وبحسب التقرير الذي نشرته شبكة "سي.إن.إن" فإن "قرار ترامب سحب القوات الأمريكية بسرعة من سوريا وصرف الانتباه عن الدبلوماسية في العراق ساعد عن غير قصد في إعادة التنظيم في البلدين".
وقال التقرير ربع السنوي لوزارة الدفاع المقدم أمام الكونغرس إن "تنظيم داعش انتقل من قوة تمتلك الأراضي إلى مجموعة متمردة في سوريا، وكثف تمرده في العراق"، على الرغم من أن ترامب أعلن أن "داعش" قد هزم وأن الخلافة قد انهارت.
ويقدر التقرير أن "داعش" يضم حاليا ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل، مشيرا إلى أن الأهم هو أن "داعش" غيّر طريقة جني أمواله، فتحول من نظام الضرائب والإيرادات الذي استخدمه خلال "الخلافة"، إلى ابتزاز المدنيين، والاختطاف للحصول على فدية، وفرض الخوات من عقود إعادة الإعمار، وهذه الطريقة اللامركزية لتوليد الدخل جعلت من الصعب تتبعه، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وحذر التقرير من أن "داعش" وجد مصدرا للعائدات مرة أخرى، عن طريق ابتزاز المدنيين في البلدين، وعمليات الاختطاف للحصول على فدية، وجني الأموال من عقود إعادة البناء، وهذه الطريقة اللامركزية لجمع المال، على عكس نظام الضرائب والإيرادات المفصل الذي استخدمه "داعش" خلال فترة قوته، تجعل من الصعب تتبع الدخل.
ولفت التقرير إلى أن مخيم "الهول" الذي يضم الآلاف من النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا، يعد مكانا مثاليا لتجنيد أعضاء جدد في "داعش"، حيث لا تبدو القوات الحكومية قادرة على حماية المنطقة من المسلحين، كما أن قلة الدعم الأمريكي للحفاظ على ظروف آمنة أو مواجهة دعاية "داعش" فتح الباب أمام أنشطة التنظيم.
وللولايات المتحدة نحو 1000 جندي فقط في سوريا، لكبح "داعش" ودعم القوات المحلية في إشارة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتله، فضلا عن مواجهة النفوذ الإيراني ومراقبة تحركات القوات الحكومية السورية.
كما أدى قرار سحب الموظفين غير الطارئين من العراق، حسب التقرير، إلى تقليل النفوذ الدبلوماسي الأمريكي هناك، ووفقا لوزارة الخارجية، كما خفض ذلك من قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم للمحتاجين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في وقت سابق إن تنظيم "داعش" يمتلك مبالغ تصل إلى 300 مليون دولار.