عبد الله الفيصل، الذي كان أميراً للقصيم سبب عدم حج الملك عبد العزيز جاء في نصها:
من عبدالله بن فيصل إلى جناب الأخ المكرم محمد العبدالله بن ربيعان .. سلمه الله .. بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نفيدكم أن الإمام حفظه الله قد عزم هذه السنة عدم الحج بنفسه، وقصد من ذلك توفير المصاريف التي يصرفها كل سنة في مكة، لأجل توزيعها على مستحقيها من الفقراء والمساكين، وقد أمرنا أيضًا تبليغكم بذلك، نرجو أن يديم الله حياته للإسلام والمسلمين،، هذا ما لزم تعريفه.